وتقول الكاتبة والباحثة في الدراسات الإسلامية د. سوسن الشريف لرصيف22: "هناك خطاب انتقائي من جانب علماء الدين، يركز كل الأعباء وكذلك كل العقوبات على المرأة، ويمنح الامتيازات كلها للرجل. نرى ذلك بوضوح في عرض بعض الأحاديث دون توضيح المناسبات التي وردت فيها، أو تفسيرها، مما جعلها تُفهم بشكل خاطئ". وعليه، ينبغي أن نكف عن اتخاذ زواج الرسول كدليل على إباحة تزويج الأطفال، ولنتلمس عوضاً عن ذلك، في سيرته عليه الصلاة والسلام، نموذجاً لعلاقة زوجية عنوانها المودة والرحمة. تربينا على أن الصمت والانصياع هما أقصر الطرق إلى اليقين، لكن بعد أن مر العمر، تأكدنا أن طريق اليقين طويل، طريق مفروش بالأسئلة، بالبحث، والتفكير، والنقاش، لكننا أبداً لن نصل إلى نهايته إذا ظل مفروشاً بالخوف. زواج الرسول من عائشة - بيت DZ. لم أكتب هذا المقال بهدف الإقناع، بل اعترافاً بحقي في السؤال، وأنتم لديكم الحق نفسه.
وفي رواية للنسائي أن النبي عليه السلام دخل عليها وهي تلعب بالبنات (عرائس الأطفال) واستمر هذا اللعب حتى بعد الدخول بها، وبقيت صاحبتها اللواتي كنا يلعبن معها يأتين إليها للعب معها، وفي هذا تقول عائشة حسب رواية البخاري وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه (يتغيبن منه ويدخلن من وراء الستر) فيسرِّبًهن (يرسلهن) إلي فيلعبن معي. ومن يتابع رواية أبي داود لحوار النبي مع عائشة عندما سألها عن لعبها يجده حوارا كبيرا مع طفلة صغيرة ساذجة حيث قال لها: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه. فهل تدل تلك التصرفات والإجابات على شخصية بالغة؟ هذا الذي حمل الفقيه ابن شبرمة على اعتبار هذا الزواج خصوصية للنبي عليه السلام خروجاً من ذلك الإشكال، وذهب إلى عدم جواز زواج الصغيرة قبل البلوغ، وهو الاجتهاد الذي ساعد ومكَّن التشريعات العربية من الاعتماد عليها للتكيف مع الواقع. حديث زواج النبي بعائشة وهي بنت ست سنين. وتبيِّن الروايات أنَّ النبي عاش مع السيدة عائشة تسع سنين ومات عنها ولها من العمر ثماني عشر سنة، وهذا يعني أنها تزوجت في الوقت الذي لم تكن بحاجة فيه للزواج وعندما أصبحت بحاجة للزوج والزواج أضحت بلا زوج، لأنه يحظر على أمهات المؤمنين لقوله تعالى" وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا".
والاهتمام بالنكاح وجعله أمرا عظيما بينهم من أعظم المقاصد، فأبقى النبي صلى الله عليه وسلم أصلها، وغير وصفها. وذلك أنه ضم مع هذه المصالح مصلحة أخرى وهي: أنه ينبغي أن يضم في كل ارتفاق ذكر مناسب له، وينوه في كل عمل بشعائر الله، ليكون الدين الحق ناشرا أعلامه وراياته، ظاهرا شعاره وأماراته، فسن فيها أنواعا من الذكر كالحمد والاستعانة والاستغفار والتعوذ والتوكل والتشهد وآيات من القرآن. وأشار إلى هذه المصلحة بقوله: «وكل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الحذماء». وقوله «كل كلام لا يبدأ فيه بحمدالله فهو أجذم». وقال صلى الله عليه وسلم: «فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح» الدعاء بعد العقد يستحب الدعاء لكل واحد من الزوجين بالمأثور: 1- فعن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان أي إذا تزوج قال: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير». 2- وعن عائشة قالت: «تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم، فأتتني أمي فأدخلتني الدار، فإذا نسوة من الانصار في البيت، فقلن: على الخير، والبركة وعلى خير طائر» رواه البخاري وأبو داود. 3- وعن الحسن قال: تزوج عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه امرأة من بني جشم.
تضيف عائشة في هذه الرواية قولها: وَأَنَا عَلَى الأُرْجُوحَةِ، وَمَعِي، صَوَاحِبَاتِي فَأَدْخَلْنَنِي بَيْتًا فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ. سنن أبي داود، النسخة العربية: كتاب الأدب 4938 ـ النسخة الإنكليزية: المجلد 3 الكتاب 36 الفصل 1770 العدد 4918 صفحة 1374 الدليل الرابع عشر قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ـ قَالَتْ ـ فوالله إِنِّي لَعَلَى أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عَذْقَيْنِ فَجَاءَتْنِي أُمِّي فَأَنْزَلَتْنِي وَلِي جُمَيْمَةٌ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ سنن أبي داود، النسخة العربية: كتاب الأدب 4939 ـ النسخة الإنكليزية: المجلد 3 الكتاب 36 الفصل 1770 العدد 4915 ـ 4919 صفحة 1374 د- الترمذي الدليل الخامس عشر " قال أحمد وإسحق إذا بلغت اليتيمة تسع سنين فزوجت فرضيت فالنكاح جائز ولا خيار لها إذا أدركت واحتجا بحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بها وهي بنت تسع سنين وقد قالت عائشة إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة. " قال الترمذي: حديث حسن. 1109 كتاب النكاح عن رسول الله، باب ما جاء في إكراه اليتيمة على التزويج.
أ- صحيح البخاري الدليل الأول حدّثني عبيد بن اسماعيل: حدّثنا أبو اسامة عن هشام عن أبيه فال: توفّيت خديجة قبل مخرج النبي إلى المدينة بثلاث سنين، فلبث سنتين أو قريباً من ذلك ونكح عائشة وهي بنت ستّ سنين، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين. المجلد 5 الكتاب 58 العدد 236 صفحة 153 الدليل الثاني الفكرة نفسها مكررة في المجلد 5 الكتاب 58 العدد 234 صفحة 152 من صحيح البخاري الدليل الثالث حدثنا عروة: تزوّج النبيّ عائشة وهي ابنة ستّ وبنى بها وهي ابنة تسع ومكثت عنده تسعاً. أي حتى موته البخاري، المجلد 7 الكتاب 62 العدد 88 صفحة 65 ب- صحيح مسلم الدليل الرابع عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ تَزَوَّجَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِسِتِّ سِنِين َ وَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِين َ. قَالَتْ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَوُعِكْتُ شَهْرًا فَوَفَى شَعْرِي جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمُّ رُومَانَ و َأَنَا عَلَى أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا وَمَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي فَأَوْقَفَتْنِي عَلَى الْبَابِ. فَقُلْتُ هَهْ هَهْ. حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِي فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ.
انتهى الجواب والله الموفق للصواب.