بعدما تعرفنا على قصة ثمود القوم الكافر، القوم الذي كان يقتل الأنبياء، وجدنا إجابة السؤال "ما هو العذاب الذي وقع على قوم ثمود"، حيث تكمن الإجابة في الصيحة التي أصاحها الملك جبريل على ثوم ثمود، فأهلكتهم.
[٣] من هم ثمود؟ تُعدّ قبيلة ثمود من القبائل العربيّة التي سكنت شمال الجزيرة العربيّة في منطقة يُطلق عليها الحجر؛ وقد تميّز قوم ثمود في المجال الزراعيّ؛ فقد كانت لهم الزّروع، والثّمار، والحدائق، كما ازدهرت حضارتهم العمرانيّة ببناء البيوت الفاهرة، فكانوا يُقيمون في فصل الصّيف ببيوت قاموا ببنائها فوق الجبال العالية، وفي الشتاء كانوا يُقيمون في بيوت نحتوها في بطون الجبال لتقيهم برد الشتاء، وبناء هذه البيوت يحتاج إلى تقدم علميّ، وصناعيّ، وكل ذلك امتلكته قبيلة ثمود وتميّزت به. [٤] كما تميّزوا أيضاً في المجال العلميّ؛ فكانت لديهم قدرات عقليّة كبيرة بحيث كانوا قادرين على النّظر، والتّفكر، والتدبّر؛ لكنّ الشيطان أعمى على قلوبهم وأبصارهم، فاستولى الجدل، والاستهزاء على عقولهم، وكان لقوم ثمود مجلس سياسيّ، مكوّن من تسعة أشخاص، لكنّهم أفسدوا بدل أن يُصلحوا ويتقدموا بقومهم للأمام. [٤] المعجزة المرسلة إلى ثمود طلب قوم ثمود من نبيّهم صالح -عليه السّلام- أن يأتي لهم بمعجزة ليُصدّقوا ما جاء به من التّوحيد، فدعا سيّدنا صالح -عليه السّلام- ربّه؛ فأخرج الله -تعالى- من بين الصّخرة ناقة عظيمة، فكانت النّاقة معجزة لسيدنا صالح -عليه السّلام- واختباراً لقومه ثمود.
ذات صلة كيف عذب الله قوم ثمود بماذا اهلك الله قوم ثمود عذاب ثمود قوم النبي صالح كذّب قوم ثمود بدعوة نبيّهم صالح -عليه السّلام- فاستحقّوا العذاب والهلاك من الله -تعالى-، فأهلكهم الله -عز وجل- بصاعقةٍ نزلت عليهم، فأهلكتهم عن بكرة أبيهم، قال الله -تعالى- في سورة فصلت: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ، [١] وذلك لأنّهم اقترفوا ذنوباً وكبائر عظيمة، وعصَوا نبي الله. [٢] وقد جاء ذكر عذابهم في موضع آخر من آيات القرآن الكريم، فقال الله -تعالى- فيهم: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِالطَّاغِيَةِ) ، [٣] وقد تباينت أقوال العلماء والمفسّرين في تفسيرهم لكلمة الطاغية على النحو الآتي: [٤] إن المقصود بالطّاغية أنّها تجاوزت الحدّ، أي إنّ الله -تعالى- أرسل عليهم صيحة بلغت مبلغها من القوّة والشدّة، وقيل إنّ الله -تعالى- أرسل عليهم رجفة تجاوزت حدّها. إنّ المقصود بالطّاغية أنّ الله -تعالى- أهلكهم بسبب طغيانهم واقترافهم الذنوب. العذاب الذي وقع على قوم ثمود. إنّ المراد بالطّاغية هم الجماعة الّذين عصَوا أمر الرسول من قوم ثمود، وهم الذين تآمروا على عقر الناقة وخطّطوا لها، فيكون مراد الله -تعالى- من الآية أنّه أهلك قوم ثمود بسبب طواغيتهم وأفعالهم الشنيعة.