الحلم إنّ الحلم خلق وصفةٌ عظيمة اتّصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان مثلًا أعلى في الحلم، فكان واسع الصدر سمح النفس، وهو صاحب الدعوة والرسالة، التي يعاندها الكثير من الناس، بأنواعهم وأشكالهم ودرجاتهم، وكان يقابلهم جميعًا بذات الحلم والصبر، وبحلمه كسب القلوب ومحبة الناس. العدل من اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم العدل، فقد كان من أعدل الناس والذي استقى عدالته من التربية الإلهية، فهو المبلّغ للشريعة والقاضي الأول بين المسلمين، بأحكامه يقتدون ولها يطمئنون، فعدله وسع القريب والبعيد، والكافر والمؤمن، ومن صور عدله أنه قال: "وأيمُ اللَّهِ لَو سرَقَت فاطمةُ بنتُ محمَّدٍ لقطَعتُ يدَها". [6] الشجاعة إنّ الشجاعة هي عنوان القوة ومدار العزّة، وهي من أكرم الخصال التي كانت بين اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، بل كان المثل الأعلى في الشجاعة، وقد هربت أمامه الأعداء والكفار والشياطين في المواجهات الحاسمة، وكان يواجه الصعاب بقلبٍ راسخ وعزيمةٍ ثابتة، وكانت شجاعته في سبيل إعلاء كلمة الله وفي سبيل الحق، حتّى أنّ الصحابة إذا حمي الوطيس في المعارك احتموا برسول الله صلى الله عليه وسلم. 10 من أهم أخلاق الإسلام .. هيا بنا نقتدي بأخلاق رسول الله. التواضع اتّصف النبي صلى الله عليه وسلم بشدّة تواضعه، فكان مضرب المثل في ذلك، فلم يترك للمتواضعين قولًا، ولم يترك للمتكبرين حجة، فكان يخفض جناحه ويتواضع للكبار والصغار والقريب والبعيد، فكلّ الخلق في نظره سواء، وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وخلقه فقالت: "كان بشرًا من البشرِ ؛ يفلي ثوبَه، ويحلبُ شاتَه، ويخدم نفسَه".
اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم هو الموضوع الذي يدور حوله هذا المقال، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل رحمةً للعالمين، وكان رسول الله خاتم النبيين، وهو سيد الخلق أجمعين، اجتباه الله واصطفاه وفضّله على خلقه، وكان صاحب الخلق العظيم والصفات الحميدة، ومن خلال موقع محتويات سيتمّ التعرف كيف كانت أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم. أخلاق العرب قبل الإسلام إنّ الإسلام جاء ليكمّل الأخلاق ويهذّبها، فاخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام كانت خير أخلاق، والعرب قبل الإسلام بالرّغم من وجود الصّفات السيئة والأخلاق المشينة التي نتجت من أدران الشرك والكفر بالله، وكذلك تزيين الشيطان لهم إلّا أنّهم كانوا يمتلكون أخلاقًا كريمة، فمع انتشار وأد البنات وازدراء الفقراء والعبيد، وأكل القوي الضعيف وغير ذلك من سوء الأخلاق، إلا أنّهم بالمقابل امتازوا بالصّدق والكرم والعزّة وحسن الجوار والشهامة والصبر والشجاعة والوفاء. [1] شاهد أيضًا: ما هي صفات الرسول صلى الله عليه وسلم اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم إنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو أحسن الناس أخلاقًا، وهو أكرم الناس والأتقى بينهم، وقد وردت الكثير من الأحاديث المأثورة عن الصحابة الكرام التي يضفون فيها أخلاق النبي، وقال ربّ العزّة في كتابه العزيز: {وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
هذا؛ وصلوا وسلموا على رسول الله..
وأما الحياء والإغضاء، فكان عليه الصلاة والسلام أشد الناس حياء وأكثرهم عن العورات إغضاء، قال أبو سعيد الخدري: كان عليه الصلاة والسلام أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه، وكان عليه الصلاة والسلام لطيف البشرة، رقيق الظاهر، لا يشافه أحدًا بما يكرهه حياء وكرم نفس. قالت عائشة: كان عليه الصلاة والسلام إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لم يقل ما بال فلان يقول كذا وكذا، بل يقول: ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا، ينهي عنه ولا يسمى فاعله. وقالت رضي الله عنها: لم يكن عليه الصلاة والسلام فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخابًا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في العمل. وأما حسن عشرته، وأدبه، وبسط خلقه مع أصناف الخلق فمما انتشرت به الأخبار الصحيحة، قال على رضي الله عنه: كان عليه الصلاة والسلام أوسع الناس صدرًا، واصدق الناس لهجة، والينهم عريكة، وأكرمهم عشرة. وكان عليه الصلاة والسلام يؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم، من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه ويعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه.. وكان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فحاش، ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، قال تعالى: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر" [آل عمران: 159]، وقال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" [فصلت: 34].
فضل الصبر للصبر فضائل كثيرة منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب، فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، قال تعالى: إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ [الزمر:10]. وأن الصابرين في معية الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه، قال تعالى: إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ [البقرة:153]. اخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم هي. قال أبو على الدقاق: ( فاز الصابرون بعز الدارين لأنهم نالوا من الله معية. ( وأخبر سبحانه عن محبته لأهله فقال: وَاللّهُ يُحِبُ الصّابِرِينَ [آل عمران:146] وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين. وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه: وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَابِريِنَ [النحل:126]. وجمع الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجمعها لغيرهم وهي: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى: وَبَشّرِ الصّابِرينَ (155) الّذِينَ إذَآ أصَا بَتتهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ [البقرة:155-157]. وقال بعض السلف وقد عُزِي على مصيبة وقعت به: ( مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال، كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها).
ج1 ص628، رقم ح1683. وفي دلائل النبوة للبيهقي: كتاب: جماع أبواب ما ظهر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات بعد ولادته، وقبل مبعثه - باب: ما جاء في بناء الكعبة على طريق الاختصار، ج2 ص43، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. [4] الحديث الموضوعي: تأليف: مناهج جامعة المدينة العالمية، ص 276، الناشر: جامعة المدينة العالمية، المملكة العربية السعودية، رضي الله عنهم د –ط، د – ت). [5] مسند أحمد بن حنبل: كتاب: مسند أهل البيت، باب: حديث جعفر بن أبي طالب، ج1، ص201، رقم ح1740، وفي صحيح ابن خزيمة: كتاب: الزكاة ، باب: ذكر البيان أن فرض الزكاة كان قبل الهجرة إلى أرض الحبشة، ج4 ص13، رقم ح22260؛ قال: رضي الله عنهم شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن). مكارم الأخلاق وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم – الله معنا | allahm3ana. [6] مفاتيح الغيب: فخر الدين الرازي، ج30 ص601. [7] أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة؛ د/ أحمد عبدالعزيز قاسم الحداد، ج1، ص14، إشراف: أ. د/ عبد الستار فتح الله سعيد، رسالة دكتوراه، بقسم الكتاب والسنة، كلية الدعوة وأصول الدين، وزارة التعليم العالي- المملكة العربية السعودية، 1413هـ. [8] مسند أحمد: كتاب: مسند المكثرين من الصحابة - باب: مسند أبي هريرة رضي الله عنه.
بتصرّف. ↑ سورة العصر، آية: 3. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4918، حسن. ↑ خالد الخراز (2009)، موسوعة الأخلاق (الطبعة الأولى)، الكويت: مكتبة أهل الأثر، صفحة 77، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم: 1053، صحيح. ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 359، جزء 6. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1932، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 223، صحيح. ↑ "الأخلاق: أصولها وتمثلها في الرسول صلى الله عليه وسلم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2020. أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم - الكلم الطيب. بتصرّف. ↑ سورة القلم، آية: 4. ↑ مثنى علوان الزيدي، "كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2020. بتصرّف. ↑ حسن أبو الأشبال الزهري، دروس الشيخ حسن أبو الأشبال ، صفحة 5. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2897، صحيح. ↑ د. أحمد محمد الحوفي (1994)، من أخلاق النبي ، القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، صفحة 59-61.