وتناقلت كتب الحديث الروايتين بالشرح والتعليق ، وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيح الجامع الصغير (رقم 1077): " صحيح ". وقد قال زين الدين المناوي (ت 1031هـ) في شرح الحديث في كتابه فيض القدير شرح الجامع الصغير (2/ 16): (اغتنم خمساً قبلَ خَمْسٍ) أي افْعَلْ خمسةَ أشياءَ قبلَ حصولِ خمسةِ أشياء. (حياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ) يعني: اغتنمْ ما تَلْقَى نَفْعَهُ بعدَ موتِكَ ، فإنَّ مَن مات انقطعَ عَمَلُهُ ، وفاتَهُ أَمَلُهُ ، وحَقَّ نَدَمُهُ ، وتَوَالَى هَمُّهُ ، فاقْتَرِضْ منكَ لك. (وصِحَّتَكَ قبلِ سَقَمِكَ) أي: اغتنمِ العملَ حالَ الصحةِ ، فقد يَمْنَعُ مانعٌ كمَرَضٍ ، فَتَقْدِمَ المَعَادَ بغيرِ زادٍ. صحة حديث (اغتنم خمسًا قبل خمس) - موضوع. (وفراغَكَ قبلَ شُغْلِكَ) أي: اغتنمْ فراغَكَ في هذه الدارِ قبلَ شُغْلِكَ بأهوالِ القيامةِ التي أَوَّلُ منازلِهَا القَبْرُ ، فاغتنمْ فرصةَ الإمكانِ ، لعلَّكَ تَسْلَمُ مِن العذابِ والهَوَانِ. (وشبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ) أي: اغتنمْ الطاعةَ حالَ قُدْرَتِكَ قبلَ هُجُومِ عَجْزِ الكِبَرِ عليكَ ، فَتَنْدَمَ على ما فَرَّطْتَ في جَنْبِ الله. (وغِنَاكَ قبلَ فَقْرِكَ) أي: اغتنمِ التَّصَدُّقَ بفضولِ مَالِكَ قبلَ عُرُوضِ جائحةٍ تُفْقِرُكَ ، فَتَصِيرَ فقيراً في الدنيا والآخرة.
فهذهِ الخمسةُ لا يُعْرَفُ قَدْرُهَا إلا بعدَ زوالِهَا ، ولهذا جاء في خَبَرٍ: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ منَ الناسِ: الصِّحَّةُ والفَرَاغُ".
بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 1589، جزء 3. بتصرّف. ↑ سورة الذاريات ، آية:56-57 ^ أ ب محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 205، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الحديد ، آية:21 ^ أ ب سعد البريك ، دروس الشيخ سعد البريك ، صفحة 2، جزء 136. بتصرّف. ^ أ ب محمد الصنعاني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة 1)، الرياض:مكتبة دار السلام، صفحة 523، جزء 2. بتصرّف. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:2417، صححه الألباني. ↑ محمد المقدم (2004)، علو الهمة ، مصر:دار القمة، صفحة 406. بتصرّف. ↑ عبد المحسن العباد (1984)، الأحاديث الأربعين النووية مع ما زاد عليها ابن رجب وعليها الشرح الموجز المفيد (الطبعة 3)، المدينة المنورة:الجامعة الإسلامية، صفحة 78. بتصرّف. ↑ محمد حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 18، جزء 98. بتصرّف. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن عبد الله بن بسر ، الصفحة أو الرقم:2329 ، صححه الألباني. اغتنم خمسا قبل خمس | الموقع الرسمي للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد. ↑ خالد الراشد ، دروس الشيخ خالد الراشد ، صفحة 3، جزء 78. بتصرّف. ^ أ ب ت ث محمد الصنعاني (2011)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة 1)، الرياض:مكتبة دار السلام، صفحة 524، جزء 2.
لماذا قدم اللسان على اليد قدم اللسان لأنه أخطر ونكايته أشد وآثاره أعظم من آثار اليد وكما قيل "جرح اللسان أنكى من جرح السنان. " ولهذا قُدِم لكونه الأعظم في الضرر والأذى وقال "لسانه" ولم يقل قوله ليتناول كل الذي يقع باللسان ولو بدون قول كأن يشير بلسانه سخريةً أو تهكمًا ولو لم يتحدث فلفظة "لسانه" أشمل وأعم من لفظة "قوله". وذكر" يده " هنا إشارة إلى الأذى الفعلي وهو غالبًا ما يكون باليد ولهذا تنسب أعمال الإنسان إلى يده " وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ". اقرأ أيضا: من تعار من الليل الإرتباط بين الإسلام والسلامة والإيمان والأمن لاحظ هنا الإرتباط بين الإسلام والسلامة وهنا يأتي التنصيص عليه في أحاديث كثيرة بمعنى وجود الإسلام الكامل حق به وجود السلامة ونقصه أو ذهابه نقص وذهاب السلامة، والارتباط الذي بين الإسلام والسلامة نظيره الارتباط بين الإيمان والأمن وهذا الحديث نفسه جاء في خطبة النبي -ﷺ- في حجة الوداع أن النبي -ﷺ- قال:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. اغتنم خمسا قبل خمس حديث. " ويشرع لنا كما صح بذلك الحديث أن نقول في أول كل شهر عند رؤية الهلال "اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام. "
بسم الله الرحمن الرحيم كنتُ أسمعُ كثيراً ، من خطباء الجمعة ومن مجالس الوعظ ، قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ " ، وكنت أسمع هذه الموعظة ، لكن سرعان ما يأتي عليها النسيان ، وقد أتذكرها حين يعتريني مرض ، أو بعض المتاعب. لكنَّ تَقَدُّمَ العمر بي ، وما صِرْتُ أَتَقَلَّبُ فيه من أحوال ، جعلني أتذكر هذه الموعظة العظيمة حيناً بعد حين ، وأحْبَبْتُ أن أُذَكِّرَ إخواني بها ، فإنها قد جمعتْ معاني عظيمة تصلح أن تكون دستوراً لحياة المرء يسير عليه ، ولا عجب في ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم ، من المعاني العظيمة في اللفظ الوجيز. وقد نظرتُ وأنا أكتب هذه السطور في كتب الحديث للتثبت من صحة هذا الحديث فوجدت أنه قد رُوِيَ من طريقين ، فقد رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد (رقم 2) من طريق عمرو بن ميمون الأَوْدِيِّ ، وهو معدود من كبار التابعين ، ورواه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (رقم 7846) ، وقال: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يُخْرِجَاهُ " ، وأَقَرَّهُ الذهبي.