كان لقاءً مغايرًا! "بِدّي أروّح" بُعيد لقائي بمرح وأماني أطلّت أسيرة مقدسيّة أخرى؛ نوال محمد فتيحة بخطى متثاقلة، مكبّلة اليدين، ورغم احتجاجي لم تُفك القيود اللعينة. اعتقلت يوم 21. 02. 2021 ورغم معاناتها الصحيّة والنفسيّة ترفض سلطة السجن السماح لها بالعلاج، تعاني من التنكيل والمضايقات كغيرها من المقدسيّات، تقبع في زنزانة فيها كاميرات مراقبة على مدار الساعة، على حدّ قولها. تعاني نوال من اكتئاب دائم، وتشعر بالندم من تصرّفها مع العائلة أثناء الزيارة الأخيرة، وكذلك تجاه زميلاتها بسبب ظروف الاعتقال القاسية. ورغم ذلك بدأت تقرأ في السجن، تقرّبت من عالم الرواية فجاءها الأمل بمستقبل أفضل. رسم الملك سلمان بوب ارت. لم تنم خارج منزل العائلة من قبل، تفتقد لمّة العائلة والصديقات والأقارب، عزلتها قاتلة وتزيد وضعها سوءًا، وجبل المكبّر يبدو لها بوجه آخر ممّا اعتادت عليه وصار له حنين خاص لم تشعر به من قبل. السجن غيّرها وقلب حياتها رأسًا على عقب. كلّ بضع دقائق، خلال اللقاء، صرخت: "بدّي أروّح! ". لكن عزيزاتي مرح، أماني ونوال أحلى التحيّات، والحريّة لكن ولجميع أسرى الحريّة. في انتقاد للجيش الوطني وسعيه لبسط سيادة الدولة. وأقر -ضمنيا- باشتراكه في تقديم نموذج سيء للتحرير بإهمال احتياجات المواطنيين، بقوله: "مالم تخدم الحكومة مصالح الشعب في المناطق المحررة من النفوذ الحوثي أو حتى داخل مناطق الحوثي، فإنها تجازف بمشروعيتنا جميعا وتقدم خدمة مجانية للحوثي ولإيران".
وقد تم إنتاج هذا الفيلم الوثائقي الذي يحمل اسم "الشيلي-الجزائر: قصة تضامن متبادل صمدت أمام اختبار الزمن"، بمبادرة من سفارة الجزائر بسانتياغو وسيتم بثه في نوفمبر 2021 ، حسبما أعلنت السفارة على حسابها في تويتر. ويكشف المقطع-الدعائي الرسمي المنشور على نفس الصفحة صورًا ومقاطع فيديو لحرب الجزائر مأخوذة من الأرشيف، مصحوبة بتعليقات باللغة الإسبانية، ومن بين ما يظهر عليها، الرئيس الراحل هواري بومدين مع نظيره الشيلي سلفادور اليندي. كما نرى المحلل السياسي الشيلي، إستيبان سيلفا كوادرا، و هو يتحدث عن العلاقات الودية بين البلدين. رسم الملك سلمان بوب ارتباطات. و يسلط المقطع-الدعائي الضوء ايضا على دور المرأة الجزائرية في بناء هذا التضامن، ممثلا بالاتحاد الوطني للنساء الجزائريات. ويشير سفير الجزائر في الشيلي محمد سفيان براح، خلال مقطع في بداية الفيديو قائلا "إذا عدنا إلى التاريخ، فإن التضامن بين الشعب الجزائري والشعب الشيلي بدأ خلال حرب التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي".