وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجُلُ بالليل عملاً، ثم يُصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يستُرُه ربُّه، ويُصبِحُ يكشفُ سترَ الله عنه)) متفق عليه. قال ابن تيمية -رحمه الله-: فما دام الذنبُ مستوراً فمُصيبتُه على صاحبه خاصةً، فإذا أُظهر ولم يُنكر كان ضررُه عاماً، فكيف إذا كان في ظهوره تحريكُ غيره إليه. اهـ، ويقول ابن بطال -رحمه الله-: في المجاهرة بالمعصية استخفافٌ بحق الله ورسوله وصالحي المؤمنين، وفيه ضربٌ من العناد لهم، وفي الستر بها السلامةُ من الاستخفاف، لأن المعاصي تُذلُ أهلها. خطورة المجاهر بالمعصية. من إقامة الحد عليه إن كان فيه حد، ومن التعزير إن لم يوجب حداً. وإذا تمحَّض حقُّ الله فهو أكرم الأكرمين ورحمتُه سبَقَت غَضَبَه، فلذلك إذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة، والذي يجاهر يفوته جميع ذلك. اهـ ولا تسل عن حال الإنسان إذا فقد الحياء: ويبقى العود ما بقي اللحاء. كتبته: نورة بنت ناصر العجمي.
من سنّة النبيّ ومِن حديثه ننطلق، ونأخذ النورَ ممّا وجَّهنا به عليه الصلاة والسلام في هذه المسألة العظيمة التي هي من الأمور المهمّة في حِفظ مجتمع المسلمين وصيانةِ دينهم وعفافهم، روى الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((كلّ أمّتي معافًى إلاّ المجاهرين، وإنّ من المجاهرة أن يعملَ الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان، عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يستره ربّه، ويصبِح يكشِف سترَ الله عليه)). ((كلّ أمتي معافَى)) مِن العافية وأنّ الله سبحانه وتعالى يغفر الذنبَ ويقبل التوبَة، ((كلّ أمّتي معافى إلا المجاهرين))، هؤلاء لا يعافَون، المجاهرون بالمعاصي لا يعافَون، الأمّة يعفو العفوُّ عن ذنوبها، لكن الفاسقَ المعلن لا يعافيه الله عز وجلّ، وقال بعض العلماء: إنّ المقصودَ بالحديث كلُّ أمّتي يترَكون في الغيبة إلاّ المجاهرين، والعفو بمعنى الترك، والمجاهر هو الذي أظهر معصيتَه، وكشف ما ستر الله عليه، فيحدِّث به، قال الإمام النووي رحمه الله: "من جاهر بفسقِه أو بدعته جاز ذكرُه بما جاهر به". هذه المجاهرة التي هي التحدُّث بالمعاصي، يجلس الرجلُ في المجلس كما أخبر النبي ويقول: عمِلتُ البارحة كذا وكذا، يتحدّث بما فعل، ويكشف ما سُتِر، وقد قال النبي: ((اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألمّ بشيء منها فليستتر بستر الله)) رواه الحاكم، وهو حديث صحيح.
أيها الإخوة، وماذا عن وليمته ودعوته إلى العرس والنكاح؟ إنَّ إجابة الوليمة واجبة بنص حديث النبي: ((ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله))، هذا في العموم، أما المجاهر فلا تجاب دعوته للعرس والنكاح، ولا تلبَّى ولا تُؤتى وليمته ما دام مجاهرًا. أيها المسلمون، إن الله حيِيٌّ ستِّير، يحب الحياء والستر، إنه سبحانه وتعالى يحب الستر، فيجب على من ابتُلي بمعصية أن يستتر، ويجب عدم فضحه، فإذا جاهر لقد هتك الستر الذي ستره به الستِّير وهو الله عز وجل، وأحلّ للناس عِرضه. وقد أجمع العلماء على أن من اطلع على عيب أو ذنب لمؤمن ممّن لم يُعرف بالشر والأذى ولم يشتهر بالفساد ولم يكن داعيًا إليه وإنما يفعله متخوِّفًا متخفِّيًا أنه لا يجوز فضحُه، ولا كشفه للعامة ولا للخاصّة، ولا يُرفَع أمره إلى القاضي، لماذا؟ لأن النبي حثّ على ستر عورةِ المسلم، وحذّر من تتبُّع زلاته: ((من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)) رواه ابن ماجه وصححه في صحيح الجامع. ولأن كشف هذه العورات والعيوب والتحدّث بما وقع من هذا المؤمن أو المسلم قد يؤدّي إلى غيبة محرَّمة وإشاعة للفاحشة وترويج لها، المؤمن يستُر وينصَح، والفاجر يهتك ويعيِّر، كما قال الفضيل رحمه الله.
رواه ابن ماجه ( 4245) ، وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه ".. 29-12-2021, 03:28 PM المشاركه # 5 سنن الترمذي: عن عمران بن حصين أن رسول الله ص قال: (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف) فقال رجل: ومتى ذاك ؟ قال: (إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور) ضعّفه الترمذي وفي إسناده عبدالله بن عبدالقدوس ، قال فيه ابن معين: ليس بشيء ، وضعفه أبو داود والنسائي. 08-03-2022, 03:03 PM المشاركه # 6 تاريخ التسجيل: May 2020 المشاركات: 3, 751 08-03-2022, 03:05 PM المشاركه # 7 تاريخ التسجيل: Nov 2021 المشاركات: 2, 180 الله يسترنا فوق الأرض ويوم العرض. جزاك الله خير. 08-03-2022, 03:31 PM المشاركه # 8 تاريخ التسجيل: Apr 2009 المشاركات: 12, 423 بارك الله فيك اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. 08-03-2022, 03:37 PM المشاركه # 9 تاريخ التسجيل: Nov 2010 المشاركات: 18, 427 جزاك الله خيرا 08-03-2022, 03:46 PM المشاركه # 10 # إجماع المذاهب الأربعة على تحريم.. الأغاني وآلات اللهو والطرب: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ،.. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا) المجموع 11/576 ، قال الألباني رحمه الله: اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها.
ولذلك؛ ينبغي على المسلِم إذا ابتُلي بالمعصية أن يستترَ بستر الله، وأن يبادرَ بالتوبة النَّصوح. والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] "تفسير القرطبي" (7/ 199). [2] ص 1173، برقم 6069، و"صحيح مسلم" ص 1197- 1198، برقم 2990. [3] "فتح الباري" (10/ 487) بتصرف. [4] "فتح الباري" (10/ 487). [5] "غذاء الألباب" (1/ 261-260). [6] "فتح الباري" (10/ 487). [7] "فتح الباري" (10/ 488). [8] "فتح الباري" (10/ 487). [9] ص 432، برقم 4019، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع الصغير" (2/ 1321)، برقم (7978). [10] ص 367 برقم 2212، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع الصغير" (2/ 786) برقم 4273.