وحفظ ودرس المتون الأساسية، في علوم اللغة والشرع، كـ "الآجرومية"، و"الأصول الثلاثة"، و"ملحة الإعراب"، ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ولد علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر في مكة المكرمة - ذاكرتي. من نجد إلى الحجاز وفي السنة التالية كان المعهد الإسلامي السعودي قد افتتح في مدينة مكة بالحجاز، وهو من أولى المؤسسات التعليمية النظامية في المملكة، وكان الجاسر قد ذهب إلى مكة قاصداً الحج، ولكنه قرر البقاء والالتحاق بالمعهد، وبالتحديد في قسم القضاء الشرعي. هناك استفاد من الاتصال بوجوه النخبة الثقافية الحجازية، من الأساتذة الموجودين آنذاك في المعهد، كمحمد حسن عواد، وعبد القدوس الأنصاري وغيرهم، الذين كانوا قد اطلعوا واتصلوا بالثقافة والفكر الحديث؛ حيث كانت الصحف المصرية تصل يومياً إلى مكة، وكان لها تأثير ثقافي مهم. وبعد تخرجه من المعهد، عُيّن العام 1934 مدرساً في ينبع، على ساحل البحر الأحمر، وبعد سنتين عُيّن مديراً للمدرسة التي كان يعمل بها، ثم عين قاضياً في مدينة ضبا شمال الحجاز. إلى القاهرة لم يرغب الجاسر بالاستمرار في سلك القضاء، وقرر الاستمرار في مسيرة العلم، فترك الوظيفة والتحق بالبعثات السعودية، وسافر إلى مصر؛ حيث التحق بكلية الآداب بجامعة الملك فؤاد، وكان ذلك في العام 1937.
الشيخ حمد الجاسر ( 1910 ـ 2000). من أبرز العلماء الباحثين في السعودية والعالم العربي، وعضو سابق في أكاديميات بغداد ودمشق والقاهرة ، كما كان قوة دافعة وراء النهضة التعليمية الحديثة في المملكة العربية السعودية. عمل في قطاع التعليم، والقضاء، والصحافة والنشر، وأنشأ (اليمامة)، أول صحيفة في الرياض ، في عام 1952، وتبعتها جريدة (الرياض) في عام 1976 وأخيرا (العرب)، وهي فصلية متخصصة في تاريخ وآداب شبه الجزيرة العربية. أنشأ حمد الجاسر أول دار للطباعة في نجد في عام 1955 ، وفي عام 1966 أنشأ دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر. ولد علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر في مكة المكرمة - منبع الحلول. لقد أسهم حمد الجاسر إسهامه الأكبر في ثقافة وطنه كعلاّمة ومؤرخ وجغرافي، وخلف العديد من الكتب التي تحمل اسمه والتي تغطي حقولا متنوعة من المعرفة: من المصورات الجغرافية والتاريخية إلى أدب الرحلات وكتب السيرة وطبعات نقدية للنصوص التراثية الهامة. وقد أسهم حمد الجاسر بعمق في تحديد استراتيجيات مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي لصاحبها أحمد زكي يماني ، والتي كان عضوا مؤسسا للمجلس الاستشاري الدولي للمؤسسة......................................................................................................................................................................... مولده ونشأته هو حمد بن محمد بن جاسر، من أسرة آل جاسر المنتمية إلى الكتمة من بني علي من قبيلة حرب.
اقرأ أيضاً: علي شريعتي: إنسانية الفكر والإصلاح كانت "اليمامة" تطبع بدايةً في القاهرة، ولكن عملية الطباعة في مصر ثم نقلها إلى السعودية لم تكن مجدية، فقرر الجاسر إنشاء أول دار للطباعة في السعودية، وكان ذلك في العام 1955. وفي العام 1965 أسس مجلة الرياض اليومية التي أصبح رئيس تحريرها أيضاً. وفي العام 1966 تطورت اليمامة إلى دار للبحث والترجمة والنشر. وفي العام ذاته، أسس الجاسر مجلة العرب، والتي مزجت الصحافة بالأدب، وتخصصت في تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها وأنساب قبائلها. عشرات الكتب والمؤلفات كتب الجاسر العشرات من الكتب، وقد انصبّ جلّ اهتمامه على علوم الجغرافيا والتاريخ؛ حيث استفاد من تنقله في أنحاء المملكة في التعرف عن قرب على الأماكن والقبائل المختلفة، وقد وضع في مؤلفاته خلاصة تلك الرحلات والتجارب. وكانت أهمية مؤلفاته التاريخية أنّها وثقت حقبة مهمة من التاريخ السعودي كان يمكن أن تندثر، وخاصة فيما يتعلق بالتراث الشفوي الذي لم يكن يحظى قبله باهتمام ولم يكن يكتب. وتميزت مؤلفات الجاسر الجغرافية بدمج الأدب بالجغرافيا وتطوير ما عرف بـ "الجغرافيا الأدبية" و"الجغرافيا الثقافية"، فكان مهتماً بالأماكن من حيث الأهمية الأدبية؛ فيذهب مثلاً إلى المعلقات ويبحث في الأماكن التي تذكرها القصائد، وهكذا.
أيقونات سعودية الملك سلمان في حديث ودي مع العلامة الجاسر من أب فقير يعمل بالفلاحة، نسج ذلك الفتى النحيل العليل طموحه الكبير، ليُصبح بعد رحلة قاسية ومضنية، "علامة" بارزة في تاريخ الجزيرة العربية. يُعتبر العلّامة حمد الجاسر، أحد أهم العلماء والأدباء والباحثين الذين أنجبتهم السعودية، الذي يعود له الفضل لكثير من الإسهامات والمبادرات والتفردات التي صنعت البدايات الأولى للنهضة الوطنية على أكثر من صعيد. ولد حمد بن محمد بن جاسر في بلدة البرود الواقعة في ناحية السر من إقليم الوشم في منطقة نجد عام 1910. وقد تعلّم مبادئ القراءة والكتابة في قريته، ثم تنقل في عدة مدن، وفي العشرين من عمره التحق بالمعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة، وهو أول مدرسة نظامية في السعودية. عمل الجاسر في التدريس في ينبع، كما عمل قاضياً في مدينة ضباء. وفي عام 1940 سافر إلى القاهرة للدراسة في كلية الآداب بجامعتها الشهيرة، ولكن بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، أعيدت البعثة السعودية التي كان أحد أفرادها. تنقل في عديد من الوظائف والمناصب، ولكنه سرعان ما اتجه لشغفه الذي لازمه طيلة حياته، وهو البحث والتأليف والتحقيق، وكذلك إنشاء الصحف والمجلات والمؤسسات البحثية، كما اهتم برصد وتوثيق تاريخ وجغرافية وآثار وتراث المملكة العربية السعودية.