الموالي لغة: مفردها مولى، والمولى يكون من أسفل وأعلى، بالرّق أو بالحِلف، لأن هذه اللفظة من ألفاظ الأضداد، تطلق على المالك والعبد، وعلى المعتِق والمعتَق، كما في القاموس، فالمعتِق بالكسر، هو المولى مِن أعلى، والمعتَق بالفتح هو المولى مِن أسفل، أما من حيث الاصطلاح فهو الشخص المحالف أو المعتق الذي أسلم على يد غيره، وقيل: هم الرواة الذي يعود أصلهم إلى قبائل غير عربية، ولكنهم ينسبون إلى قبائل عربية بالولاء، كقولهم: "مولى قريش"، وهم على أنواع، منها: مولى عتاق انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: ( الولاء لمن أعتق) وقوله: ( مولى القوم من أنفسهم). وقيل: هو من مسه أو أحد أصوله رق أو ولاء الإسلام أو الحلف أو الملازمة. الموالي في الدولة الأموية – e3arabi – إي عربي. أنواع الموالي يقسم العلماء الموالي إلى ثلاثة أقسام، هي: مولى الحِلْف، ويمثلون عليه بالإمام مالك بن أنس الأصبحي التيمي. ومولى العَتَاقة، مثل أبو البختري الطائي التابعي، واسمه سعيد بن فيروز ، هو مولى طيئ، لأن سيده كان من طيئ فأعتقه، ومولى الإسلام: مثل الإمام البخاري. فائدة معرفتهم تكمن فائدة معرفته في التنبيه على أن الحرية ليست شرطاً للراوي، خلاف الشاهد، وقال عنه العلماء: هو من المهمات، فربما نسب أحدهم إلى القبيلة، فيعتقد السامع أنه منهم صليبةً، وإنما هو من من مواليهم، فيميز ذلك ليعلم، فالموالي: هم ليسوا من العرب؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث في أمة العرب، فهؤلاء دخلوا في الإسلام وتفقهوا فيه، ورووا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فسادوا بذلك، وربما كانوا أهل كتابة وأهل حضارة، ساعدهم ذلك على تميزهم وتفوقهم.
الطبقة الثالثة من الموالي: وهؤلاء هم عامّة الموالي، وهؤلاء تحوّلوا إلى الإسلام بدون أن يعقدوا مع إحدى القبائل العربية عقد موالاة، فبقي ولاؤهم للأمة كلها. من هم الموالي في الاسلام. ولقد انصهر هؤلاء في تركيبة المجتمع الإسلامي، لا فرق بينهم وبين غيرهم من العرب، واللافت أنه لم يكن هناك مجال من مجالات العمل موصدًا أمامهم، فقد رأينا الأمراء وقادة الجيوش والعلماء من الموالي. وقد كان في الموالي من ارتفع به إيمانه فوق العصبية، فقد كان الكثير من العرب وغيرهم ممن فهم الإسلام جيدًا، وآمن بأنه يسوي بين جميع المسلمين، من عرب وعجم، وأيقن أن الرجل يشرف بدينه وعمله وخلقه، وليس بجنسه وعِرْقِه، فأكرم الناس عند الله أتقاهم، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، فالحسن البصري -وهو مولى- كانت له منزلة كبيرة عند العرب بصفة خاصة والمسلمين جميعًا، وكانت له كلمة مسموعة حتى عند الدولة، بل كان ينتقد -علانيةً- خلفاء بني أمية وولاتهم، ويوم مات تبع الناس كلهم جنازته، حتى لم يبقَ في المسجد من يصلي العصر. إن الفكرة الشائعة عن بني أمية، والتي أذاعها بعض المستشرقين المتربصين مثل: فون كريمر، وفان فلوتن، وبروان، ورددها كما هي جورجي زيدان وفيليب حتى، ونقلها بعض المؤرخين المحدثين مثل: حسن إبراهيم حسن، وعلى حسني الخربوطلى، وغيرهم، وهي أن بني أمية كانوا متعصبين ضد الموالي، وأنهم استغلوهم واضطهدوهم واحتقروهم، وأنه كان من نتائج ذلك سخط الموالي الذي تولد عنه سقوط الدولة الأموية، هذا ليس على إطلاقه؛ فقد تبين أن هناك مجموعات من الموالي مع الأمويين، وأنه كانت أعداد كبيرة من الموالي مثلهم مثل بقية العرب المعارضين للحكم الأموي.
[الموالي] والمولى: الولي والعصبة والحليف وابن العم والعم والأخ والابن وابن الأخت والعصبات كلهم والجار والشريك1. فللفظة إذن معانٍ عديدة، أهمها بالنسبة لنا أن المولى: العبد, أي: المملوك الذي يمن عليه صاحبه، بأن يفك رقبته فيعتقه، ويصير المملوك بذلك مولى لعاتقه. وسوف نرى أن الموالي أنواع, وهم الذين نبحث عنهم في هذا المكان. و "الموالي: العصبة. هم كانوا في الجاهلية الموالي، فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم اسمًا، فقال الله تبارك وتعالى: {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}. فسموا الموالي.... والمولى اليوم موليان: مولى يرث ويورث, فهؤلاء ذوو الأرحام، ومولى يورث ولا يرث, فهؤلاء العتاقة" 2. والعرب تسمي ابن العم المولى، ومنه قول الشاعر: ومولى رمينا حوله وهو مدغل... بأعراضنا والمندبات سروع يعني بذلك: وابن عم رمينا حوله. ومنه قول الفضل بن العباس: مهلًا بني عمنا, مهلًا موالينا... من هم عبيد الموالي. لا تظهرنّ لنا ما كان مدفونا3 والموالي أنواع، موالي عتق وموالي عتاقة، وهو الرقيق أو الأسير الذي تفك رقبته بعتقه, كأن يشتري رجل مملوكًا فيشتريه فيعتقه4. وفي جملة ما كان يفعله الجاهليون في مقابل فك رقبة المملوك اشتراطهم على المملوك عمل عمل يعيَّن له، فإن قام به وأتمه أعتقت رقبته, ويصير مولى لمعتقه إن شاء، وله الخيار في أن يختار غير سيده مولى له، إن اشترط ذلك على سيده، أو اشترط 1 اللسان "15/ 408 وما بعدها"، "صادر", "ولي".
ومن الموالين الذين وصلوا إلى الإمارة، موسى بن نصير ووالده من عام (102) هـ، الذي سبي من عين التمر، ويسطر التاريخ الكثير من الشجعان من الموالي الذين ساهموا في رسم سياسة الدولة الأموية، وقد اعتبروا جزء حقيقي من الطبقة الحاكمة، وهم لا يختلفون عن أسيادهم. الطبقة الثانية من الموالين علماء الدين الذين قضوا حياتهم في السعي وراء المعرفة، قادرين على الحفاظ على فقه الدولة الإسلامية وأدبها وتراثها الحديث وجميع فروع العلم، على سبيل المثال، في المدينة المنورة، أساتذة العلماء هم: "سلمان بن بشار" ، والي ميمونة بنت الحارث المتوفاة سنة (103)بعد الميلاد، ونافح والي ابن عمر وربيع الراي. أمير الإمام مالك في مكة المكرمة، مجاهد بن جبر أمير قيس المخزومي، توفي عام (102) هـ عكرمة والي ابن عباس وعطاء بن أبي رباح، بالبصرة: الحسن البصري، وأبوه مولى زيد بن ثابت، وفي الشام مكحول توفي سنة 118هـ، وفي مصر يزيد بن حبيب "بربري، وهو شيخ الليث بن سعد وغيرهم. 7 - من هم الموالي ؟ - إسألنا. الطبقة الثالثة الموالون من الدرجة الثالثة: هؤلاء هم الموالون العامون الذين اعتنقوا الإسلام دون توقيع عقد ولاء مع إحدى القبائل العربية، وبقي ولائهم للأمة بأكملها، هؤلاء الناس مندمجون في نسيج المجتمع الإسلامي، ولا يختلفون عن غيرهم من العرب، وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد لهم مجالات عمل مغلقة، كما ذكرنا انهم كانوا يعملون مع الأمراء وقادة الجيش والعلماء، وبذلك فتحت أمامهم جميع أبواب الدولة الأموية.
المعتزلة فرقة سياسية دينية حالها حال الخوارج ، خرجت من ركام الزلزال السياسي العنيف الذي قام به الامويون، وجاءت نتيجة للانشقاق الذي حصل في صفوف تيار (اهل العدل والتوحيد) - - فقد بدأ هذا التيار بالمعارضة الفكرية السياسية للدولة الاموية وكان هذا التيار هو تيار النخبة المثقفة الذي انتج كبار المؤرخين وكتاب السيرة والرواة والقضاة وغيرهم ثم تحول الى تيار سياسي واضح المعالم.
والله تعالى أعلم.
ومن الموالي الذين وصلوا الإمارة: موسى بن نصير، وكان والده من سبي عين التمر، وولّى أبو المهاجر دينار مولى الأنصار إفريقية 47هـ، وتولى يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج ولاية إفريقية أيضًا، وكان من الموالي، ولما قُتِلَ ولوا محمد بن يزيد مولى الأنصار سنة 102هـ وغيرهم، ولم يكن الموالي مجرد موظفين ولكن كان لهم دور سياسي كبير في توجيه الأمور، ولا تكاد تخلو صفحة من صفحات التاريخ من وجود دور للموالي في الأعمال السياسية أو القتالية أو الإدارية، وبالتالي فإن هؤلاء الموالي كانوا جزءًا حقيقيًّا من الطبقة الحاكمة بلا فرق بينهم وبين مواليهم. الطبقة الثانية من الموالي: وهم العلماء الذين انخرطوا في طلب العلم، واستطاعوا أن يحفظوا للأمة الإسلامية تراثها الفقهي، والأدبي والحديثي وكل فروع العلم؛ ففي المدينة على سبيل المثال كان من سادة العلماء فيها: "سلمان بن بشار" مولى ميمونة بنت الحارث توفي سنة 103هـ، ونافع مولى ابن عمر، وربيعة الرأي وهو من شيوخ الإمام مالك، وفي مكة: مجاهد بن جبر، مولى قيس المخزومي توفي سنة 102هـ، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وفي البصرة: الحسن البصري، وأبوه مولى زيد بن ثابت، وفي الشام مكحول توفي سنة 118هـ، وفي مصر يزيد بن حبيب "بربري"، وهو شيخ الليث بن سعد، وغيرهم كثير.