كن -يا أمير- الحكم ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك! (3) لا تصالح.. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر.. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا- بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي.. فأرفعها -وهي ضاحكةٌ- فوق ظهر الجواد ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أبٍ يتبسَّم في عرسها.. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة.. لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها.. وتعودُ إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانهِ، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيتهِ (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامةْ.. لا تصالح! فما ذنبُ تلك اليمامةْ لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟!
"لا تصالحْ!.. ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى.. ؟ هي أشياء لا تشترى.. : ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب! "
[٣]:من أن يكون لها ذات يوم أخٌ! :من أبٍ يتبسَّم في عرسها:وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها:وإذا زارها يتسابق أحفادُه نحو أحضانه:لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته وهو مستسلمٌ:ويشدُّوا العمامة.. :لا تصالح:فما ذنب تلك اليمامة:لترى العشَّ محترقًا فجأةً:وهي تجلس فوق الرماد يهز أمل دنقل العرب مرة أخرى في صورة حزينة عن الفتاة التي فقدت والدها، فلن يكون لها أخ سندًا لها في أفراحها وأتراحها، وستبقى طوال حياتها تُعاني من يُتم الأب والأخ في آن معًا. [٣]:لا تصالح:ولو توَّجوك بتاج الإمارة:كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ:وكيف تصير المليكَ.. :على أوجهِ البهجة المستعارة؟:كيف تنظر في يد من صافحوك:فلا تبصر الدم.. :في كل كف؟:إن سهمًا أتاني من الخلف.. :سوف يجيئك من ألف خلف:فالدم الآن صار وسامًا وشارة:لا تصالح:ولو توَّجوك بتاج الإمارة الآن ربما يعرضون عليك المُلك من أجل الصلح، ولكن إيّاك أيها الأخ العربي أن تصالحهم، فكما غدروا بي في سابق الأيام سيغدرون بك، وستتطلخ أيديهم بدمائك كما تلطخت بدمائي. [٣]:لا تصالح:ولو ناشدتك القبيلة:باسم حزن "الجليلة":أن تسوق الدهاءَ:وتُبدي لمن قصدوك القبول:سيقولون::ها أنت تطلب ثأرًا يطول:فخذ الآن ما تستطيع::قليلًا من الحق.. :في هذه السنوات القليلة:إنه ليس ثأرك وحدك:لكنه ثأر جيلٍ فجيل من خلال القراءة في قصيدة لا تصالح لأمل دنقل التي يحكي فيها على لسان الضحية ما يتمناه من كل عربي ثائر، فيقول: إياك يا أخي أن تستكين لصرخات النساء، والجليلة هنا رمز عن امرأة كليب التي كانت من أهل قاتل زوجها، وإياك أن تتنازل عن حقك، فهذا ليس ثأرك وحدك يا أخي، بل هو ثأر جيل وراء جيل.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد، خلال المؤتمر الصحفي، دعم مصر الكامل لجمهورية بوروندي في مختلف المجالات، من خلال تدشين شراكة استراتيجية بين الدولتين، ورفع مستوى العلاقات بينهما إلى أعلى مستوى من أجل تحقيق كل أهداف التنمية في بوروندي، في إطار رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يكون نهر النيل مصدرا للتعاون، والتنمية لجميع شعوب دول الحوض. ولفت إلى أن الرئيس البوروندي أبدى سعادته الواضحة بالزيارة، ونجاحها، ونتائجها المثمرة، مشيرا إلى أن بوروندي تتجه إلى مصر كصديق من أجل تحقيق أهدافها في التخلص من الفقر والمشكلات. واختتم رئيس مجلس إدارة "الأهرام" مقاله قائلا "الآن، مصر تتحرك بخطى واثقة، ومهمة، على جميع الجبهات، وتستعيد دورها المحوري والريادي في إفريقيا بعد غياب".