حكم الاضطباع في السعي والصلاة | فتاوى الناس - YouTube
ويدلُّ عليه حديثُ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما، وفيه: «ثُمَّ نَزَلَ إِلَى المَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى حَتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى المَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى المَرْوَةِ» ( ٦). تنبيه على أخطاء يقع فيها بعض الساعين، منها: ليس للسعي ذِكرٌ مخصوصٌ إلَّا ما تقدَّم، وله أَنْ يأتيَ في سعيه بما شاء مِنَ الأدعية والأذكار المسنونة وقراءةِ القرآن. - موقع معلومات. مِنَ السنَّة: الهرولةُ، أي: السعي الشديد بين العَلَمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، بينما في الطواف لا يَرْمُل إلَّا في الثلاثة الأولى فقط، ويمشي بين الركنين، وهما الركن اليمانيُّ والحَجَر الأسود. وليس مِنَ السُّنَّة الاضطباعُ في السعي، وإنما سُنِّيَّتُه عند طواف القدوم؛ إذ لم يَثْبُتْ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اضطبع في غير الطواف، قال ابنُ قدامة رحمه الله: «وقال الشافعيُّ: يَضْطَبِعُ فيه؛ لأنه أحَدُ الطَّوَافَيْنِ، فأَشبهَ الطوافَ بالبيت، ولنا: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَضطبِعْ فيه، والسُّنَّةُ في الاقتداء به، قال أحمد: ما سَمِعْنا فيه شيئًا، والقياسُ لا يصحُّ إلَّا فيما عُقِل معناه، وهذا تعبُّدٌ محضٌ» ( ٧).
إظهار الكتف اليمنى يعرف بالاضطباع، والاضطباع سنة من سنن الحج، وهو غير واجب، ونقل عن الإمام مالك أنه ليس بسنة، ولا يجب بتركه شيء على الصحيح من مذاهب العلماء، ونقل في رأي عن الحنابلة أن الاضطباع والرمل واجبان، وهو خلاف ما هو معمول به في المذهب. ودليل مشروعية الاضطباع ما رواه أبو داود بإسناد صحيح, ولفظه عن ابن عباس { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت, فجعلوا أرديتهم تحت آباطهم ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى}. وروى البيهقي بإسناد صحيح قال: عن ابن عباس قال { اضطبع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه, ورملوا ثلاثة أشواط, ومشوا أربعا}. وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه بأسانيد صحيحة, قال الترمذي: هو حديث حسن صحيح عن يعلى بن أمية رضي الله عنه { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت مضطبعا ببرد}. وروى البيهقي بإسناد صحيح عن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت عمر يقول { فيم الرملان الآن والكشف عن المناكب ؟ وقد وطد الله الإسلام ونفى الكفر وأهله ومع ذلك لا نترك شيئا كنا نصنعه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم}. فدلت هذه الأحاديث والآثار على مشروعية الاضطباع والإتيان به.