ويعتقد إن معظم خزانات المياه الجوفية المحصورة في جوف الصحراء الغربية المصرية والتي تميل طبقاتها ميلا خفيفاً نحو الشمال وان منطقة التشرب التي تزود تلك الخزانات بمانها توجد جنوب الصحراء الكبرى في السودان في مناطق المناخ المطير (السفانا والغابات الاستوائية الافريقية)، وهذا شأن المياه الجوفية الموجودة في تتابعات الصخور القارية المتداخلة في جنوب الصحراء الكبرى في بلاد المغرب العربي إذ يعتقد إن الصخور القارية المتداخلة هي نفس تكوينات رمال النوبة ويتراوح عمرها الجيولوجي بين الباليوزوي الاعلى والطباشيري الاسفل وكلاهما تتابعات من الرواسب الترابية الفتاتية القارية.
اما ما يتعلق بالخزانات الجوفية في تكوينات الزمن الأول فأن هذه التكوينات تتميز بتعدد طبقاتها المنفذة التي تفصل بين طبقات غير منفذة، ولهذه الخزانات اهمية خاصة في كل من المملكة العربية السعودية والأردن إذ تم تمييز أربعة خزانات مائية هي الوجيد والساق وتبوك والجوف التي يتجاوز سمكها (2900 م)، ورغم بساطة تركيبها المعدني فان هذه الخزانات تتميز باختلاف خواصها المائية، كما ان لصخور الحجر الرملي النوبي التي تعود لهذه الحقبة أهمية كبيرة في كل من مصر والسودان وليبيا ، اما بالنسبة لخزانات المياه الجوفية الموجودة في صخور القاعدة والصخورالبركانية فعلى الرغم من إن هذه الصخور ذات انتاجية قليلة. عموماً إذ يرتبط انتاجها اساساً بكثرة أو قلة الفواصل والصدوع فأن مكاشف هذه الصخور تمثل اهم مناطق تغذية الخزانات الاقليمية والمحلية التي تعلوها ، كما ان مياه هذه الصخور تتميز بجودتها وقلة الاملاح الذائبة فيها، أما الطفوح البركانية فأنها ترجع للزمنين الجيولوجيين الثالث والرابع وتوجد في كل من سوريا والأردن واليمن وتساعد العوامل التركيبية على زيادة نفاذية هذه الصخور التي تعد ذات انتاجية متوسطة للمياه الجوفية (6). _________________ 1- السنوي ، سھل وآخرون ، الجيولوجيا العامة الطبيعية ، جامعة بغداد ، مطبعة كلية العلوم، ، 1979 ، ص 243.
وقد وُصف "النهر الصناعي العظيم" بأنه أكبر مشروع ري في العالم، حيث وفر منذ عام 1991 مياه الري والشرب التي تشتد الحاجة إليها في المدن المكتظة بالسكان والمناطق الزراعية في شمال ليبيا، والتي كانت في السابق تعتمد على محطات تحلية المياه وعلى طبقات المياه الجوفية القريبة من الساحل بحسب دائرة المعارف البريطانية. يرتبط تكون خزانات المياه الجوفية بـ - الفجر للحلول. وقد اعتبر الزعيم الليبي السابق معمر القذافي نهره العظيم الأعجوبة الثامنة في العالم بعد عجائب الدنيا السبع. بين الزراعة وخطوط الأنابيب وكان قد تم اكتشاف المياه لأول مرة في منطقة الكفرة في الصحراء الجنوبية الشرقية في ليبيا في الخمسينيات من القرن الماضي أثناء التنقيب عن النفط. وأشار التحليل اللاحق إلى أن هذا الاكتشاف عبارة عن خزان جوفي ضخم من المياه التي يتراوح عمرها ما بين 10 آلاف إلى مليون عام، وقد تسرب الماء إلى الحجر الرملي قبل نهاية العصر الجليدي الأخير عندما تمتعت منطقة الصحراء بمناخ معتدل. وقد خططت الحكومة الليبية في البداية لإقامة مشاريع زراعية واسعة النطاق في الصحراء حيث تم العثور على المياه، ولكن تم تغيير الخطط في أوائل الثمانينيات وتم إعداد التصاميم لشبكة ضخمة من خطوط الأنابيب التي تمتد إلى الساحل.
6 مليون قدم مكعب) من المياه يوميا عبر حوالي 1600 كيلومتر من خط الأنابيب المزدوج بين حقول الآبار في الجنوب والمدن المستهدفة في الشمال. وبدأت المرحلة الثانية من النهر في غرب ليبيا بتزويد العاصمة الليبية طرابلس بمياه الشرب في عام 1996. وتستمد مياه المرحلة الثانية من 3 حقول آبار في منطقة جبل الحساوينه، حيث يضخ أحد خطوط الأنابيب المياه من قصر الشويرف إلى ترهونة في منطقة جبل نفوسة. ويمتد خط أنابيب آخر شمالا وشرقا إلى الساحل، حيث يتجه غربا ويزود مدن مثل مصراتة بالماء قبل أن ينتهي في طرابلس. وقد تم الانتهاء من المرحلة الثالثة من النهر الصناعي العظيم في عام 2009 حيث تم تقسيمها إلى جزأين وإضافة ما مجموعه 1200 كيلومتر من خطوط الأنابيب. وكان الجزء الأول بمثابة توسعة للمرحلة الأولى وأضاف 700 كيلومتر من خطوط الأنابيب ومحطات الضخ الجديدة لزيادة إجمالي قدرة الإمداد اليومية إلى 3. انواع خزانات المياه الجوفية. 68 مليون متر مكعب (130 مليون قدم مكعب). وقدم الجزء الثاني من المشروع 138 ألف متر مكعب إضافي (4. 9 مليون قدم مكعب) يوميا لطبرق من الآبار في واحة جغبوب، واستلزم بناء خزان جنوب المدينة و 500 كيلومتر من خط الأنابيب. يشمل المشروع أيضا مرحلتين إضافيتين (الرابعة و الخامسة)، والتي تشمل تمديد نظام المرحلة الأولى من النهر جنوبا إلى حقول الآبار في منطقة الكفرة.
[٢] [٣] تكمن خطورة تلوّث المياه الجوفية بأنّه يصعب اكتشافها والتحكّم بها على عكس تلوّث المياه السطحية، ممّا يجعل معالجة تلوّث المياه الجوفية أعقد وقد يبقى تأثير التلوّث لفترات طويلة من الزمن، ويرتبط تلوّث المياه الجوفية بالنشاطات البشرية، حيث إنّ زيادة الكثافة السكانية يزيد من الاستخدامات البشرية للأرض ورمي المزيد من النفايات والمواد الكيميائية المضرّة بالبيئة ، وبالتالي زيادة احتمالية حدوث تلوث للمياه الجوفية. [٣] [٤] مسببات تلوث المياه الجوفية إذ تتعدّد مُسبّبات تلوّث المياه الجوفية ومن أهمّها ما يأتي: [٥] خزانات النفط: تُستخدم هذه الخزانات في تخزين المشتقّات النفطية أو الزيوت أو المواد الكيميائية الأخرى، وتزداد خطورة هذه الخزّانات في حال كانت مدفونةً في باطن الأرض، فقد تتعرّض مع الزمن للتآكل، والتشقّق، وحدوث تسرّب من محتواها ووصوله إلى مصادر المياه الجوفية. أنظمة الصرف الصحّي: تعتمد العديد من المنازل والمكاتب والمباني المختلفة غير المرتبطة بشبكة الصرف الصحيّ على أنظمة بديلة لتجميع مياه الصرف الصحيّ والمخلّفات البشرية وتصريفها إلى داخل الأرض بمعدّلات بطيئة وآمنة، لكنّ حدوث خلل في هذه الأنظمة أو أخطاء في التصميم من حيث اختيار موقعه أو بنائه أو صيانته قد يُسرّب العديد من الفيروسات، والبكتيريا، والمواد الكيميائية المنزلية إلى المياه الجوفية.
النفايات غير الخاضعة للرقابة: قد تكون العديد من مواقع تجميع النفايات الخطرة غير معروفة وغير خاضعة للرقابة، وفي حال تسرّب هذه المواد إلى باطن الأرض فإنّها تصل في النهاية إلى مصادر المياه الجوفية. مدافن النفايات: وهي أماكن يتمّ فيها دفن النفايات حيث تكون مصممّة بشكل مناسب لهذا الغرض، بحيث تمنع طبقتها السفلية حدوث تسرّب يُلوّث المياه الجوفية، لكنّ حدوث تشقّق في هذه الطبقة يسمح للملوّثات الكيميائية الخطيرة أنّ تتسرّب وتصل إلى المياه الجوفية. المواد الكيميائية والأملاح المذابة: تُستخدم العديد من المواد الكيميائية في الزراعة كأسمدة او كمواد للتخلّص من الأعشاب الضارّة والحشرات، وعند تساقط الأمطار فإنّ كميات من هذه المواد تتسرّب إلى الأرض وقد تصل إلى المياه الجوفية، كما أنّ الأملاح التي تُستخدم في فصل الشتاء لإذابة الثلوج والجليد عن الطرق ومنع السيارات من الانزلاق قد تصل في النهاية إلى المياه الجوفية بعد ذوبان الجليد. ملوّثات الغلاف الجويّ: يُمكن أن تصل ملوّثات الغلاف الجويّ إلى مصادر المياه الجوفية؛ وذلك لأنّ المياه الجوفية جزء من دورة المياه الطبيعية؛ ولهذا فإنّ تلوّث الغلاف الجويّ قد يصل تأثيره إلى مصادر المياه المختلفة ومنها الجوفيّة خلال دورة المياه وانتقال المياه بين أغلفة الأرض.