2022-04-26 قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن اسمي الله "المعز والمذل"، يجريان مجرى ما سبق من الأسماء مثل "الخافض والرافع"، فهما أيضا ليس من أسماء الذات، مضيفا أن الغالبية العظمى من المفسرين يرون أن الإعزاز هو الزهد في الدنيا، وهذا هو قمة العز للعبد، حيث يكون الزهد هنا في مرتبة أعلى من زهد المال. وأضاف شيخ الأزهر- خلال حديثه اليوم الثلاثاء في الحلقة الخامسة والعشرين ببرنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"- أن الإنسان إذا ما زهد عز، ولذلك كان الأنبياء جميعا معروفون بزهدهم الشديد، مشددا على أن هذا لا يتعارض مع وجوب السعي وراء الرزق، "فكل ما علينا أن نسعى ثم ننتظر الرزق من الله ونرضى به، فلا توجد علاقة حتمية بين أن تفعل السبب ثم تتنظر أن يحصل المسبب بالضرورة". وأشار إلى أن القرآن الكريم قد أكد على أن معنى "المعز" مأخوذ من الذل حين قال مخاطبا رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- "لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين"، متضمنة تحذيرا من النظر إلى مظاهر الغنى والزهد فيما في أيدي الناس ففي ذلك كل العز. لا تمدن عينيك الى مامتعنا. وأكد أن الزهد لا يعني التراخي والقعود عن العمل، وإنما الزهد هو أن تملك الأشياء ولا تملكك الأشياء، وأن تطلب العز من الله- سبحانه وتعالى- فالله يحب العبد المؤمن العزيز وليس الذليل، وأن حظ العبد المؤمن من اسم الله المعز هو طلب العز بالطاعة، وأن يحذر الذل بالمعصية، فالذل كل الذل في أن يكون العبد ممن غضب الله عليهم.
واختتم شيخ الأزهر بأن القرآن الكريم قد أكد على أن معنى "المعز" مأخوذ من الذل حين قال مخاطبا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين"، متضمنة تحذيرا من النظر إلى مظاهر الغنى والزهد فيما في أيدي الناس ففي ذلك كل العز، مؤكدا أن الزهد لا يعني التراخي والقعود عن العمل، وإنما الزهد هو أن تملك الأشياء ولا تملكك الأشياء، وأن تطلب العز من الله سبحانه وتعالى، فالله يحب العبد المؤمن العزيز وليس الذليل، وأن حظ العبد المؤمن من اسم الله المعز هو طلب العز بالطاعة، وأن يحذر الذل بالمعصية، فالذل كل الذل في أن يكون العبد ممن غضب الله عليهم. اقرأ أيضا| شيخ الأزهر: اسم الله العليم يطلق على الله حقيقة وعلى الإنسان مجازًا
فنسأل الله أن يُعيننا وإياك على الخير، وأن يُسعدنا بطاعته، وإذا كان الإنسان آمنًا في سِربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. أمَّا ما يحصلُ من ابتلاء لأهل الإيمان فذلك كما في قول الله: {فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرَّعون}، {لعلَّهم يتضرعون}، {لعلهم يرجعون}، كلُّ ذلك ابتلاء من أجل أن نلجأ إلى الله تبارك وتعالى، وإذا رجع الإنسان إلى الله ورضي بقضاء الله فهو السعيد، وإلَّا فالحياة لا تخلو من الجراح والأحزان والآلام، وهذا ما يعرفه حتى أهل الكفر، لذلك ربما بالغوا في أن يُمتّعوا أنفسهم، لأنهم يُدركوا أن ذلك زائل، وأن ذلك لا يمكن أن يدوم. ما حقيقة السعادة وكيف نحصل عليها - موقع الاستشارات - إسلام ويب. ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدنا بطاعته، وأن يجعلنا جميعًا ممّن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، وشكرًا لك على هذه الاستشارة. مواد ذات الصله لا يوجد استشارات مرتبطة لا يوجد صوتيات مرتبطة تعليقات الزوار أضف تعليقك لا توجد تعليقات حتى الآن
واعلم أن هؤلاء الذين ترى عليهم السعادة والترف فيهم مَن لا يملك أن ينام لحظة إلَّا بحبوب منومة، وفيهم مَن يتلوَّى ويتألَّم، فيهم مَن يضحك أمام الناس ثم يحزن ويبكي في بيته. ولذلك الحكم ليس بهذه المظاهر، بل ربما أكل الإنسان أكلة لذيذة فوجد نفسه بعدها في الطوارئ يتألّم، أو تزوّج امرأة جميلة فكانت جحيمًا لا يُطاق الحياة معها، وهناك مَن له منصب ليكون عذابًا له وأذى. ولذلك الأمور لا تُرى كما يراها الناس في ظاهرها، كما يراها الناس بهرجتها، بل الدنيا من أوّلها إلى آخرها ما هي إلَّا زهرة، والزهرة عمرها قصير، وهي جميلة من الظاهر فقط، فإذا فركها الإنسان خرج من داخلها النتن، وكذلك هذه الدنيا عندما يغوص الإنسان في حقيقتها. آية جامعة في تأثير الأصدقاء والحثّ على صحبة الصالحين - مصلحون. لكي تنال السعادة نوصيك بتعميق معاني الإيمان، بكثرة السجود لله تبارك وتعالى، بكثرة الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، بالرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، ثم بالتعرُّف على ما أشرتَ إليه، وهي النعم التي تملكها، فكلُّنا في نعمة، والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه ليؤدي شُكرها. أمَّا الذي ينظر بما في أيدي الناس فإنه يمتلأ بالأحزان، ولذلك قال الله: {لا تمدَّنَّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتهم فيه}، ثم أخبر عن الرزق الفعلي والذي يجلب الخير، فقال: {ورزق ربك خيرٌ وأبقى}، يعني: من الصلاة والطاعة، وبعدها قال: {وأْمُرْ أهلك بالصلاة واصطبر عليها}.
وهذه الآيات تجلب السكينة والهدوء إلى النفس وتذهب ما بها من هم وحزن وضيق كما تزيد قوة العبد وتوكله على الله تعالى. ومن آيات الهم والحزن والضيق أيضا ما جاء بالأمر بذكر الله تعالى في أوقات الاضطراب ووصفه بأنه طمأنينة للقلب. قال تعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" الرعد وأمر الله عز وجل المؤمنين بالذكر حال لقاء عدوهم. لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم. قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تفْلَحُون" الأنفال أدعية الهم والحزن والضيق جاء في السنة النبوية عدة أدعية جعلها الله عز وجل سببا لإذهاب الهم والحزن والضيق وذلك كدعاء ذي النون عليه السلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجلٌ مسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ" صحيح الترمذي؛ للألباني. ومن الأدعية أيضا ما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال: وكنتُ أنا وابنُ مسعودٍ، ورجلٌ مِن هُذَيل، وبِلالٌ، ورجلانِ لستُ أُسمِّيهما، فوقع في نفسِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما شاء اللهُ أن يقعَ، فحدَّث نفسَه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام: 52])). وعن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لَأنْ أقعُدَ مع قَومٍ يَذكُرونَ اللهَ تعالى مِن صَلاةِ الغَداةِ حتى تَطلُعَ الشَّمسُ، أحَبُّ إليَّ مِن أن أُعتِقَ أربعةً مِن ولَدِ إسماعيلَ، ولَأنْ أقعُدَ مع قومٍ يَذكُرونَ اللهَ مِن صلاةِ العَصرِ إلى أن تَغرُبَ الشَّمسُ، أحَبُّ إليَّ مِن أن أُعتِقَ أربعةً)). وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. أي: ولا تَصرِفْ عينَيك -يا مُحمَّدُ- عن الذين يَعبُدونَ رَبَّهم بالغَداةِ والعَشيِّ؛ لرثاثةِ هيئتِهم وزِيِّهم، مُحتَقِرًا لهم، فتَتجاوزَهم إلى أهلِ الشَّرَفِ والجاهِ، والغنَى والثروةِ، طامحًا إلى مُجالَستِهم بدلًا مِن أولئك. كما قال تعالى: لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [الحجر: 88].