من أنتم في عيون الله: في الواقع لقد خلق الله الإنسان على صورته وأبدع في تكوينه، كما يعلّمنا الكتاب المقدّس، إذ نحن لدينا نسمة من نسمات القدير ومن مواهبه التي تعطينا الإبداع والقدرة على التّفكير، كلّ هذا جميل، ولكن هذه الصّورة تشوّهت بسبب عصيان الجنس البشري وزيغانه وراء كبريائه ونزواته، ممّا دفع كل إنسان ليدوس على الآخَر، فتشوّهت الخليقة وتشوّه الإنسان الجميل، ولا يوجد حلّ في الرّجوع إلى الصّورة الأولى إلاّ من خلال عمل الله، فإذا أردت أن تكون صحيحاً فالموضوع لا يرتبط بإصلاحات بشريّة ولكن بإصلاح إلهيّ، حتّى نستطيع أن نتقدّم للأمام. ذهب القذّافي، ولكن يمكن أن يعود غيره وتكون له طموحات مثل القذّافي، ولكن الشّعب الليبي يريد بناء نفسه، وهذا يتمّ من خلال إصلاح داخلي على مستوى الفرد، وإذا تمّ الإصلاح الدّاخلي سيتمّ الإصلاح الاجتماعي، لأنّ الأهداف ستتوافق مع مصالح البلاد وتنسجم معها تماماً كما هي متصالحة مع الله ومنسجمة معه. أنتم في عيون الله تاج الخليقة وإبداع الله، فعيشوا كما يريدكم الله أن تعيشوا، حينئذ ستستمتعون بمعرفة من أنتم حقّاً، فهل تجرّبوا؟!
20/11/2015, 12:16 AM #1 أستاذ بارز معدل تقييم المستوى 16 كلمة قالها القذافي:: من انتم... ؟؟!! الحقيقة تبقى هي الحقيقة والتساؤل يبقى هو التساؤل وعلامات الاستفهام تبقى هي علامات الاستفهام ومهما كانت النتائج ، كلمة قالها القذافي بعمق المثقف والمفكر والواعي لاحداث المتغير الغير طبيعي الذي بدأ يعصف ببلاده ، انه التساؤل الاكبر والاعظم والمقر بالاستغراب ، من انتم... ؟؟! في تاريخ التجارب والتجربة واحداثها قد يطرح هذا السؤال الاستغرابي الاستنكاري لواقع غير طبيعي طرأ ومؤثراته التدميرية ليطلق هذا التساؤل.. من انتم.. ؟؟! ، قد ينتصر التساؤل بحقائقة وقد تكون النتائج ان ينتصر العابرون على التاريخ في رحلاتهم ونزواتهم التدميرية، قد كانوا في كل العصور وعانت منهم الكثير من تجارب الشعوب ، ولانهم العابرون المدمرون مثلهم كمثل اي حملة من حملات الغزو والاستعمار والاستكبار ، تتلظى الشعوب بنارهم واحقادهم ونزواتهم ، ويبقى السؤال الاستنكاري لحقيقتهم ، من انتم.. ؟؟! هكذا هم العابرون بسماتهم الغوغائية والاستزلامية ومهما نسبوا لانفسهم من صفات ومهما قلدوا انفسهم باوسمة حقيقتها الفجر والغدر والعدوان وان وصفوها بغير ذلك ، فالمجرم لا يجمل ، والقبيح لا يفهم معنى الاستقامة وحقوقها ومناسيبها ، والفجر ان تصنع نصرا على خراب ، وان تبقي حال على ماساة شعب وفقر شعب وضياع حقوق.... ولذلك يطرح السؤال الاستغرابي في وجههم.. ؟؟!
ركبت الدوحة موجة الثورات العربية لتحكم الشعوب من خلال عملائها الذين اشترت ولاءهم فباعوا دماء شهداء الحرية والكرامة وقبل ذلك أوطانهم في سبيل إرضاء هذا الهوس في السلطة والتخلص من عقدة النقص التي سكنت قادة قطر في مواجهة الكبار. فشلوا في مصر بعد أن صحح الشعب مسار الثورة التي سرقها الإخوان، وها هم يلملمون ما تبقى من شرذمة، وانهزمت مليشياتهم في بنغازي ليبيا تحت وطأة مدافع الجيش الوطني بانتظار استكمال التحرير وعودة الوئام مع العاصمة طرابلس. تحطمت آمالهم في تأمين نفوذ في سوريا بدعمهم للإرهاب في مواجهة شباب الثورة، وحطموا معها آمال شعب بأكمله في خلاص سريع من نظام الطاغية بشار الأسد، خانوا حتى شعبهم حينما أرسلوا أبناءهم ليقاتلوا معنا في اليمن ثم تآمروا مع الحوثي والمخلوع صالح على دمائهم ودمائنا لتقويض جهود التحالف الصادقة لدعم الاستقرار واستعادة الشرعية. والآن افتضح ما تخفيه صدورهم بعد أن فتحوا أحضانهم قبل معسكراتهم للأعداء والحاقدين في مواجهة جيرانهم الأقربين في مكابرة وتحدٍ لكل الجهود المخلصة التي تركت الباب موارباً أمام العودة والاعتراف بالخطأ فأدارت الدوحة ظهرها وتجاهلت الفرصة بعد الأخرى. لا أدري إلى أي حضيض سيقودهم هذا التعنت والعناد في الوقت الذي لا يملك فيه كل مواطن خليجي وعربي سوى أن يردد ما قاله القذافي بدونية قبل سنوات لقطر:"من أنتم"؟