وما دام لله فإياك أن تحّكم الزمن. في خلق الزوجين وإذا ما مثّل لنا لك كلمة سبحان ، فيقول ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون) الأزواج هم الزوجين اللذين سيأتي منهما التكاثر، والتكاثر يأتي بالزوجية، في أنفسكم فتتزوجون لتنجبوا أولاداً وفي النبات بتلقيح الأنثى من الذكر، ومما لا نعلم، فحالياً الكهرباء سالب وموجب، وفي الذرة أيضاً. إذن، كل شيء فيه زوجين ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون) ( فسبحان الذي خلق الأزواج كلها) لأنه خلقة الأزواج يجب أن يكونا زوجين صالحين ليتكاثروا. قلنا سابقاً أن الصانع الذي يصنع أكواباً لتخرج على أنها كوباً بحجمها لا يصنعها صغيرة وتكبر بعدها. كما صنعها الصانع تبقى كما هي. معنى كلمة سبحان الله الرقمية جامعة أم. ولا يصنع كوباً أنثى وأخرى ذكراً ويجمعهما فينجبا أكواباً، إذن ( فسبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون). وكل يوم العلم يعطينا الجديد في ضرورة وجود الموجب والسالب والذرات وما فيها. في التسخير كلمة سبحان لا يأتي بعدها إلا شيء يدهش العقل ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) حين تمسون كانت الدنيا مظلمة وبعدها تصبح، فكل شيء نقول عليه سبحان ، ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) كل شيء عجيب تقول سبحان الله تنزيهاً لله.
وعن عبد الله بن بريدة يحدث أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه عن " سبحان الله " ، فقال: تعظيم جلال الله. وعن مجاهد قال: التسبيح: انكفاف الله من كل سوء. وعن ميمون بن مهران قال: " سبحان الله ": تعظيم الله اسم يعظم الله به. معنى كلمة سبحان الله - الطير الأبابيل. وعن الحسن قال: " سبحان الله ": اسم ممنوع لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحله. وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى: " سبحان الله ": تنزيه الله وتبرئته. وقال الطبراني: حدثنا الفضل بن الحباب قال: سمعت ابن عائشة يقول: العرب إذا أنكرت الشيء وأعظمته قالت: " سبحان " ، فكأنه تنزيه الله عز وجل عن كل سوء لا ينبغي أن يوصف بغير صفته ، ونصبته على معنى تسبيحا لله. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء ، وإثبات صفات الكمال له ، فإن التسبيح يقتضي التنزيه ، والتعظيم ، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها ، فيقتضي ذلك تنزيهه ، وتحميده ، وتكبيره ، وتوحيده " انتهى. "مجموع الفتاوى" (16/125) ثانيا: أما معنى ( وبحمده) فهي - باختصار – تعني الجمع بين التسبيح والحمد ، إما على وجه الحال ، أو على وجه العطف ، والتقدير: أسبح الله تعالى حال كوني حامدا له ، أو أسبح الله تعالى وأحمده.