والجدير بالذكر أن التاريخ المذكور في النص حسب التقويم الحميري وهو يوافق سنة 516 الميلادية.
وهكذا قُدِّرَ لذو اليزن الذي وُلِدَ وتربى يتيمًا في كنف البسوس التي كانت قد اقتنصته اقتناصًا من بين أحضان أمه، التي فرت بجلدها عائدة إلى قومها بالحجاز، عقب قتل التَّبْع حسان لزوجها والد الطفل. بعدها استماتت البسوس في اغتصاب الطفل الرضيع — ذو اليزن — من بين أحضان أمه ودفعت به إلى كبار المربين والحكماء ومعلمي الفروسية لينمو ويشب، متمرسًا عن جدارة لحكم «حِمْيَر» وما يدور في فلكها من أقوام. وها هي قد حانت فرصتها سانحة، حين وضعت بيديها الاثنتين تاج التَّبَاعِنَة على رأس «ذي اليزن»، عبر طقوس الأحزان الجنائزية التي صاحبت مراسم حفل تتويج التَّبْع الجديد. – ذو اليزن. من هو الملك حسان التبع اليماني - إسألنا. حتى إذا ما انتهت عمة أبيه البسوس من ذلك تفرغت من فورها مبيتة وعاقدة النية على الانتقام لمقتل التَّبْع حسان، حتى ولو استدعى الأمر اللجوء إلى المكائد والفتن واستخدام كل أساليب المناورة والخداع المؤدية إلى تحقيق أغراضها وغاياتها في الانتقام الأسود لدم التَّبْع المهدور. فهو ذاته الأسلوب — الدنيء — الذي لجأ إليه التغلبيون وحلفاؤهم «آل مرة» لقتل الملك التَّبْع ليلة عرسه بدمشق. فكانت كلما استمعت إلى تفاصيل المكيدة التي أودت بحياة التَّبْع حسان، من عيونها وبصاصيها — شهود العيان — داخل قصر التَّبْع، اشتعلت أكثر نيران حقدها وتأججت إلى حد أنها أصبحت لا تنام الليل.
وكان هناك عجوز تسمي حجلان كانت تعمل في الطالع أي رمالة، وقامت بضرب الرمل وعلمت بما فعله بني قيس وتبين لها أن الصناديق تكون من طبقتين، في العليا يوجد القماش والسفلي الرجال، وعند ضربها للمرة الثانية تبين لها أن بني قيس سيقتلون الملك لا محالة من ذلك، فقالت العجوز "خير لي أن آخذ الوجه الأبيض عند بني قيس" وذهبت إليهم وبعد أن وصلت إليهم وتيقنوا بوجودها وبمعرفتها لخطتهم، قالوا لها "استري على ما ستره الله"، وقاموا بفتح صندوقاً وقاموا بإعطائها ثلاث بدلات حرير، فقالت لهم الآن أقوم بمساعدتكم على قتل الملك تبع، وبعد الكثير من الأحداث التي وقعت بعد ذلك تم قتل الملك على يد كليب بن ربيعة وهو من قبيلة بني. [1] شاهد أيضًا: من قتل عمار بن ياسر من هو الملك تبع اليماني هو الزاهد المشهور أبو عمرو أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني، فهو من الأولياء والصالحين ومن سادات التابعين، عاش في أواخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم ولكن لم يلتقي به، منع نفسه من السفر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم برًا بأمه، فلم يكن من الصحابة، ولكنه يُعد من التابعين، والتابعين هم من رأُوا ولَحِقوا بأصحابَ النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.