رحلة بن بطوطة إلى الهند عند وجود ابن بطوطة بالهند طلب منه السلطان محمد بن توغلوك حاكم دلهي ( عمل ابن بطوطة قاضي للمذهب المالكي بمدينة دلهي لمدة عامين) في ذلك الوقت أن يرافقه لدرايته بالطرق وليترجم له، وبالفعل ركبا الرفيقان البحر لأن السلطان أراد أن يتعرف على ممالك السلاجقة بالأناضول ووصلا إلى ميناء اللاذقية بالدولة السورية ومنها إلى ساحل البحر الأسود فجزيرة القرم وبعدها بولغار، وهى أخر منطقة وصلها ابن بطوطة شمالاً خلال مجمل رحلاته. وعاد من هذه الرحلة إلى القسطنطينية مع قافلة كانت تنقل إحدى زوجات أوزبك خان لتلد في بيتها، ومن الهند زار أيا صوفيا وبخاري وسمرقند وأفغانستان وحدود الهند. قيمة الرحالة ابن بطوطة ابن بطوطة أو كما أطلق عليه سائح الإسلام الذي قطع مسافة 120000كم خلال رحلاته التي شملت البلاد الإسلامية وعدد من البلاد الغير إسلامية وبلغ مجموع الدول التي زارها حوالي 44 دولة حديثة، وجاءت قيمة رحلاته الجغرافية والتاريخية لأنه تحدث في كتابه ( رحلة ابن بطوطة) أخبار البلاد والحالة الاجتماعية والتاريخية والثقافية والسياسية لديهم، وتحدث عن مقابلة نحو 60 حاكم والكثير من الوزراء والشخصيات الهامة، لذا يعد كتابه وثيقة تاريخية وموسوعة يعود إليها الدارسين وخاصة الجزء الذي تحدث فيه عن المالديف والهند وشرق أفريقيا وغربها ودول أسيا الصغرى.
شاهد أيضًا: معلومات عن ليلي ابو زيد رحلة ابن بطوطة إلى الصومال بعد مغادرة مكة المكرمة ركب ابن بطوطة من عدن في سفينة قاصدًا زيلع في ساحل الصومال ، ثم انتقل إلى كاب جوردفوي في جنوب الساحل الصومالي، حيث قضى في كل منطقة أسبوعًا، لاحقًا زار مقديشيو ثم زار بلد البربر التي يُطلق عليها القرن الإفريقي وهي معروفة بهذا الاسم وعندما وصل إلى مقديشو كانت في ذروة النمو والازدهار وذلك في عام 1331م، فوصفها بالمدينة الكبيرة بإفراط، ومحكومة من قبل سلطان صومالي، كما كانت تمتلئ بالتجار الأغنياء، وفيها الكثير من السلع ذات الجودة العالية التي تصدّر إلى دول عديدة، مثل: مصر.
ثم اختار أحد الطرق الثلاثة المعتادة للذهاب لمكة مارا ب وادي النيل ومنه إلى البحر الأحمر وأجبرته الثورة المحلية من العودة فعاد مرة أخرى إلى القاهرة وقد قابل رجل علم في الزيارة الأولى للقاهرة والذي أخبره أنه لن يتمكن من الوصول إلى مكة إلا من خلال سوريا ، حيث أن المسار المعتاد للحجاج لم يعد مؤمنا ويتعرض المسافرين للسرقة وانتقل إلى دمشق وقضى بها شهر رمضان ، ثم انضم للقافلة المتجهة إلى الجنوب ومنها إلى المدينة زار فيها قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم سافر إلى مكة ليؤدي مناسك الحج وبدلا من رجوعه إلى دياره قرر الاستمرار في رحلاته. رحلات ابن بطوطة استمرت رحلات ابن بطوطة بعد أداء مناسك الحج الأولى ليتابع مسيرته من جديد متجها لبلاد العراق عام 1326م ، بعد أن أقام بمكة مدة شهر اتجه بعد ذلك إلى المدينة المنورة مع قافلة الحجاج وترك القافلة ليزور ضريح الإمام علي بن أبي طالب ، وزار مدن العراق وقد عزم مرة أخرى على أداء فريضة الحج للمرة الثانية فعاد إلى الأراضي المكية من خلال الحجاز وظل بها عامين. سافر ابن بطوطة إلى بلاد اليمن عام 1329م واطلق منها إلى البحرين والإحساء ، كما قام بزيارة بلاد الروم وعاد مرة ثالثة إلى مكة ليؤدي فريضة الحج للمرة الثالثة ، ومنها اتجه إلى سوريا مرورا باللاذقية عن طريق البحر الأحمر والذي من خلاله أيضا ذهب إلى أسيا الصغرى وقام بعبور ميناء سينوب المطل على البحر الأسود ، إلى ان وصل لشبه جزيرة القرم واستمر في تلك الرحلات إلى أن وصل روسيا الشرقية وزار القسطنطينية ، وعاد منها إلى القرم منطلقا منها إلى بخاري البلاد الأفغانية وينتهي المطاف بابن بطوطة في دلهي التي قضى بها عامين وعمل قاضيا للمذهب المالكي بها.
هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللوائي وكانت كنيته أبي عبد الله وعرف بابن بطوطة ، ولد ابن بطوطه في مدينة طنجة بالمغرب عام 703 هـ – 1304م بأسرة مرموقة لتولي عدد كبير من أفراد أسرته العديد من المناصب في مجال القضاء ، مع نبوغ العديد منهم في العلوم الشرعية ، وينتمي ابن بطوطه إلى قبيلة لواتة البربرية الممتدة على سواحل أفريقيا وحتى مصر ، درس ابن بطوطة العلوم الشرعية في المغرب متخذا نهج أسرته وهو المذهب المالكي ولكنه لم يتمم دراسته بسبب رغبته المستمرة في الترحال منذ صغر سنه ، ومن أهم ما دفعة إلى السفر هي رغبته الملحة في أداء فريضة الحج وحبه الشديد لاكتساب المعارف الجديدة.
المصدر:
ابن بطوطة وماركو بولو عند عقد مقارنة بين كل من رحلات ابن بطوطة ورحلات ماركو بولو نجد أن الأول عالماً مثقفاً اجتماعياً لا يخاف الصعاب رجلاً قضى عمره بحثاُ عن الثقافة الإسلامية المألوفة، تعلم من كل البلاد وممن قابلهم وتحدث عن ذاته والوظائف التي شغلها ومن أجمل ما قال عن نفسه ( بلغت بحمد الله مرادي في الدنيا وهو السياحة في الأرض، وبلغت من ذلك ما لم يبلغه غيري فيما أعلمه، وبقيت الأخرى، الرجاء قوي في رحمة الله وتجاوزه وبلوغ المرام من دخول الجنة). بينما ماركو بولو غير متعلم يعد من التجار وسافر إلى البلاد الغريبة والغير مألوفة ولم يتعلم من رحلاته سوى طرق ارتداء الملابس والتصرف والتحدث، وتطرق إلى الحديث معلومات دقيقة لاحظها أثناء تنقله.