وفي التغابن واحدة: الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون (1). وفي المزمل واحدة: رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا (2).
والمقصود بالمشارق والمغارب في الآية الثالثة، إما مشارق الشمس ومغاربها، وإما مشارق جميع النجوم ومغاربها، فإن كان المقصود الأول فإن الشمس ـ في المسافة التي بين أقصى ارتفاع وأقصى انخفاض لها بحسب رؤية العين صيفًا وشتاء ـ تشرق كل يوم من منزلة وتغرب في منزلة، أي مشرق جديد ومغرب جديد، ولا تتكرر المنزلة في الشروق والغروب إلا مرتين في السنة الشمسية حين تمر عليها الشمس شمالاً وجنوبًا وإن كان المراد الثاني هو مشارق جميع النجوم ومغاربها فالأمر واضح في الكثرة، لأن كل منها مشرقًا ومغربًا، بل مشارق ومغارب. هذا ولا تتنافَى كثرة المشارق والمغارب للشمس مثلاً ـ كما تدل عليه الآية الثالثة ـ مع الإخبار بمشرقين ومغارب كثيرة بتعدد المنازل كما ذكرنا، كما لا تتنافَى الآيتان الأخيرتان مع الآية الأولى التي ذُكِرَ فيها مشرق واحد ومغرب واحد، لأن المراد ـ كما قال المفسرون ـ جهة الشروق وجهة الغروب وفي كل من الجهتين منزلة لشروق الشمس وغروبها إجمالاً ومنازل تفصيلاً. وقال بعض المفسرين: المراد بالمشرق والمغرب في هذه الآية الجنس لا الوحدة والجنس يصدق بالواحد والاثنين والثلاثة وما بعدها، فلا تنافِيَ في بين الآية والآيتين الأخْرَيَيْن.
25-سورة الفرقان 58 ﴿58﴾ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا وتوكل على الله الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله الذي لا يموت، ونزِّهه عن صفات النقصان. وكفى بالله خبيرًا بذنوب خلقه، لا يخفى عليه شيء منها، وسيحاسبهم عليها ويجازيهم بها. موقع هدى القرآن الإلكتروني. تفسير ابن كثير ثم قال: ( وتوكل على الحي الذي لا يموت) أي: في أمورك كلها كن متوكلا على الله الحي الذي لا يموت أبدا ، الذي هو ( الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) [ الحديد: 3] الدائم الباقي السرمدي الأبدي ، الحي القيوم رب كل شيء ومليكه ، اجعله ذخرك وملجأك ، وهو الذي يتوكل عليه ويفزع إليه ، فإنه كافيك وناصرك ومؤيدك ومظفرك ، كما قال تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [ المائدة: 67]. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل قال: قرأت على معقل - يعني ابن عبيد الله - عن عبد الله بن أبي حسين ، عن شهر بن حوشب قال: لقي سلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة ، فسجد له ، فقال: " لا تسجد لي يا سلمان ، واسجد للحي الذي لا يموت " وهذا مرسل حسن.
شيعي محمدي رقم العضوية: 32665 الإنتساب: Mar 2009 المشاركات: 3, 227 بمعدل: 0.