منزلة الحديث: قال أبو داود السجستاني - رحمه الله -: إنه من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام [2]. قال الفشني - رحمه الله -: إن هذا الحديث قاعدة من قواعد الإسلام الموصى بها في قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103] [3]. قال الجرداني - رحمه الله -: إن هذا الحديث قاعدة من قواعد الإسلام، والمقصود منه طلب المساواة التي بها تحصل المحبة، وتدوم الألفة بين الناس، وتنتظم أحوالهم [4]. غريب الحديث: لا يؤمن: أي الإيمان الكامل. ما يحب لنفسه: أي مِثلَ الذي يحب لنفسه. شرح الحديث: ((لا يؤمن أحدكم)): فالنفي هنا للكمال والتمام، وليس نفيًا لأصل الإيمان. ((حتى يحب لأخيه)): المسلم، ((ما يحب لنفسه)): أي من الخير، والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية، وتخرج المنهيات؛ لأن اسم الخير لا يتناولها [5] ؛ لأن هذا مقتضى الأخوة الإيمانية، والمراد أيضًا أن يحب أن يحصل لأخيه نظير ما يحصل له، والمحبة الميل إلى ما يوافق المحب. قال النووي رحمه الله: قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: وهذا قد يعد من الصعب الممتنع، وليس كذلك؛ إذ معناه: لا يكمل إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه في الإسلام ما يحب لنفسه، والقيام بذلك يحصل بأن يحب له حصول مثل ذلك من جهة لا يزاحمه فيها، بحيث لا تنقص النعمة على أخيه شيئًا من النعمة عليه، وذلك سهل على القلب السليم ، وإنما يعسُرُ على القلب الدغل، عافانا الله وإخواننا أجمعين، والله أعلم [6].
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 23/1/2016 ميلادي - 13/4/1437 هجري الزيارات: 874899 شرح حديث: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) عن أبي حمزة أنس بن مالكٍ رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))؛ رواه البخاري ومسلم.
الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة. تحذير الإنسان من أن يحكم العقل أو العادة مقدِّمًا إياها على ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-. يجب على الإنسان أن يستدلّ أولاً ثم يحكم ثانياً، لا أن يحكم ثم يستدل. وجوب محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- واتباعه فيما يأمر به، والانتهاء عما نهى؛ من غير توقف ولا تردد. تقسيم الهوى إلى محمود ومذموم، والأصل عند الإطلاق المذموم كما جاء ذلك في الكتاب والسنة. وجوب تحكيم الشريعة في كل شيء، لقوله: "لِمَا جِئتُ به". كراهة شيء مما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ينافي الإيمان، إما لأصله أو لكماله الواجب. لا خيار لأحد في أمر قضاه الله ورسوله. المراجع: التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة الأولى، 1380هـ. شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر. فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام - المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1424هـ - 2003م. الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض. الأحاديث الأربعون النووية وعليها الشرح الموجز المفيد، لعبد الله بن صالح المحسن، نشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة الثالثة، 1404هـ - 1984م.
دعاية مجانيــــــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــ كيف تشعر عندما تقوم بعمل فيه دعاية مجانية للآخرين؟ هل هذا يسعدك أم أنك تشعر ببعض الإنقباض؟ ربما هي ليست مجانية في نهاية الأمر لأنها تكلفك الكثير من التفكير وبعض المشاعر السلبية. من المحزن جدا أن يشعر إنسان بهذا الشعور بينه وبين نفسه. أن يشعر بأنه يقدم خدمة للآخرين يستفيدون منها دون أن يستفيد هو منها بطريقة مباشرة. نرى هذا منتشر بين الناس بشكل واضح فكل من يقوم بأدنى حركة من أجلك وفيها منفعة أو مردود مادي لك، بسرعة يذكرك بأنه يقوم بالترويج لك. البعض يطالب بنسبة على سبيل المزاح. هذة أمراض في النفس إذ أن من يعاني من هذة المشكلة لا يستطيع تصور أن يقوم بعمل فيه منفعة للآخرين دون أن يحصل هو على مقابل. يريد المقابل الآن ولا يعرف كيف يعمل الكون، لا يعرف بأن العمل يقدّر قيمته الله ويجزيه عليه في الدنيا قبل الآخرة. يجزيه بطرق لا يتوقعها في المناطق التي تحتاجها روحه فعلا فينعكس هذا عليه حبا وقربا من الناس، وبركة وتيسيرا للأعمال، وسعة في الحال والرزق. وفوق ذلك تتمدد روحه وتتسع لعدد أكبر من البشر والمخلوقات فيصبح فعلا أجمل. السعي في مصلحة الآخرين دون وضع شروط للحصول على مقابل، يعد بوابة كبرى من بوابات الرزق في الحياة.
الفوائد من الحديث: 1 - فيه الحث على محبة الخير للمؤمنين. 2 - تقوية الروابط بين المؤمنين. 3 - إن من خصال الإيمان أن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه. 4 - الحديث يدل على أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وفعل الخيرات، وينقص بالمعصية. 5 - قال ابن حجر - رحمه الله -: المقصود - في الحديث - الحث على التواضع [7]. 6 - قال الكرماني - رحمه الله -: ومن الإيمان أيضًا أن يُبغِض لأخيه ما يُبغِض لنفسه من الشر [8]. [1] الإصابة (1/ 71 رقم 271) أسد الغابة (1/ 151 رقم 258) تهذيب التهذيب (1/ 376 رقم 690). [2] شرح مسلم للنووي (11/ 23 ح 1599). [3] المجالس السنية (80)، التعيين شرح الأربعين (124). [4] الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية (128). [5] فتح الباري (1/ 74 ح 13). [6] شرح مسلم للنووي (2/ 15 ح 45). [7] فتح الباري (1/ 74 ح 13). [8] البخاري شرح الكرماني (1/ 93)، وزاد المسلم للجكني (5/ 338 ح 1197).