تفسير ابن كثير تفسير القرطبي تفسير الطبري تفسير السعدي تفسير الجلالين اعراب صرف ثم بين ذلك بقوله "استكبارا في الأرض" أي استكبروا عن اتباع آيات الله "ومكر السيء" أي ومكروا بالناس في صدهم إياهم عن سبيل الله "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله" أي وما يعود وبال ذلك إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم.
وفي قوله تعالى: "فهل ينظرون إلّا سنّة الأولين". معنى الآية هنا هو فهل ينتظر تلك المشركون الذين قد وجدوا في قوم سيدنا محمد إلّا أن تأتيهم سنّة الله وعقاب من مكر في الدنيا بشكل عاجل. فسوف يقع عليهم العقاب الأليم من الله سبحانه وتعالى، وذلك بسبب كفرهم وشركهم. فهنا سنّة الله أن لابد من وقوع العذاب على من يكذب رسل الله من الأمم السابقة. وبالتأكيد هذا سوف لا يتغير لأن الله تعالى إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون ولا مردّ لقضائه سبحانه وتعالى. ابن كثير يوضح معنى تفسير: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله تطرق الإمام ابن كثير في تفسيره لتلك الآية إلى عدة جوانب وهي جاءت كالاتي: قال الإمام أنّ هؤلاء الكفار قد استكبروا ورفضوا اتباع آيات الله، كما قد مكروا بالناس. وذلك من خلال محاولة صدّهم عن اتباع سبيل الله القويم وهدى النبي. ولكنّ مكرهم هذا بالتأكيد سوف يعود ويرجع وبالًا عليهم دون غيرهم. كما قد جاءت في بعض الآثار عن رسول " صلى الله عليه وسلم" التي تُحذّر المسلمين من الوقوع في المكر السيئ. وذلك لأنه سوف يرجع ويعود بالخسارة على أهل وأصحاب هذا المكر في نهاية الأمر وسوف ينالوا سوء العاقبة في الدنيا والآخرة.
حيدر فوزي الشكرجي كثر الحديث عن الذي نقض العهد وتسبب في خيبة أمل جديدة للناخبين، خاصة بين تيار شهيد المحراب وحزب الدعوة ولمعرفة الحقيقة وعدم ظلم الشرفاء يجب على الباحث مراجعة الأحداث السابقة بدقة وأن يكون ملما بتاريخ العلاقة بين حزب الدعوة وتيار شهيد المحراب. الكل يعلم أنه بعد انتخابات ٢٠٠٥ واكتساح تيار شهيد المحراب قام بتقديم رئاسة مجلس الوزراء بطبق من ذهب إلى حزب الدعوة، صحيح أن الاخوة في الدعوة لا يعترفون بهذا الفضل ويقولون أنه حصل بناء على أتفاق مسبق قبل الانتخابات و هذا اعتراف منهم أن تيار شهيد المحراب لا يخل بأتفاقاته. وأثناء صولة الفرسان وقف تيار شهيد المحراب مع الدعوة خاصة في البصرة وحتى قيادات الدعوة لا تستطيع انكار ذلك. وبعد تراجع تيار شهيد المحراب في ٢٠٠٩، فاتفقت دولة القانون مع التيار الصدري على إقصاء تيار شهيد المحراب وهذا ما حدث باعتراف الجميع. وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة لم يوافق تيار شهيد المحراب على الطريقة التي أدت لتشكيل الحكومة، لأنها بنيت على أساس اتفاقيات تتضمن الكثير من البنود السرية خاصة اتفاقية أربيل وهذه ليست طريقة تضمن النجاح لأي حكومة. وقد أثبتت الأيام أن تيار شهيد المحراب كان محقا فبعد فترة تنصلت دولة القانون من كل تعهداتها بحجة أنها غير دستورية ولا يمكن تحقيقها وفعلا هذا صحيح فما حدث أن السلطان وهب ما لا يملك.
وعندما اتفقت جبهة أربيل على سحب الثقة من المالكي وقف تيار شهيد المحراب معه لأن سحب الثقة لم يكن في مصلحة المواطن العراقي، مع نصيحة بإرضاء الأطراف وعدم أعطاء وعود لا يمكن تحقيقها. كل هذا ليس إلا نزر يسير من أحداث تؤكد لنا أن تيار شهيد المحراب لا يكن عداوة لحزب الدعوة ولم ينقض عهد معه قط كما ادعى اكثر قيادي دولة القانون.. إذا لماذا يدعون العكس ويسعون لتصعيد الموقف بدل تهدئته؟؟؟ الجواب بسيط فالمراقب لأسلوب دولة القانون في الفترة السابقة يعرف ان سبب هذا التصعيد هو لأشغال الرأي العام عن فضيحة او قضية تحدث، والأمثلة على هذا كثير منها إلغاء البطاقة التموينية تغطية لصفقة السلاح الروسية، وأفتعال أزمات مع الشركاء والمطالبة بإضافة براءة ذمة من الكهرباء مع المستمسكات للتغطية على ما حدث ويحدث في البنك المركزي. والآن دولة القانون في امس الحاجة لإشغال الرأي العام عما يحدث، فتراجعها عن كشف خبايا عملية شراء جهاز كشف المتفجرات السيء الصيت وظهور ثلاثة نواب من دولة القانون يدافعون باستقتال عنه، وإعادة محاكمة الموظفين الأبرياء في البنك المركزي أملا في تجريمهم لحفظ ماء الوجه بعد أن برئتهم لجنة التحقيق من التهم المنسوبة اليهم.
- وقال ابن القيِّم: (إنَّ المؤمن المتوكِّل على الله إذا كاده الخَلْق، فإنَّ الله يكيد له وينتصر له بغير حول منه ولا قوَّة) [إعلام الموقعين]. - وقال: (في قصَّة يوسف -عليه السَّلام - تنبيه على أنَّ مَن كاد غيره كيدًا محرَّمًا فإنَّ الله سبحانه وتعالى لا بدَّ أن يكيده، وأنَّه لا بدَّ أن يكيد للمظلوم إذا صبر على كيد كائده وتلطَّف به) [إغاثة اللهفان، لابن القيم]. - وروى عمرو بن دينار أنَّه قال: (قال قيس بن سعد: لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه العرب) [الوافى بالوفيات، لصلاح الدين الصفدى]. حُكْم المكْر: عدَّه أهل العلم - ومنهم ابن حجر الهيتمي - مِن الكبائر، وهم يعنون الضَّرب المذموم منه، وهو المكْر السَّيِّئ. قال ابن حجر الهيتمي: (عُدَّ هذا كبيرةً، صرَّح به بعضهم، وهو ظاهرٌ مِن أحاديث الغِشِّ... إذْ كون المكْر والخَدِيعَة في النَّار ليس المراد بهما إلَّا أنَّ صاحبهما فيها، وهذا وعيد شديد) [الزواجر عن اقتراف الكبائر]. أقسام المكْر: قال الرَّاغب: (المكْر: صرف الغير عمَّا يقصده بحيلة، وذلك ضربان: مَكْرٌ محمودٌ، وذلك أن يُتَحرَّى بذلك فعلٌ جميل... ومذموم، وهو أن يُتَحرَّى به فعلٌ قبيح) [المفردات فى غريب القرآن].