عندما تنعدم النَّخْوة مِن بعض الأزواج، ويَقبلون – بلا أيَّة غضاضة – أن تَتَحَمَّلَ زوجاتهم النَّفَقَة الكاملة للأسرة، وأن تكون هي المُهَيْمِنةَ على كافة أمور الحياة الزوجيَّة، لا لعجزٍ أصابهم أو مَرَض، إنما لأنهم أَنِسُوا الكَسَل، واستعذبوا الرَّاحة. وهذا ما جَعَلَنَا أمام خَللٍ خطيرٍ، وتبديلٍ لسُنَّة كونيَّة، فَطَرَنَا اللهُ عليها، فالأمُّ في هذه الأسرة مُنْهَكة بالأعباء الاقتصاديَّة، والأب خانع ضعيفٌ، والأبناء فاقدون لدور الأم والأب معًا، ومِن ثَمَّ لا يخرج من رَحِم هذه الأسرة إلاَّ ما يُهَدِّدُ المُجتمع. ☆ فمتى تسقط قوامة الرجل في المنزل ؟ 1. الله عزّ وجَل أعطاكَ القوامة فيما أنفقت ، فإن لم تنفق في المنزل ، ليس لعجزٍ منك أو مرض ، إنما لأنك كسول لاتحبّ العمل ، ولا تخرج من المنزل لطلب الرزق من الله ، فتسقط قوامتك. 2. متى تسقط قوامة الرجل من. حين تتحمَّل المرأةُ المسؤولية المادية والتربوية والإجتماعية وحدها ، ولاتُساعدها سوى في إعطاء الاوامر والسّب والشّتم ، تسقط قوامتك. 3. الرجال قوّامونَ على النّساء فيمافضّل الله بعضهم على بَعض ، فهم أقوى جسدياً ومكلّفون بمهامٍ أصعب من الأنثى ، فحينَ تتخاذل عن القيام بواجباتك كرجل ، تسقط قوامتك.
اهـ. والحكمة من التفريق بين الرجل والمرأة في بعض الأحكام ظاهرة جلية، ومن تأمل الفرق بينهما في الخلقة والقدرة البدنية والنفسية، أيقن أن من عدل الإسلام ورحمته تفريقه بينهما في بعض الأحكام، ليعطي كل ذي حق حقه، ويكلفه بما يناسبه، بل إن الفطر البشرية مقرة بذلك ومطبقة له عمليا! وقد تعرض الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان لهذا الموضوع خلال بيانه لهداية القرآن للتي هي أقوم عند قوله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ {الإسراء: 9} فكان مما قال: وذلك لأن الله جل وعلا جعل الأنثى بصفاتها الخاصة بها صالحة لأنواع من المشاركة في بناء المجتمع الإنساني، صلاحا لا يصلح لها غيرها، كالحمل والوضع، والإرضاع وتربية الأولاد، وخدمة البيت، والقيام على شئونه.. عدم إنفاق الزوج على زوجته يسقط حقه في القوامة - إسلام ويب - مركز الفتوى. وهذه الخدمات التي تقوم بها للمجتمع الإنساني داخل بيتها في ستر وصيانة، وعفاف ومحافظة على الشرف والفضيلة والقيم الإنسانية، لا تقل عن خدمة الرجل بالاكتساب. اهـ.
وأضاف وكيل الأزهر: «للأسف حوّل بعض الرجال معنى «القوامة» التي تعني مسؤولية الرجل عن المرأة وحمايته لها مع ما في ذلك من إسعاد لها، إلى ما يرضي أهواء كثير منهم ويكدر على المرأة حياتها ويورثها آلاما نفسية تخشى إن أفصحت عنها تكون قد أظهرت تبرمها من أحكام شريعته، ألم يقرأ هؤلاء قول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَ?
وأكد د. شومان أن الزعم بأن القوامة تعنى تفضيل الرجال على النساء واتخاذ ذلك ذريعة للتسلط عليهن وقهرهن هو من بدع العقول الباحثة عن مبرر يرضي نزعتها الذكورية، فقوله تعالى: (... بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى? بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ... )، «سورة النساء: الآية 34»، لا يعدو كونه تحميلاً للرجال مسؤولياتهم تجاه النساء، حيث جعل الله الرجال أقدر على مواجهة مشكلات الحياة اليومية وأكثر جلداً على التكسب، وما يناسب مروءتهم هو البذل والإنفاق على النساء وليس العكس، ولذا كان من الملائم أن يتصدر هو بيته ويصدر قراراته إلى مجتمعه الخارجي بعد مشاورة من فيه بمن فيهم زوجته بطبيعة الحال التي قد تقترح عليه رأياً أصوب من رأيه، وإن كان السائد عرفاً أن تكريم المرأة يقتضي تجنيبها مواجهة مجتمعها بأمور بيتها ليتولاها زوجها أو وليها. متى تسقط قوامة الرجل الخفي. وتابع شومان قائلاً: «وإن كانت القوامة تحمّل الرجل مسؤولياته تجاه المرأة، فإنها حّملت المرأة أيضاً مسؤوليات منها تربية أولادها ورعاية بيتها وحفظ كرامة زوجها، ومن ثم، فإن القوامة لا تعني بحال رفعاً للرجال وخفضاً للنساء، وإنما جُعلت القوامة لكل من الرجل والمرأة بما يناسب طبيعته وقدرته وما يسر له وجُبِل عليه، ولعل هذا هو سر التعبير بقوله تعالى: (... بَعْضَهُمْ عَلَى?