إلى اللقاء في الحلقة السادسة..
• ناقة صالح.. معجزة الرسالة ذكر المفسرون أنه بينما كان قوم ثمود يجتمعون في يوم ما، حضر إليهم رسول الله صالح، وأخذ يدعوهم إلى عبادة الله وحذرهم ووعظهم لكن دون جدوى، ولما بلغ بهم العناد اشترطوا على النبي صالح أن يقدم لهم معجزة ظنوا أنها مستحيلة، فأشاروا إلى صخرة وقالوا له: "يا صالح هل أخرجت لنا من هذه الصخرة ناقة"، وحددوا أوصافا يريدونها، وأن تكون عشراء (حامل) وطويلة، فقال لهم صالح عليه السلام: "أرأيتم إن أجبتكم ما سألتم على الوجه الذي طلبتم، أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما أرسلت به؟"، فأجابوه بنعم. • تحقيق المعجزة وعناد ثمود الصلب لما رأى سيدنا صالح إصرارهم على تحقيق المعجزة، ذهب إلى ربه عز وجل وأخذ يدعوه بأن يجيبهم مطلبهم، فأمر الله عز وجل الصخرة بأن تنفطر لتخرج ناقة عظيمة، عشراء (حامل) على الوجه الذي طلبوه فلما رأى قوم ثمود المعجزة وعاينوها، شعر بعضهم أنها أمرا عظيما ومنظرا هائلا وقدرة باهرة ودليلا قاطعا وبرهانا ساطعا على رسالة صالح، فآمن بعضهم، بينما استمر أكثرهم على الكفر والضلال والعناد. قصة سيدنا صالح وقوم ثمود مكتوبة | سواح هوست. اتفق الجميع على أن تبقى الناقة حية، وأن ترعى أينما ذهبت من خير الأرض، ويقال إن القوم كانوا يشربون منها اللبن بكفايتهم، لكن الكافرون لم يتركوها تأكل من خير الله، واجتمعوا على قتلها.
وكانت تنفرد تلك الناقة بمواصفات خاصة بها فقط، فكانت تشرب في يوم واحد خاص بها كافة المياه الموجودة في الآبار المختلفة، دون أن يقترب أي حيوان من المياه في اليوم المخصص لها، وكان لبنها الذي تدر به عندما تشرب يكفي جميع المواطنين. وقد وُصفت هذه الناقة المعجزة بناقة الله، وذلك لأنها تختلف عن أي ناقة أخرى، وقد أصدر الله أمر، وبلغه لسيدنا صالح لكي يبلغه إلى قوم ثمود، وجاء في هذا الأمر تحذير لهم من أي يمسها أحد، أو يقترب منها بسوء، أو يأذيها، أو يقتلها، بل عليهم أن يتركوها تأكل من أراضي الله دون توجيه أي أذى لها، حتى لا ينالون عذاب كبير. نهاية قوم ثمود ولأن لهم نفوس متكبرة، رفضوا دعوة الله، وعاندوا معه، واجتمع عدد من الرجال، ويُقال أن عددهم تسعة، وقاموا بقتل الناقة، متحدين سيدنا صالح، وقالوا بسخرية أنهم ينتظرون العذاب الذي وعد به الله، وبالفعل أمهلهم الله ثلاثة أيام؛ لكي يهتدوا ولكنهم أصروا على كفرهم، واستهزئوا بكلام نبينا صالح. فيُقال أن الله أرسل حجارة على الأشخاص التي قتلت الناقة، وأهلكهم قبل الآخرين، وخلال الثلاثة أيام يقول البعض أن وجوه قوم ثمود كانت صفراء في اليوم الأول، ثم أصبحت محمرة في اليوم الثاني، أما في اليوم الثالث أصبحت وجوههم سوداء، وبعدها تم القضاء عليهم برجفة أرسلها الله عز وجل عليهم، وماتوا جميعاً، ولم ينجي سوى سيدنا صالح، وعدد من الأفراد الذين أمنوا بالله عز وجل.