و"البدون" في السعودية، والخليج عامة، قضية متجذرة بعمر تلك الدول الرابضة فوق بحار النفط. تتعدد أسباب هذه القضية، كما يختلط فيها المذهبي مع القومي مع الأمني. إلا أن أصل المشكلة هو أن هذه الدول الثرية لا ترغب في حلول تعني إعطاء مزيد من الحقوق لهذه الفئة أو مشاركتهم في نصيب الثروة، ليبقى عديمو الجنسية مواطنون في وطن لا يعترف بهم وبحقوقهم أحد، ومحرومون بلا هوية في بلد لم يعرفوا غيره يوما. وللتعرف على أسباب تكوّن هذه الظاهرة، أشارت صحيفة مكة السعودية إلى أن أهم أسباب نشوء مشكلة البدون في المملكة هو إما كونهم: أشخاص سحبت جنسيتهم دون سبب واضح معروف، أو أشخاص أعطوا هويات مؤقتة على وعد تجنيسهم ولم يتم ذلك حتى الآن، أو فئات أتت للسعودية منذ زمن طويل جدا بسبب الحج أو لاضطهادهم في بلدانهم وانقطعت العلاقة بينهم وبين بلادهم، حسب الصحيفة السعودية. من هم القبائل النازحه بالسعودية ؟ - موسوعة. قد يكون البدون في السعودية أقل ضجيجا من جيرانهم في دول الخليج، لكن هذا لا يعني أن حالهم أفضل. ففئة البدون في السعودية هم أكثر عدداً. ولكنهم جميعا يرزحون تحت وطأة الظلم المتعمد والحرمان من جميع حقوق المواطنة، والتي هي أساس التمتع ببقية الحقوق المدنية، ناهيك عن الحقوق السياسية التي لا يتمتع بها أحد في البلاد!.
البدون في السعودية - YouTube
ومن ضمن السياسات التي تفاقم المشكلة "تسييس التجنيس" حتى لا يختل التوازن الديموغرافي، أو ليتم تغيير هذا التوازن لأسباب طائفية أو قبلية، كما في حالة البحرين والعراق ولبنان وسوريا وغيرها. بالإضافة لذلك، فإن قوانين الجنسية في معظم الدول العربية تؤدي إلى خلق حالات جديدة من البدون، لاسيما حين تصبح حالة انعدام الجنسية وراثية، يرثها الأبناء عن الآباء، ويحرم المولود من حقه الطبيعي بالتمتع بجنسية البلاد التي ولد على أرضها، أو اتباع قوانين التمييز بين الجنسين كما تمت الإشارة سابقاً، حيث لا يحصل الطفل على جنسية والدته، بالإضافة إلى أن من يقدم على طلب جنسية فإنه يواجه شروط تعجيزية وإجراءات معقدة جداً. وفقاً لتقرير نشرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فقد تمكنت عدة دول من إحراز تطورات هامة فيما يتعلق بحالات وجود عديمي جنسية على أراضيها، كما هو الحال في بنغلاديش ونيبال وأوكرانيا وغيرها من الدول التي تصنف ضمن الدول الفقيرة، ومن الممارسات التي اتبعتها هذه الدول: اعتماد إستراتيجية ذات رؤية واضحة، و توفير ميزانيات كافية لإجراء بحث شامل وحصر عديمي الجنسية، وإجراء إصلاحات قانونية فيما يخص قوانين الجنسية.
وهل هناك اختصار لصرخات الأطفال الذين يتضرّعون ألمًا، ليس لكم حق بالعلاج، ليس لكم حق بالحياة بغير الهوية!.. وهل هناك اختصار لرسالة الطب الإنسانية التي نسيت رسالتها وأصبحت فقط تبحث عن إثبات الهوية، وإن لم تحمل هويتك فاسمح لي أنا عبد المأمور ليس لك حق بالعلاج من دون الهوية، وأنا لا أتحمل تبعات مشاكلكم. في هذه الساعة هناك من جاء يتحدّث بقلب موجوع لا يحمل حديثًا ولا روايات يحمل صرخات وأسقامًا دامت 23عامًا بلا هوية (قضيت عمري والقضية هدومي، وعزي لمن عاش بهويه هدومه) ختم أبياته الشعرية التي كانت كفيلة بأن تمنحك الهوية. لا نريد ساعة حوار، ولا نريد تحقيقًا صحفيًا، فسوء أحوالنا لم يعد ينتظر ردة فعل قارئ أو ردة فعل إعلامي ليس بيده حل ولا ربط لوضعي، لا أريد أن أحكي لذلك الصحفي عن تعبي وشقائي، ولا أريد أن تحقق قضية البدون بالسعودية مليون مشاهدة من دون أي فائدة ومن دون الحصول على ذلك السهل الممتنع (الهوية). نريد أن نناشد من بيده كل شيء من بعد الله، نريد أن نناشد من عرفوا بالكرم والجود للبعيد قبل القريب، فأنا هنا يا سيدي قريب منك ثق بنا ثقة كاملة، أن عندما تعصر الشدائد وطني ستجدني أنا أول درع يحميه، فإن جراح أخي الشهيد التي كانت فداء للوطن عالقة بي إلى الآن.