[٥] [٦] وقد اختار الله -عزّ وجلّ- أنبيائه من مثل هذه الأقوام الذين اجتمعت فيهم صفات الكرم، وحسن الخلق، والفضيلة، ومن آبائهم وأمهاتهم النّسب الشريف، فإذا اجتمع هذا النسب مع تلك الصفات، كان ذلك من دواعي كمال الصفات الخَلقية، والخُلُقية، والنفسية، والعقليّة. [٦] أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لنفسه العديد من الأسماء، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ لي أسماءً: أنا محمَّدٌ، وأنا أحمَدُ، وأنا الماحي الَّذي يَمحو اللَّهُ بيَ الكُفرَ، وأنا الحاشِرُ الَّذي يُحشَرُ النَّاسُ علَى قدَمي، وأنا العاقِبُ الَّذي ليسَ بعدَه نبيٌّ) ، [٧] [٨] فأسماؤه -صلى الله عليه وسلم- هي: الأسماء حسب حديث النبي: العاقب هو خاتم الأنبياء، والماحي هو الذي محا الله به سيّئات من آمن به. أسماؤه التي نقلها الإمام الذهبي -رحمه الله- في كتابه تاريخ الإسلام: المقفّي، ونبيّ الرحمة، ونبيّ الملحمة، ونبيّ التوبة. اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم كامل - موقع محتويات. الأسماء الواردة في القرآن الكريم خمسة: عبد الله، ويس، وطه، بالإضافة إلى أحمد ومحمد، أمّا صفاته في القرآن فقد وصفه الله -سبحانه وتعالى- بالرسول، والنبيّ الأميّ، والشاهد، والمبشّر، والنذير، والداعي إلى الله، والسراج المنير، والرؤوف الرحيم، والمذكّر، والمدّثر، والمزمّل، والهادي، ويسمّى بالمتوكّل، والأمين، أمّا كنيته فهي أبو القاسم، وقد تواتر عنه ذلك.
[6] شاهد أيضًا: ما اسم الرسول صلى الله عليه وسلم كامل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث الله تعالى رسوله الكريم محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- رحمةً للعالمين، وشفيعًا للنّاس في يوم الدّين، وكانت بعثته المباركة في مكّة المكرّمة وتحديدّا في غار حراء، وكان رسول الله آنذاك قد بلغ الأربعين من عمره، فنزل عليه جبريل بالوحي من عند الله -تبارك وتعالى- فقال له اقرأ، ورسول الله أمّيٌّ لا يعرف القراءة، وأجابه النّبيّ: ما أنا بقارئ، وكرّر جبريل عليه السّلام الأمر ثلاثًا، حتّى قال قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.
وأما العام فهو الذي يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكنْ له منه ذِرْوتُه وكماله، فَضْلًا من الله عظيمًا، وذلك كرسول الله ونبيِّه وعبدِه، والشَّاهدِ والبشيرِ والنذيرِ، ونبيِّ الرحمة، ونبيِّ التوبة. كثرة أسمائه الشريفة وأوصافه المنيفة صلى الله عليه وسلم: مَنْ تدبَّر أسماءَه صلوات الله وسلامه عليه لم يَجِدْها أعلامًا محضةً لمجرَّد التعريف، كما هو الشأن في أسماء الناس؛ بل يجدها مشتقةً من صفات قائمة به، تُوجب مَدْحَه، وتشيرُ إلى كماله.. اسم الرسول كاملاً - موضوع. وأسماء الأنبياء ليست أعلامًا مجرَّدة؛ ولكنها مع العَلَميَّة نعوتٌ وصفاتٌ تُوجب لموصوفها السَّناء والثناء كما يليق به، وكثرة الأسماء والصفات دليلٌ على العناية بأصحابها، ومن هنا قيل: إنَّ كثرة الأسماء برهانٌ على شرف المُسمَّى. أمهات الأسماء النبوية وأصولها: وَحَسْبُنا في حديثنا هذا أن نلمَّ بمعاني هذه الأسماء الخمسة؛ فإنَّها أمهات الأسماء النبويَّة وأصولها، ومن ابتغى زيادةً في البسط والتفصيل، فليرجع إلى "زاد المعاد" [4] ، و"جلاء الأفهام" [5] ، وكلاهما لشمس الدين ابن القيِّم، ثمَّ إلى "المواهب اللَّدنيَّة وشرحها" [6] ، وعلى هذه الثلاثة أكثرُ تعويلِنا في شرح هذه الأسماء.
وتم ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن هذه الأسماء، الشاهد، والنذير، الداعي إلى الله، المذكر، النعمة، الرحمة، الأمين، والمُدّثر، العاقب، الحاشر، المقفي، أحمد، المصدوق. كما لقب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بأسماء أخرى منها المختار، حبيب الله، أبو القاسم، رسول الله، سيد الكون، محمود، الفاتح، الشهيد، الخليل. البشير، الرشيد، الشافي، الداعي، الناجي، المنجي، الهادي، الرحيم، الأمي، العزيز، المصطفى، الهاشمي، القرشي، الأمير، المنصور، الشافع، الصادق، الكريم، الكامل، والسراج المنير. أصل سيدنا محمد النبي محمد هو عربي الأصل يرجع نسبه إلى قبيلة قريش، ولد في عام الفيل، الثاني عشر من ربيع الأول عام 53 قبل الهجرة. يوم الاثنين، توفي أبوه عبد الله قبل مولده، أثناء عودته من تجارته في المدينة المنورة، حيث دُفن هناك. كانت أمه آمنة بنت وهب، ومرضعته حليمة السعدية، حيث كانت من بين المرضعات المعروفات بأن إدرار اللبن لديهن شديد. وازداد اللبن شدة بعد انتقال الرسول إليها، وازداد الخير في بيتها وكثر الرزق. توفيت أم الرسول عليه الصلاة والسلام وهو لايزال صغيرًا، كان في السادسة من عمره تقريبًا. وكانت حينها عائدة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وتم دفنها هناك في منطقة تسمى "الأبواء".
قال ابن حجر: " ومما وقع من أسمائه في القرآن بالاتفاق الشاهد، المبشر، النذير المبين، الداعي إلى الله السراج المنير، وفيه أيضا المذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين، والمزمل، والمدثر ". الماحي، الحاشر، العاقب: ثبت في أحاديث صحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما ظاهره تحديد عدد أسمائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كحديث جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لي خمسة أسماء: أنا محمّد، وأحمد، وأنا الماحي الّذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الّذي يحشر النّاس على قدمي، وأنا العاقب) رواه البخاري. قال الحافظ ابن حجر: " والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها لم يُسَمَّ بها أحد قبلي، أو مُعَّظمة، أو مشهورة في الأمم الماضية، لا أنه أراد الحصر فيها ". وفي رواية مسلم: أنّ النّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قدَمَيَّ، وأنا العاقِب ـ والعاقِبُ: الذي ليس بعده نبيٌّ ـ، وقد سماه الله رَؤوفاً رحيماً) رواه مسلم. المتوكل: عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( قرأت في التوراة صفة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: محمد رسول الله، عبدي ورسولي، سميته المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ) رواه البخاري.
قلتُ إذاً لا يختارنا. قالت: عرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[ (٢)] (دلائل البيهقي): ٦/ ٤٤٠- ٤٤١، باب ما روى في إخباره بتأمير علي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وقتله فكانا كما أخبر.