ا لخطبة الأولى ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ولذلك ابتدىء بذكر الجنب ، وأما زيادة قوله: { أو قاعداً أو قائماً} فلقصد تعميم الأحوال وتكميلها ، لأن المقام مقام الإطناب لزيادة تمثيل الأحوال ، أي دعانا في سائر الأحوال لا يلهيه عن دعائنا شيء. والجنب: واحد الجنوب. وتقدم في قوله: { فتكوى بها جباههم وجنوبهم} في سورة [ براءة: 35]. والقعود: الجلوس. والقيام: الانتصاب. آية ومعنى : ( وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِدًا أَو قائِمًا فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفينَ ما كانوا يَعمَلونَ) | نافذة دمياط. وتقدم في قوله: { وإذا أظلم عليهم قاموا} في سورة [ البقرة: 20]. و ( إذا) هٌّا لمجرد الظرفية وتوقيتتِ جوابها بشرطها ، وليست للاستقبال كما هو غالب أحوالها لأن المقصود هنا حكاية حال المشركين في دعائهم الله عند الاضطرار وإعراضهم عنه إلى عبادة آلهتهم عند الرخاء ، بقرينة قوله: كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون} إذ جعلها حالاً للمسرفين. وإذ عبر عن عملهم بلفظ { كانوا} الدال على أنه عملهم في ماضي أزمانهم ، ولذلك جيء في شرطها وجوابها وما عطف عليهما بأفعال المضي لأن كون ذلك حالهم فيما مضى أدخلُ في تسجيله عليهم مما لو فرض ذلك من حالهم في المستقبل إذ لعل فيهم من يتعظ بهذه الآية فيقطع عن عمله هذا أو يساق إلى النظر في الحقيقة. ولهذا فرع عليه جملة: { فلما كشفنا عنه ضره مرَّ} لأن هذا التفريع هو المقصود من الكلام إذ الحالة الأولى وهي المفرع عليها حالة محمودة لولا ما يعقبها.
فلمَّا استخلف عمر قال: يا عوف، رؤياك؟ قال: وهل لك في رؤياي من حاجةٍ؟! أولم تنتهرني؟! قال: ويحك! إني كرهتُ أن تنعى لخليفة رسول الله ﷺ نفسه. فقصّ عليه الرؤيا حتى إذا بلغ ذرع الناس إلى المنبر بهذه الثلاث الأذرع قال: أما إحداهنَّ فإنَّه كان خليفةً، وأما الثانية فإنَّه لا يخاف في الله لومة لائم، وأما الثالثة فإنَّه شهيد. قال: فقال: يقول الله تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فقد استخلفت يا ابن أمّ عمر، فانظر كيف تعمل؟ وأما قوله: فإني لا أخاف في الله لومة لائم فيما شاء الله. واذا مس الانسان الضر دعانا. مُداخلة: عندنا: فما شاء الله. الشيخ: لعلها: فما شاء الله، يعني: كان، فما شاء الله كان، لمن عزاه؟ الطالب: ابن جرير الطبري. الشيخ: يُراجع الأصل. س: بالنسبة للترجمة في السند، بالنسبة لزيد بن عوف أبي ربيعة؟ ج: يُراجع ابن جرير، نعم. وأما قوله: شهيدٌ، فأنّى لعمر الشَّهادة والمسلمون مُطيفون به؟ الشيخ: حصلت الشَّهادة، ولا يدفع شيء إلا الله، هو الذي يدفع، نعم. وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [يونس:15-16].