وكون الشهيد هو الأكثر فوزًا بـ"الحور العين"، فيلهث المتطرفون إلى إراقة الدماء، بحثًا عن مكانة الشهداء للحصول على جميلات الجنة. وفى تفسير حديث لوضع الحور العين، أن الرجل في الجنة يمنح 70 حورية، وكل حورية لها 70 وصيفة، وكلاهما حلال له، بجانب زوجاته من الإنسيات، واللاتي تصاحبهن 70 حورية لكل منها 70 وصيفة. وبحسبة بسيطة، لو افترضنا رجلًا تزوج في الدنيا 4 زوجات × 70 حورية يساوى 280 حورية، و280 حورية×70 وصيفة يكون الإجمالي 19600، وهو رقم ضخم يسعى رجال الأرض للفوز به، باعتباره تلخيصًا لجميع نعم وعطايا الجنة. هل يوجد "جنس" في الجنة؟ رغم أن العلاقة الجنسية، أوجدها الله للبشر للحفاظ على التناسل، وللتقارب بين طرفي الخلافة في الأرض، الرجل والمرأة، ورغم جهود البحث والتفسير الخاصة بالنعيم المنتظر مع الحور العين، إلا أن جدلًا أثير حول هذه الجزئية، كون شكل الحياة في الجنة يختلف عن الأرض. ومن الذين أثاروا الجدل، الداعية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خالد الجندي، الذي أفتى بعدم وجود علاقات جنسية في الجنة، وأن الأعضاء التناسلية لأهل الأرض سوف تختفي لأنها أنهت دورها، كما نفى الزواج من الحور العين، ما جعله يتعرض لموجة من الانتقادات من الشيوخ والدعاة، بمختلف توجهاتهم.
(8) المضيف: من أين أتى الشيخ خالد الجندي بهذه الفتوى، وما هي مرجعيته؟ واضح أن الشيخ خالد الجندي لم يتعلم هذا الأمر من الأزهر بدليل وقوف الأزهر ضد فتواه هذه. كما سيأتي التوضيح فيما بعد. ويبدو أنه سرق هذه الفكرة من الشاب "أمين صبري" الذي نشر فكرته يوم 27 فبراير سنة 2015م. بينما قدم الشيخ خالد فتواه في عام 2018م ( موقع اليوم السابع، بتاريخ يوم الأربعاء 5 ديسمبر 2018م) أي بعد حوالي 3 سنوات من فيديو أمين صبرى". وهذا ما قاله "أمين صبري": ودعونا نقتطف بعض العبارات التي نقلها الشيخ خالد الجندي: (ق 7:12- 7:38) "إحنا في الآخرة لن تكون أنت ذكرا، ولن تكون هي أنثى، ستكون لنا أجسام، ولكن أجسام لن تكون فيها أعضاء تناسلية ،... أصلا مش حيبقى فيه عورة" (ق 10:35-) " آدم وزوجه في الجنة ما كانش عندهم سوءة [أعضاء تناسلية] ولكن بعد الأكل من الشجرة ظهرت سوآتُهما" الحور العين (ق 14:26- 14:31) " حور العين أصلا مش نساء من أساسه ، جسمك إن شاء الله في الجنة حيبقى حور عين". (ق 15:26- 15:46) " لم يرد لفظ حور عين في القرآن إلا 3 مرات بس ، يعني إحنا معتبرين الجنة كلها حور عين وكل واحد حيكون عنده 70 من حور عين واللي حيبقى عنده 100 والراجل حيبقى بقوة 100 راجل في الدنيا بحيث إنه حيشتغل في الخيام ويروح لدِيِّ ويخلص في دِيِّ، ويعتبر الجنة سوق من أسواق الممارسة" شيوخ الأزهر ضد الشيخ خالد الجندي يؤكدون وجود الجنس في الجنة.
قال ابن القيم في كتاب "هادى الأرواح"، إن المرأة التي لم تتزوج في الدنيا، تخير بما شاءت، لو كانت تريد الزواج من شخص في الدنيا ولم تتزوجه يكن لها في الجنة أن تتزوجه، أو تختار ما تريد من زوج لها، وإذا كانت متزوجة في الدنيا ولا تريد زوجها لها أن تختار من تشاء. وقيل إن المرأة في الجنة يزداد جمالها ويشع منها النور، وكلما اقترب منها زوجها يجدها بكرًا، ورغم ذلك تتبادل الحور العين والإنسيات الرد على بعضهن. وعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت "إن الحور العين قلن هذه المقالة إجابتهن المؤمنات من نساء أهل الدنيا، نحن المصليات وما صليتن، ونحن الصائمات وما صمتن، ونحن المتوضئات وما توضأتن ونحن المتصدقات وما تصدقتن، فغلبنهن". في اليهودية والمسيحية لم يكن جدال الجنس في الجنة من نصيب الإسلام فقط، ففي المسيحية أيضًا تطرقت لتلك المسألة. ففي اليهودية ترجع التفاسير فيها لعدم وجود زواج أو تناسل في الجنة، ووفقا للتلمود اليهودي، وهو الكتاب الثاني بعد التوراة، فيقول فيها أحد الحاخامات "الجنة ليست كهذه الأرض، لا أكل فيها ولا شرب ولا زواج ولا تناسل ولا تجارة ولا حقد ولا ضغينة ولا حسد بين النفوس، بل الصالح سوف يجلس وفوق رأسه تاج ويستمتع بالسكينة".
وبدوره، يتحدث مطاوع عن وجود "دلائل"على وجود علاقات جنسية في الجنة، ويقول: "هذا ثابت. الرجل يجامع في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة، ويعطى الرجل قوة مئة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع". وكدليل على ما يقوله يذكر حديثاً للرسول زيد بن أرقم فيه: "إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ؟! قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضَمُرَ". القرآنيون… نساء الجنة "رمز للبراءة" يؤيد القرآنيون بقيادة الباحث المصري أحمد صبحي منصور ما قاله خالد الجندي. وكانوا قد نشروا على موقعهم الرسمي مقالاً عام 2015 يعرض فيه "نهاد حداد" وجهة نظرهم. ومما أتى في المقال المذكور: "وعد الله المؤمنين بأنهم سيكونون برفقة نساء لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان! ولكن لم يعدهم بأنهم هم من سيطمثوهن، وقد قصد بعدم طمثهن أنهن على الفطرة، وأنهن رمز للبراءة والعفة والطهارة ولم يمسسهن أحد كما لم يمسس أحد مريم أم النبي عيسى عليه السلام، حتى عندما وعدهم الله بأنه سيزوجهم بحور عين!
أمين دينية النواب يطالب بالكف عن حديث الغيبيات رفض النائب الدكتور عمر حمروش أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، وأستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، التعليق على الفتوى، قائلا: هذه أمور يعلمها الله والكلام فيها معناه كأننا نحاسب الله تبارك وتعالى وحاشاه أن يحاسبه أحد، والأولى ألا ننشغل بغيبيات دقيقة لم نراها ووردتنا فى أحاديث ونفتى بفتاوى تضيق الأمور وما عند الله كثير يجب أن نتوقف حياله فيما لم نراه وهى فروع يجب ألا تشغلنا. عمر حمروش أمين سر اللجنة الدينية وأضاف حمروش، لـ"اليوم السابع" أن العمل الصالح أولى فهو الذى يقربك من الله ويدخلك الجنة والله يعطى العطاء الوفير أكبر من تخيلاتنا ونقاشتنا التى نبتذلها وكأننا نحاسب ربنا وهو الذى يعطى دون حساب فلماذا العد والتفصيل فى ذلك، مطالبا الجميع بالتوقف عن مثل هذه الأمور والانشغال بالعمل، والتدقيق فى كل كلمه، أما ما هو فى علم الله فلا كلام فيه حتى لا نتخبط ونخطئ عن جهل منا بما غاب عنا. رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا يرفض زواج الحوريات ومن جانبه قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا ،لقد اعد الله لاحبابه وأولياءه فى الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ولقد ورد أن الانسان فى الجنة يتزوج من الحور العين بما شاء ، ربما يتزوج الانسان من الحور العين 10 أو 20 أو 50 ، مع زوجته فى الدنيا وتكون زوجته فى الدنيا هى سيدتهم ، والحور العين كما قال ربنا لم يطمسهن انس قبلهم ولا جان ، وخلقهم الله تبارك تعالى لأهل الجنة وهم فى الجنة.
د. عبد الفتاح خضر أستاذ الدراسات القرآنية بالأزهر عالم أزهرى يتهم الجندى والهلالى بإشارة البلبلة بدلا من دعم العمل والانتاج وأضاف خضر، لـ"اليوم السابع"، نحن بحاجة إلى العمل والانشغال بقضايا كبرى، مضيفا ليست هذه أصول الدين، ومع ذلك نقول أن شهوة العاطفة لا الحاجة هى التى تقود المؤمن فى الجنة لطلب الملذات، فما يطلبه المؤمن من أكل وشرب فى الجنة ليس بسبب الجوع بل من باب شهوة العاطفة أنه يريد التلذذ بطعم الأكل لأن الجنة لا يوجد فيها جوع بل للتلذذ بشهوة العاطفة. وأشار خضر، إلى أن العلاقات الجنسية موجودة فى الجنة بنفس الطريقة وهى التلذذ بنعيم الجنة للمؤمن، ولمن ترك الحرام فى الدنيا لوجه الله فيمنحه الله إياه للتنعم والتلذذ به ومنه الحور العين، وأن يعطى الرجل الواحد قوة 100 رجل فى الجماع، وذلك بنص أحاديث ثابتة فى مسألة قوة العلاقة، أما وجود الحور العين والعلاقة نفسها فدل عليه قوله تعالى: "وزوجناهم بحور عين"، و"وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ" ما يدل على وجود شهوة، ووجود حور عين، مضيفا قد يختلف شكل العلاقة لكنها موجودة بشهوة موجودة فى الإنسان. ولفت خضر، إلى ما رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ"، مدللا بالحديث على وجود الجماع، والعلاقة الجنسية بل ومضاعفتها فى الجنة.