ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ، وأحمد من غيرهم من حديث ابن عباس رضي الله عنها قال: فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشاءً فوجد عند امرأته رجلا يزني بها يقال له شريك بن سحماء فرأى هلال بن أمية بعينيه ، وسمع بإذنيه فلم يهيجه، حتى أصبح فغدا على رسول الله فقال: يا رسول الله ، إني جئت على أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني!! فكره رسول الله ما جاء واشتد عليه واجتمعت عليه الأنصار ، وقالوا: قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة. شروط إقامة حد القذف - مقال. وهكذا أيها الأحبة قذف هلال بن أمية زوجته عند النبي r بشريك بن سمحاء. فقال النبي r: (( البينة أو حد ظهرك)). فقال هلال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلاً ينطلق يلتمس البينة ؟ فجعل النبي يقول: (( البينة ، أو حد ظهرك)) فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبريء ظهري من الحدِّ! يقول ابن عباس: فوالله إن رسول الله يريد أن يأمر بضربه إذ أنزل الله على رسوله الوحي، وكان إذا نزل الوحي عرفوا ذلك فأمسكوا حتى فرغ من الوحي. فنزل قول الله تعالى(*):{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ{7} عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ{9} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} [النور: 6-10].
والغافلات: هن البريئات الطوايا المطمئنات النفس لأنهن لم يفعلن شيئا يحذرونه، ويخفن منه. ثانياً: شروط القذف وبما يثبت. إن القذف لا يصبح جريمة تستحق الجلد إلا بشروط منها ما يجب توفره في القاذف ومنها ما يجب توفره في المقذوف ، ومنها ما يجب توفره في الشيء المقذوف به. عقوبة القاذف في الشريعة الإسلامية – عروبـة. الشروط التي يجب توفرها في القاذف وهي: *: العقل والبلوغ والاختيار. وهذه الشروط هي أصل التكليف فإذا كان القاذف مجنوناً أو صغيراً أو مُكْرها فلا حد عليه. لقول النبي r في الحديث الذي رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والحاكم وغيرهم من حديث عليّ وصحح الحديث شيخنا الألباني في صحيح الجامع أنه r قال: (( رُفِعَ القلمُ عن ثلاث ، عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يفيق)) وفي لفظ ((عن المعتوه حتى يعقل)) ([1]) ولقوله r في الحديث الذي رواه الطبري عن ثوبان وصححه شيخنا الألباني في صحيح الجامع أنه r قال: ((رُفِعَ)) ، وفي لفظ ((وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. )) ([2]) الشروط التي يجب توفرها في المقذوف وهي: · العقل · البلوغ (أيضاً) فلا يحد من قذف الصغير أو الصغيرة ، ولكن الإمام مالك رحمه الله يقول: إذا قذف بنتا قبل البلوغ ولكنها من الممكن أن يزنى بها والعياذ بها ، فإنه يستحق الحد لأنه قد يفسد عليها مستقبلها ويؤذي أهلها.
التوبة من القذف المحصنات كيف يتوب القاذف من القذف المحصنات المؤمنات الغافلات ؟ ويمكن للقاذف العودة إلى وضعه الطبيعي في المجتمع ، إذا أعلن الندم على ما بدر منه ، وأصلح ما أفسد من تشويه سمعة المقذوف ، بتبرئته من التهمه ، وطهر نفسه بالتوبة ، لأن التوبة تؤدي إلى التغيير الداخلي للنوايا والأفكار والدوافع التي تقود الإنسان إلى تعدي حدود الله. الحكمة من تشريع عقوبة القذف ما هي الحكمة من تشريع حد القذف أو عقوبة القذف؟ شرع الله تعالى حد القذف لحكمة جليلة وغاية سامية ، تتمثل في عدة أشياء: الأول: حماية عرض الإنسان مما يشوه سمعته ، ويثير المجتمع ضده ، ويولد انطباعا سيئاً عنه ، حينما يشاع أنه ارتكب جريمة قد لا تكون ارتكبها ، وذلك من أسوأ أنواع الظلم وأشدها مرارة على النفس. عقوبة القاذف في الشريعة الإسلامية – سكوب الاخباري. الثاني: الحد من الإشاعات والإسهام في قطع دابرها ، لأنه إذا علم كل شخص أنه لا يحق له الركوب لأي كلام لا يثق به ، وأنه قد يتعرض للعقوبة إن فعل ذلك ، فإنه سيكون ضابطاً لنفسه عن الظنون ، وكافاً للسانه عن الثرثرة والخوض في أعراض الناس. الثالث: حماية المجتمع مما يخدش حياءه بسبب ترديد الكلام الفاحش ، وما ينتج عنه من تصورات سلبية لحالة الفجور والزنى ، التي قد تثير الشهوات ، وتجعل الإنسان يألف سماع الكلام في الفواحش مما قد يهونها لديه شيئاً فشيئاً.
وقد ذهب بعضهم إلى أنها خاصة بعائشة فقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عبدالله بن خراش عن العوام عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) [قال]: نزلت في عائشة خاصة. وكذا قال [سعيد بن جبير ومقاتل بن حيان]، وقد ذكره ابن جرير عن عائشة فقال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا أبوعوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال: قالت عائشة: رميت بما رميت به وأنا غافلة فبلغني بعد ذلك. قالت: فبينما رسول الله "صلى الله عليه وسلم" جالس عندي إذ أوحي إليه. قالت: وكان إذا أوحي إليه أخذه كهيئة السبات وإنه أوحي إليه وهو جالس عندي ثم استوى جالسًا يمسح على وجهه وقال: "يا عائشة أبشري". قالت: قلت: بحمد الله لا بحمدك. فقرأ: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) حتى قرأ: (أولئك مبرءون مما يقولون) [النور: 26]. هكذا أورده وليس فيه أن الحكم خاص بها وإنما فيه أنها سبب النزول دون غيرها وإن كان الحكم يعمها كغيرها ولعله مراد ابن عباس ومن قال كقوله والله أعلم. وقال الضحاك وأبوالجوزاء وسلمة بن نبيط: المراد بها أزواج النبي خاصة دون غيرهن من النساء. وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) الآية: يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رماهن أهل النفاق فأوجب الله لهم اللعنة والغضب وباؤوا بسخط من الله فكان ذلك في أزواج النبي "صلى الله عليه وسلم" ثم نزل بعد ذلك: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء) إلى قوله: (فإن الله غفور رحيم)، فأنزل الله الجلد والتوبة فالتوبة تقبل والشهادة ترد.
وإذا كل زوج فيها يشك في زوجه!! وكل رجل فيها يشك في أصله!! وكل بيت فيها مهدد بالانهيار!! وهي حالة من الشك ، والقلق والريبة لا تطاق!! ([5]) ومن هنا..... صيانة للأعراض وحماية للمجتمع ، شدد الإسلام في عقوبة القذف. وأوجب عل القاذف إذا لم يقم البنية ثلاثة أحكام وهي: الأول: أن يجلد ثمانين جلدة. الثاني: أن ترد شهادته أبدا. الثالث: أن يصبح فاسقاً ليس بعدل لا عند الله ولا عن الناس وهذا كلام متفق عليه بين العلماء ، ما لم يتب القاذف إلى الله جل وعلا. وهذه الأحكام الثلاثة نصت عليها آية محكمة واحدة من سورة النور قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{4} إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور 5،4]. أخرج أحمد وعبد الرزاق وأبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية قال سعد بن عبادة سيد الأنصار رضي الله عنه أهكذا أنزلت يا رسول الله ؟!