وإذا تحققت الشرط الديني للمرأة فلا مانع من الجمع بين المال أو الجمال، أما حساب المال وحده دون دين، فهذا مانهى عنه الإسلام، وحذرت منه الأحاديث السابقة. المرأة الجميلة والمتدينة لا ينبغي أن يكون المال هو مقصد المسلم للزواج، ويجب على المسلم أن يتجاوز الزواج وحكمته بعيداً عن هذا الأمر، فالزواج ليس صفقة تجارية. لكن هل يعني تدين المرأة إهمالها في نفسها، وانعزالها عن الحياة، وعدم تمتعها بالخيرات. والمراد بالتدين أن المرأة تحافظ على كرامتها وشرفها، وتطيع أوامر الله فلا تتفاخر ولا تتظاهر، فهذا ما يغري أهل القلوب المريضة. فصل: اختيار الزوجة:|نداء الإيمان. ومعنى ذلك أن تدين المرأة لا يعني انعزالها عن المجتمع وانطوائها وحصرها بين الأسوار، بل واتباع كل ما أمر الله به وتجنب مانهى عنه. وهكذا نرى أن الاسلام يهدف إلى تطهير الزواج، ونظرة الاسلام إلى الزواج وتنقية أسبابه من كل مكروه يصيب الزوج أو الزوجة، من أجل الرحمة والمودة بين الزوجين. أحاديث نبوية عن الزوجة الصالحة نوضح في السطور التالية بعض من حديث الرسول عن اختيار الزوجة فيما يلي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة].
ـ العقل: ومن معايير اختيار كل من الزوجين للآخر: العقل فيختار الرجل والمرأة ذات العقل، ويبتعد عن المرأة الحمقاء، لأن ذات العقل تقوم العشرة معها، وتسعد الحياة بها وطبع المرأة ينتقل إلى أبنائها، فإن كانت ذات عقل ونباهة وذكاء تصرفت في حياتها من منطق عقلها وكان لهذا التصرف صداه وأثره على الأبناء، وإن كانت حمقاء كان العكس، وقد قيل: "اجتنب الحمقاء فإن ولدها ضياع وصحبتها بلاء". حديث الرسول عن اختيار الزوجة. ـ الاغتراب: ومن معايير اختيار الزوج والزوجة، كل واحد للآخر أن تكون المرأة غير ذات قرابة قريبة ، فإن غير القريبة يكون ولدها أنجب، ولهذا يقال: اغتربوا لا تضووا ، أي تزوجوا المرأة البعيدة التي ليست ذات قرابة منكم كيلا يضعف الأبناء. قال ابن قدامة: " ولأنه لا تؤمن العداوة في النكاح وإفضاؤه إلى الطلاق، فإذا كان في قرابته أفضى إلى قطيعة الرحم المأمور بصلتها". وذات القرابة القريبة قد يأتي الولد منها غير سليم البدن فقد يتعرض لبعض العاهات الوراثية وقد جاء في علم الوراثة ما يفيد مجئ الولد ضعيفا في جسده وفي ذكائه إذا كان الزواج من ذات قرابة قريبة.
تحتوي السنة النبوية الشريفة على مجموعة ضخمة لـ احاديث عن الزوجة الصالحة ، فقد ترك النبي محمد -صل الله عليه وسلم – الكثير من الأحاديث التي تناولت كافة المواضيع التي تهم العباد الصالحين للسير على نهج الشريعة الإسلامية بشكل سليم. لماذا حث الاسلام على اختيار الزوجه ذات الدين (اختيار الزوجه الصالحة في الاسلام ) - موسوعة. كما أوصى النبي محمد -صلوات الله عليه- بضرورة إحسان الزوجة للزوج ومعاملته بشكل سليم، حيث تناولت السنة النبوية كافة ما يخص صفات الزوجة الصالحة، كما أمرت الشريعة الإسلامية بمعاشرة النساء بالمعروف قولًا وفعلًا وخلقًا. جاء في الحديث الذي رواه سعد بن أبي وقاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم:[سعادةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ، وشقاوةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ فمِن سعادةِ ابنِ آدمَ: الزوجةُ الصالحةُ، و المَركَبُ الصالِحُ، و المَسكَنُ الواسعُ، و شقوةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ: المَسكَنُ السوءُ، و المرأةُ السوءُ، و المَركَبُ السوءُ]. جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ]. جاء في الحديث الذي رواه عمرو بن الأحوص أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [أَلَا واستَوْصُوا بالنساءِ خيرًا ، فإنما هُن عَوَانٌ عندكم ، ليس تملكونَ منهن شيئًا غيرَ ذلك ، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَّةٍ مُبَيِّنَةٍ ، فإن فَعَلْنَ فاهجُروهن في المَضاجِعِ ، واضرِبوهن ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ ، فإن أَطَعْنَكم ، فلا تَبْغُوا عليهِن سبيلًا ، أَلَا وإنَّ لكم على نسائِكم حقًّا ، ولنسائِكم عليكم حقًّا ، فأمَّا حقُّكم على نسائِكم ؛ فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكم مَن تَكْرَهون ، ولا يَأْذَنَّ في بيوتِكم لِمَن تَكْرَهون ، أَلَا وإنَّ حَقَّهُنَّ عليكم أن تُحْسِنوا إليهِنَّ في كِسْوَتِهِنَّ وطعامِهِنَّ].
الاستفادة من وقت الفراغ وتقسيم ذلك الوقت بين العبادة وتربية الأبناء والأعمال المنزلية. تجنب تحديد النسل إذا لم يكن هناك ضرورة لذلك، فيما حذر القران الكريم من ذلك ومن قتل الأولاد عند الخوف على فقرهم فقال الغفار بالآية 31 من سورة الإسراء (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا). اختيار الزوجه الصالحة في الاسلام تحمل بعض الأيات القرانية والأحاديث النبوية شروط اختيار الزوج لزوجته حتى يضمن صالحها وصلاح أولادة من بعدها، نستعرض بعضًا منها فيما يلي: تأتي الكثير من الأيات القرانية حاملة صفات الزوجة الصالحة، ومن بينها الأية الرابعة والثلاثون من سورة النساء، حيث قال الكريم (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ). حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على اختيار الزوجة الصالحة فقال ( تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ)، فمن صح دينها تحملت فقر الرجل حتى وان اضطرت للعق التراب. كما روى أبو هريرة أن احد الصحابة أراد الزواج فسأل رسولنا الكريم عن خير النساء فقال ( خيرُ النِّساءِ التي تَسُرُّهُ إذا نَظَرَ ، و تُطِيعُهُ إذا أمَرَ ، لا تُخالِفُهُ في نَفسِها و لا مالِها بِما يَكرَهُ).
محمد صالح المنجد أحد طلبة العلم والدعاة المتميزين بالسعودية. وهو من تلاميذ العالم الإمام عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه. 22 3 126, 881