وبطلنا الآن هو صحابي جليل من صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولقد تعمدت أن أكتب "الصحابي الجليل" في أعلى الصفحة قبل اسم هذا الصحابي بالتحديد من بين الصحابة الذين ورد ذكرهم في هذا الكتاب، وذلك لتذكير من كان قد نسي أنَّنا عندما نتحدث عن أبي سفيان بن حرب بعد إسلامه فإننا نتحدث عن صحابي من صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ونتحدث عن الرجل الذي تزوج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ابنته أم المؤمنين السيدة (أم حبيبة بنت أبي سفيان) -رضي اللَّه عنها-.
والله لئن دخل رسول الله r مكة عنوة قبل أن يستأمنوه، إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر. قال: فجلست على بغلة رسول الله r البيضاء، فخرجت عليها حتى جئت الأراك، فقلت: لعلِّي ألقى بعض الحطّابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم بمكان رسول الله r فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة. قال: فوالله إني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له، إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان، وأبو سفيان يقول: ما رأيت كاليوم قط نيرانًا ولا عسكرًا. قال: يقول بديل: هذه والله نيران خزاعة حَمَشَتْهَا الحرب. قال: يقول أبو سفيان: خزاعة والله أذل وألأم من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها. قال: فعرفت صوته فقلت: يا أبا حنظلة. فعرف صوتي فقال: أبو الفضل؟ قلت: نعم. فقال: ما لك فداك أبي وأمي؟ فقلت: ويحك يا أبا سفيان! أبو سفيان صخر بن حرب. هذا رسول الله r في الناس، واصباح قريش والله. قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قال: قلت: لئن ظفر بك ليضربَنَّ عنقك، فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله r، فأستأمنه لك. قال: فركب خلفي ورجع صاحباه، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا: من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله r قالوا: عم رسول الله على بغلته. حتى مررت بنار عمر بن الخطاب t فقال: من هذا؟ وقام إليَّ، فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة قال: أبو سفيان، عدو الله؟!
[٦] المراجع ↑ يعقوب بن سفيان الفسوي، كتاب المعرفة والتاريخ ، صفحة 167. بتصرّف. ^ أ ب ت محمد رضا ، محمد صلّى الله عليه وسلّم ، صفحة 294. بتصرّف. ص126 - كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة - معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي - المكتبة الشاملة. ^ أ ب ت ث ج محمد بن محمد العواجي ، مرويات الإمام الزهري في المغازي ، صفحة 716. بتصرّف. ^ أ ب رواه الهيثمي ، في مجمع الزوائد ، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:167، رجاله رجال الصحيح. ↑ شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، صفحة 106. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين ، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 259. بتصرّف.