صديقي أخي ياحبيبي الأخير.. ها أنتَ ترحل عنا لتترك في القلب حسرة وفي العين دمعة وفي الحلق غُصّة. نشيد أخي جاوز الظالمون المدى مقطع بمخيم مرج الزهور 1993 - كلمة وُد. عامٌ يمر وآخر يأتي، وبينهما أنا أفتقدك، أراكَ بسَحنَتِكَ الجميلة، وبطلعتكَ البهية، تحدثنا بضمير نقي، أنقى من البلّور عن معنى الشهادة والدفاع عن حياض الوطن والدين، ونصغي إليكَ نفتش عنا، ونسأل عن هذا المعنى الجميل والراقي للشهادة الذي لم يكن بالنسبة لكَ كلاماً عابراً، ولامعنى للاستهلاك الآدمي، ولكنه تمثل حقيقي، واختيار فذ، وتعبير عن امتلاك الإنسان حريته التي وهبها الله له, وأنتَ قد اخترتَ ذلك لتكون في مقام الشهداء والصالحين إن شاء الله. أخي الحبيب: لقد جاوز الظالمون المدى، ونحنُ نتقلب على جمر أحلامنا، ونرجو وطناً من فسحة عيش وحرية وانتماء إلى ماهو جدير ببني البشر، بالإنسان كما كرمه الله. لذلك نستمد منكَ عافيتنا في النضال، والمضي إلى فعل الإخصاب الوجودي، وتحقيق ما لابد منه بخيار حاسم لارجعة فيه النصر أو الشهادة. وأنتَ من سنَّ هذا القانون، وتمثله، وعمل به، واختار الشهادة، وليس بعدها سوى الوفاء، والوفاء لكل دمٍ أريق وحياة قُهرت. أ خي ياصديقي حبيبي الآخير.. ستظل أنتَ فينا ماثلا بعظمة مواقفكَ، برجولتكَ، بإرادتكَ التي قُدتَ من فولاذ، وصنعتَ حياة أخرى، نحسب أنك فيها منعماً، ونحن فقط من نعاني من فقدِكَ وغيابِكَ عنا، ولكن روحك الباقية، هي التي تنشر السكينة وتفعل في القلب مايستحق الحياة.
07/02/2010, 04h42 عضو سماعي رقم العضوية:450980 تاريخ التسجيل: août 2009 الجنسية: سورية الإقامة: سوريا المشاركات: 35 عبد الرزاق محمد الفنان عبد الرزاق محمد من المطربين السوريين الذين تفتحت براعم أصواتهم من خلال اذاعة دمشق ظهر في بداية السبعينات من القرن الماضي تأثر بالفنان كارم محمود وسجل بعض أغانيه منها عنابي.
أي إن قضية فلسطين هي مشروع سياسي نهضوي قومي في مواجهة الإمبريالية التي نجحت في تقسيم بلاد الشام كي تؤمن الحياة للمشروع الصهيوني في فلسطين. وهي قضية تحرر وطني أيضًا، لكن من المحال أن يتمكن الشعب الفلسطيني وحده من أن يحرر وطنه، وأن يعود إلى أرضه من دون مساهمة نطاقه القومي في معركة التحرير؛ فهي، بهذا المعنى، قضية قومية تمامًا. ومع أن اليسار الثوري الأممي في أوروبا، خصوصًا بعد انتفاضة الطلاب في باريس في أيار 1968، وكذلك اليسار الثوري الأممي في أميركا (الهيبيز على سبيل المثال) كانا يُلهبان خيالنا في إمكان تحطيم الإمبريالية من الداخل، إلا أن جذوة القومية التحررية ظلت لصيقة بأفكارنا بعمق مع تأثرنا القوي بتجربة كوبا وتجربة فيتنام، ومع تعلقنا بالمثال الثوري النادر أرنستو غيفارا (تشي) ورفيقه فيديل كاسترو. كانت قضية فلسطين، وما برحت، قضية هوية أولًا حيث لا فكاك منها في أي حال، ولم ينجُ منها أحد. أما في ميدان الثقافة السياسية فهي قضية عدالة، وحق من حقوق الفلسطينيين كأفراد وكشعب، أقصد بذلك حق العودة. غير أن قضية فلسطين اليوم، بعدما دارت السنون دوراتها، وتغيّرت الوقائع، وتحوّلت الأحوال، وتشرذَم العربُ، وخَرِبَ العراق، وتبددت معالم العمران في الشام، باتت أكثر تعقيدًا، وصارت عناصرها التكوينية أكثر تشابكًا.