من هم الحواريون وما قصتهم ولماذا سموا بهذا الاسم؟ هو ما سيتمّ الإجابة عنه وتقديمه في هذا المقال، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى خلق الناس وجعلهم خلفاء في الأرض وجعل في كلّ أمّةٍ رسولًا، وقد اهتمّ كتاب الله بذكر الأمم السابقة، وذكر الشخصيات الهامّة سواءً الصالحة أو الطالحة، وذلك لأخذ العبرة من تلك القصص والشخصيات، وعبر موقع المرجع سيتمّ التعرف على الحواريين وبيان كل المعلومات عنهم. من هم الحواريون إنّ الحواريين هم صفوة الأنبياء الذين خلصوا لهم، وقيل هم أصحاب عيسى عليه السلام وأنصاره ، فيقال لمن ينصر نبيّه حواري إذا بالغ في نصرته، وذلك تشبيهًا لأصحاب عيسى، وقد ورد عن الزّجاج قوله: "الحواريون خلصاء الأنبياء عليهم السلام، وصفوتهم، قال: والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: الزبير ابن عمي وحواريي من أمتي، أي خاصتي من أصحابي وناصري.
هناك مَن قال: إن المائدة لم تنزل، فعندما علموا الشرط توقفوا عن طلب نزولها وقالوا: لا حاجة لنا فيها، فلم تنزل، وقيل: إن المائدة لم تذكر في كتبهم، لكن رأي جمهور العلماء المسلمين أنها نزلت، وتعد مثل هذه الآياتُ آياتِ امتحان واستدراج، وقد روي أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا ونؤمن بك، قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم، قال: فدعا، فأتاه جبريل فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة، "فاختار عليه الصلاة والسلام باب الرحمة والتوبة". أقول فيما ورد بشأن المائدة، حيث ورد " أن الذين طلبوها امتنعوا عن الأكل منها وكذلك عيسى " وإني أشك في هذا القول؛ فالحواريون هم صفوة أتباع عيسى عليه السلام، ﴿ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 52]، وهل يمتنع مؤمن عن طعام قدمه الله لهم بعد أن طلبوه؟ ولماذا يمتنع عيسى أيضًا عن هذا الطعام؟ فإن مما يقبله العقل أن يُقبِل عيسى وحواريوه على الأكل منها، شاكرين الله على ما أنعم عليهم، متبرِّكين بهذا الطعام الرباني المنزل من السماء، متنعمين بلذته؛ فهو شفاء للأسقام، وعافية للأبدان، ولا يمتنع عن الأكل منها إلا مكابر غير معترف بهذه المنحة الربانية، والمعجزة الخالدة.
[١١] [١٢] موقف الحواريين من دعوة عيسى وصفاتهم صفات الحواريين توجد العديد من الصفات التي اتّصف بها الحواريّون، وفيما يأتي بيانها: الرأفة والخُشوع لما أنزله الله -تعالى-، وهم كثيروا الرحمة بالناس، وشديدوا القناعة والزُّهد والرضا بما أعطاهم الله -تعالى- من الدُنيا. [١٣] الإخلاص لعيسى -عليه السلام-، والدعوة إلى الحق، والإيمان بالله -تعالى-، والتضرُّع إليه ودُعاؤه ، كما كانوا أصفياء النية لله -تعالى-، وأصفياء الأنفُس من الهوى.
________________________________________ 1 ـ آل عمران: 52. 2 ـ بحار الانوار ج 14 ص 278.