واللهَ أسأل أن يصرف عنك وساوس الشيطان، وأن يرزقنا وإيَّاك الخشوعَ في الصلاة، آمين.
وعلى هذا عليك ألَّا تلتفت إلى ما يُمليه عليك الشيطان، بل عليك أن تقطع الوسواس من أوله، وتسعى في مخالفة الشيطان، وأن تنتبه وتُحضر ذهنك أثناء العبادة، وأثناء الوضوء، وأثناء الصلاة، وتُقبل على صلاتك وتخشع فيها وتتدبر ما تقرأ، وبذلك ينقطع الوسواس -إن شاء الله تعالى-. وتوجيهنا –أيضًا- لمن حول هذا الشخص المبتلى بالوسواس أنه ينبغي أن يراقبه في أول الأمر، ثم يقول له: اتقِ الله، أنت زدتَ على ما شرع الله في غَسل الأعضاء، وخرجتَ من حيّز السُّنة إلى البدعة، فأنت آثم إذا غسلتَ العضو أكثر من ثلاث مرات، ويُخوِّفه بالله، ولو اقتضى الأمر إلى أنه يؤطر على هذا، كأن يُقفل الماء إذا فرغ من الوضوء الشرعي؛ ليُعان على نفسه، المقصود أن من حوله عليهم أن يبذلوا له النصح بالتوجيه وبالمراقبة، إلى أن يستطيع التخلص من هذا الوسواس.
ما هو الوسواس القهري في الصلاة: بعض المصلين يعاني من وسوسة في الوضوء و الاغتسال والصلاة حيث يكرر الآيات عند قراءة سورة الفاتحة ومنهم من يعيد على بعض أعضاء الوضوء عدة مرات. هذا مصاب بما بات يصطلح عليه ب " الوسواس القهري" وهذا الوسواس يحتاج إلى علاج عند طبيب نفسي، وقد مارس الطب النفسي علاج مثل هذه الحالات، حتى صار له به عناية جيدة، فلا يتأخر من ابتلي في عرض نفسه على الطبيب. الحل لمن ابتلي بالوسواس القهري في الصلاة: وكحل سريع لحالة من ابتلي بذلك عليه أن يصلي مأموما لا منفردا، فالمأموم لا يقرأ لا فاتحة ولا سورة على المذهب الراجح الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية. وإذا ترك شيئا من الأذكار الأخرى كالتكبير والتشهد لا تبطل صلاته فيما عدا تكبيرة الإحرام، والتشهد الأخير. وفي صلاته جماعة خروج من خلاف من أوجبها. ثم ليعلم أن الجهر في موطن السر لا يبطل الصلاة، وتكرار الآيات أو ألفاظ التشهد لا يبطلها كذلك. كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة والقراءة | الموقع الرسمي لمعالي الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - حفظه الله تعالى -. وليعلم أيضا أن الكلام النفسي لن ينقطع عنه إلا بالعلاج، فما الوسواس القهري إلا حديث نفسي بأنك لم تفعل كذا وكذا، أو أنك فعلت ذلك وكذا، ومن كانت حالته كذلك فلا تبطل صلاته. ثم اعلم أنه ليس هناك صوت في الكلام بلا حروف، ولكنه من تداعيات الوسوسة.
تاسعًا: حضور الذِّهن والفكر أثناء الصلاة، وننصحك بمراجعة كتابَيْ: "تعظيم قَدْر الصلاة" لمحمد بن نصر المروزي، و"الصَّلاة" لابن القيِّم. عاشرًا: تدبُّر ما تقرؤه حالَ الصلاة من القرآن وما تسمعه؛ قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، وقال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].
المبدأ العلاجي الأساسي هو التجاهل والتجاهل التام، وتحقير الوسواس، وعدم الخوض فيه، وصرف الانتباه عنه، ومهما كان الوسواس مُلحًّا ومستحوذًا يجب أن يُقاوم، ويجب أن يتم تجاهله. وهنالك تمارين سلوكية بسيطة جدًّا: مثلاً بالنسبة للوضوء - أيها الفاضل الكريم -: أريدك أن تُدرك وأن تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بكمية قليلة من الماء، حُسبت بمعايير هذا الزمان ووجد أنها تقريبًا حوالي لتر إلَّا ربع. أنا أنصحك ألَّا تتوضأ من ماء الصنبور، لا تتوضأ من الحنفية، حدِّد كمية من الماء، ضعها في إبريق، تكون في حدود لتر وليس أكثر من ذلك، وبعد ذلك ابدأ الوضوء، عليك بالنية أوَّلاً، ثم اغسل يديك، وقل لنفسك: (قمتُ بغسل يديَّ)، ثم انتقل للمضمضة والاستنشاق والاستنثار، وهكذا... علاج الوسواس في الصلاة والطهارة. وفي كل مرَّةٍ تؤكد لنفسك أنك قد قمت بالفعل، مع الحرص على مراعاة كمية الماء، يجب أن تكون حريصًا جدًّا على ذلك. بعض الإخوة أنا أنصحهم أيضًا بأن يقوموا بتصوير أنفسهم عن طريق كاميرا التليفون مثلاً، وبعد ذلك بعد انتهاء الوضوء تُشاهد الفيديو الذي قمت بتسجيله، وستجد أن وضوءك صحيح تمامًا. هذا أحد التمارين التي وجدتها جيدة جدًّا، ويمكنك أن تُطبقها.
وكذلك أن الأصل أن من شك هل أتى بركن أم لا ؟ أنه يأتي به بناء على تغليب عدم الإتيان به. لكن هذا في حق الناسي مرة أو مرتين، لكن من أصبح النسيان عادته، والشك ديدنه فإنه يبني على أنه فعل الشيء الذي يشك فيه، ولا يعيده، ويسجد سجدتين قبل السلام ترغيما للشيطان. جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:- من شك في ركن من أركان العبادة أو في فرض من فرائضها ، هل أتى به أم لا ؟ فإنه يبني على اليقين المحقق عنده ، ويأتي بما شك فيه ، ويسجد بعد السلام سجدتين لاحتمال أن يكون قد فعل ما شك فيه ، فيكون ما أتى به بعد ذلك محض زيادة ، وقال ابن لبابة: يسجد قبل السلام ، وفي غلبة الظن هنا قولان داخل المذهب المالكي: منهم من اعتبرها كالشك ومنهم من اعتبرها كاليقين. و يقول الشيخ ابن عاشر – صاحب المرشد المعين: من شك في ركن بنى على اليقين وليسجدوا البعدي لكن قد يبين. قال الشيخ محمد بن أحمد ميارة: ويقيد كلام صاحب هذا النظم بغير الموسوس أو كالمستنكح لأن هذا لا يعتد بما شك فيه ، وشكه كالعدم ويسجد بعد السلام ، فإذا شك هل صلى ثلاثا أو أربعا بنى على الأربع وسجد بعد السلام. وإجمالا فإن الشك على قسمين: مستنكح: أي يعتري صاحبه كثيرا وهو كالعدم لكنه يسجد له بعد السلام ، وغير مستنكح: وهو الذي يأتي بعد مدة وحكمه وجوب البناء على اليقين ، وأن السهو أيضا على قسمين: مستنكح وغير مستنكح.