وأما من تركها لعذر من الأعذار كالنوم أو النسيان أو غير ذلك حتى خرج وقتها فهو معذور، وعليه قضاؤها إذا ذكرها. الترجمة: عرض الترجمات
ثالثاً: لم نقف – بعد البحث - على فتوى واحدة للشيخ ابن عثيمين يؤخذ منها: أنه يرى كفر من ترك صلاة واحدة ، بل المشهور عنه - كما سبق – أنه يُكفر من ترك الصلاة مطلقاً. وهذه بعض فتاويه رحمه الله في صلاة الفجر. فقد سئل رحمه الله: عمن يؤخر صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ، هل يعتبر كافراً ؟ فأجاب: " هذا لا يكفر لأنه لم يترك الصلاة لكن تهاون بها ولا يحل له أن يفعل ذلك ، فإن فعل وهو يستطيع أن يقوم فيصلي في الوقت فإنه لا تقبل منه صلاته ، لأن القاعدة " أن كل عبادة مؤقتة إذا تركها الإنسان حتى خرج وقتها بدون عذر فإنها لا تقبل منه ".... ". انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " ( 12 / 31). وسئل - أيضا -: عن حكم من ترك صلاة الفجر ؟ فأجاب: " ترك صلاة الفجر إن كان المقصود تركها مع الجماعة فإن ذلك محرم وإثم ، لأنه يجب على المرء أن يصلي مع الجماعة ، وإن كان المقصود أنه لا يصليها أبداً ، أو لا يصليها إلا بعد طلوع الشمس فإنه على خطر عظيم ، حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا أخر الصلاة حتى خرج وقتها بدون عذر فإنه يكون بذلك كافراً ، والواجب على كل من كانت هذه حاله أن يتوب إلى الله ، وأن يقبل على ربه وعبادته " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " ( 12 / 38).
والحديث الثاني قوله ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ، خرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام. قالوا: والكفر إذا عرف فهو الكفر الأكبر، وهكذا الشرك إذا عرف فهو الشرك الأكبر، فمعنى: بين الرجل وبين الوقوع في الكفر الأكبر والشرك الأكبر تركه الصلاة، وهذا يعم من تركها جاحدًا ومن تركها متكاسلًا، وهذا القول هو الصواب وهو الأصح من قولي العلماء، أن من تركها تكاسلًا يكون كافرًا كفرًا أكبر، ويدل على هذا أيضًا الحديث الثالث وهو قوله ﷺ لما سئل عن الأمراء الذين يخلون بالدين بعده عليه الصلاة والسلام، قال للناس: إنه سيلي عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، قالوا: يا رسول الله! أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم من الله فيه برهان ، هكذا جاء في الحديث الصحيح في الصحيحين، وفي رواية قال: ما أقاموا فيكم الصلاة فدل على أن ترك الصلاة وعدم إقامتها يعتبر من الكفر البواح، الذي يوجب القيام على الوالي إذا ترك ذلك، ويعتبر بذلك كافرًا كفرًا بواحًا، يجب أن يقام عليه من المسلمين حتى يولى غيره على المسلمين. فالمقصود أن ترك الصلاة على الأصح يعتبر كفرًا بواحًا.
تاريخ النشر: الأربعاء 10 جمادى الأولى 1424 هـ - 9-7-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 34625 24281 0 252 السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو: عن تفسير الحديث من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر هل هذا الحديث صحيح؟ أفيدونا وشكراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الطبراني عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك الصلاة متعمدًا فقد كفر جهارًا. وقد ضعف الحديث الشيخ الألباني في ضعيف الجامع وضعيف الترغيب. وروى أحمد والبيهقي بسند فيه انقطاع بين مكحول وأم أيمن -كما قال المنذري - عن أم أيمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تترك الصلاة، فإن من ترك الصلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله. وقد اختلف في هذا الحديث، فضعفه الأرناؤوط في تحقيق المسند. وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره. والله أعلم.
السؤال: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد: نرجو من سماحتكم أن تقولوا لنا رأيكم في مسألة احترنا فيها بسبب تعدد الآراء وهي: يقول الرسول ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ، ويقول عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ، فنرجو من سماحتكم أن توضحوا لنا معنى كلمة الكفر، ومتى يعد المرء كافرًا، وهل المقصود من الحديث أن تارك الصلاة يعتبر كافرًا إذا تركها تكاسلًا وخمولًا؟ أم إذا تركها جحودًا وإنكارًا؟ أم إذا تركها بأي حال من الأحوال؟ أفتونا في ذلك جزاكم الله خيرًا، أخوكم في الله حازم كمال ، الكويت. الجواب: ترك الصلاة من أعظم الجرائم، ومن أعظم الكبائر؛ لأن الصلاة عمود الإسلام؛ ولأنها أعظم الأركان بعد الشهادتين، فإن تركها جاحدًا لوجوبها، أو مستهزئًا بها.. ساخرًا بها، ولو فعلها فهذا يكون كافرًا بإجماع المسلمين، ويكون مرتدًا عن الإسلام إذا تركها جاحدًا لوجوبها أو استهزأ بها وسخر منها، فإن هذا يعتبر كافرًا كفرًا أكبر ومرتدًا عن الإسلام بإجماع المسلمين.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، جزاكم الله خيرًا.