أو يقول: " سجد وجهي لمن خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته "(رواه أبو داود وصححه الألباني). وأخيراً على قارئ القرآن أن يختار المكان المناسب للقراءة، فيجلس في المكان النظيف الخالي من المشغلات، مستقبلاً القبلة، واضعاً عينه في المصحف لأن النظر فيه عبادة، جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
- العمل بالقرآن: بتحليل حلاله، وتحريم حرامه، والوقوف عند نهيه، والائتمار بأمره، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، وإقامة حدوده وحروفه. - الحث على استذكار القرآن وتعاهده: فعلى من يحفظ القرآن أو جزء منه أن يواظب على تلاوته ويجدد العهد به بملازمته، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيًا من الإبل في عقلها "(رواه البخاري). فمتى زال التعاهد زال الحفظ. - لا تقل: نسيت، ولكن قل: أُنسيت، أو أَسقطت، أو نُسِّيت: فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بئس ما لأحدهم يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسي ". وإنما نهي عن: نسيتها لأنه يتضمن التساهل فيها والتغافل عنها. - وجوب تدبر القرآن: لقد أمر الله -تعالى- بتدبر كلامه فقال -عز وجل-: { أفَلاَ يَتَدَبَّـرُونَ القُرآنَ وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلاَفًا كَثِيرًا}(النساء: 126). والتدبر هو التأمل في معانيه، وتحديق الفكر فيه وفي مبادئه وعواقبه، فإن في تدبر كتاب الله مفتاحاً للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم. آداب تلاوة القرآن الكريم مختصرة. وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته، فبه يعرف الرب -جل جلاله- وما له من صفات كمال، وما الطريق الموصل إليه، وكلما ازداد العبد تأملاً فيه، ازداد علما وعملاً وبصيرة ولذلك أمر الله بالتدبر وحث عليه.
ويمكن للمسلم أن يدعو الله بعد التلاوة بما شاء، لأن الدعاء في تلك اللحظة مستجاب خاصة بعد الختم.