عنوان الكتاب: ديوان عروة بن الورد أمير الصعاليك المؤلف: عروة بن الورد المحقق: أسماء أبو بكر محمد حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: دار الكتب العلمية سنة النشر: 1418 - 1998 عدد المجلدات: 1 عدد الصفحات: 103 الحجم (بالميجا): 1 تاريخ إضافته: 30 / 10 / 2009 شوهد: 26096 مرة رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: الكتاب
وقد اشتهر روبن هود ببراعته في رميه للسهام والفروسية الشجاعة، وقيل أنّه لم يكن فردانيّا بالمطلق في صراعه الطبقي، وإنّما كان ينتمي إلى مجموعة مؤلفة من 140 شخص يطلق عليهم اسم "الرجال المبتهجون" في مدينة "نوتينغهام"، فباتت هذه البيرسونا علما في الفولكلور الإنجليزي في دفاعها عن المضطهدين في وجه النظام الملكي الإقطاعي. وكما اختلفت التصورّات في حق الصعلوك العربي بين بيرسونا المتمرّد واللص والفيلسوف والمخلوع والمناصر للفقراء، واختلفت كذلك في روايات مختلفة عن روبن هود بين كونه محاربا للفساد والطبقية وكونه سفّاك دماء متمرّد أو من قطّاع الطرق والمرتزقة. بين عروة بن ورد العبسي "الصعلوك" في المجتمع الصحراوي القبلي الأستقراطي وروبن هود "الخارج عن القانون" في المجتمع الملكي الإقطاعي، تلتقي النزعة العربية والنزعة الأوروبية في خلقها لهذه الشخصية المتمرّدة التي تقف كثورة مضادة فردانية أمام الظلم الطبقي. ولا يمكن إطلاقا أن نغفل عن وجه التقارب بين الشخصيتين، فكان العقل العربي سبّاقا بمئات القرون في حاجته لوجود هذه الظاهرة الاجتماعية الفردانية في فئة من مجتمعاتها، وكانت هذه الظاهرة العربية المتمثلّة في "الصعلوك العربي" جسرا للوعي الطبقي للمجتمع الأوروبي ليخلق شخصية مماثلة اسمها "روبن هود".
وكيف لو ظلت تثني عليه حتى بعد فراقه! ألا يجعلنا ذلك نجزم أن عروة كان حقًا كريم الأخلاق، ويستحق بجدارة لقب أمير الصعاليك! عروة بن الورد في سطور:- هو عروة بن الورد العبسي، الغطفاني، القيسي، المضري. أما والده؛ فهو الورد بن زيد بن عبد الله بن ناشب من بني عبس القيسية المضرية، ينتمي إلى نسب أصيل معروف ومشهود له، وله في تاريخ قبيلته أثر لا يمكن محوه، فبحسب ابن الأثير، فقد كان للورد دوراً بارزاً في حرب داحس والغبراء الشهيرة بين عبس وذبيان، كما تصدى لمهمة قتل هرم بن ضمضم المري الذي تناوله عنترة العبسي في معلقته المعروفة. والدة عروة غريبة عن عبس، فانتماؤها لقبيلة يمنية صغيرة مغمورة تدعى "نهد"، وهو الشيء الذي خلَّف في نفس عروة أثراً بالغاً، باعتبار أمه نزيعة (نزائع القبائل غرباؤهم الذي يجارون قبائل ليسوا منهم بحسب ابن منظور)، وهذا ما مثَّل طعناً في كرم منبت عروة، وهو الأمر الذي قد يكون أحد أسباب جنوحه إلى الصعلكة. تعرف أكثر على عمرو بن كلثوم.. الشاعِر الفحل والفارس الشجاع عرب ما قبل الإسلام تمتعوا بمجموعة من الخصال الحميدة المصادر:- الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، الجزء الثالث، ص 74:77، دار الفكر، الطبعة الثانية.
ساءت الأيام على بني عبس ورفض عروة دعوة رجال القبيلة للإغارة على القبائل الأخرى تاركين خلفهم النساء والفقراء والضعفاء بلا مأكل أو مشرب، فقام ببناء خيمةٍ جمع فيها المنهكين وقدم لهم الطعام والماء حتى استعادوا قوتهم، ثم عمل على إقناع بعضهم بالإغارة معه، فدعيت خيمة الصعاليك حيث تشاركوا غنائمهم وجوعهم. تكرر غارات عروة وصعاليكه ما أصبح يشكل تهديدًا على بني عبس بسبب طلب القبائل التي يصيب منها الصعاليك تعويضًا، على الرغم من تعليمات عروة الصارمة بعدم قتل أحد وسرقة الغني دون غيره بقدر الحاجة فقط، كما كثرت الخلافات بين الصعاليك أنفسهم بعد تغير أحوالهم وازديادهم قوةً فكان وجود عروة ضروريًا لتذكيرهم بواجبهم في مساعدة الفقراء وحل الخلافات بينهم. توالت السنين وأضحى صعاليك عروة ميسوري الحال فافترقوا وجُنّد غيرهم، وانشغل عروة بأولاده وغاراته مع أخيه وابن عمه استكمالًا لغايته في إنجاد الفقير ورد الجوع عن عائلته، حتى تركته زوجته وعادت إلى موطنها لدى بني كنانة، فتغير حال عروة وبدأ يفقد تركيزه أثناء غاراته مع صعاليكه حتى قتل في إحداها قبل الإسلام. حقق عروة مكانةً مهمة بين العرب، حيث رفع شأن الصعلكة وجعل منها مذهبًا اجتماعيًا يسند الفقراء بعضهم من خلاله، متبنيًا مبادئًا فكرية عن المساواة والعدل بين الناس سابقةً لأوانها في العصور الجاهلية، كما عرف بفصاحة لسانه التي جعلته من أهم شعراء الجاهلية وليس فقط شعراء الصعاليك، فله ديوان شعرٍ تم جمعه من قبل الأصمعي وابن السكيت حيث قام الأخير بشرحه كذلك، وهي أشعار قالها في متفرقات الأوقات إما في الغزو، أو عن زوجته، أو عن أمه، أو عن الفقر أو الصعلكة وغيرها، تثبت كرمه وشجاعته ومروءته ورجاحة عقله، فكان الناس يأتمّون بشعره على الرغم من شعر عنترة بن شداد الشاعر الجاهلي البارز من قبيلة عبس.
شعراء العصر الجاهلي (400 ~ 610 ميلادية) يعدّ الشعر في العصر الجاهلي شعرًا ناضجًا من حيث اللغة ودقّة التصوير، ولا يمتدّ زمنُه لأكثر من مئتيْ عام قبل الإسلام ،خلّف لنا الشعر الجاهلي المعلقات السبع الشهيرة والتي تعتبر من روائع الشعر العربي. الشعراء المخضرمون (610 ~ 630 ميلادية) ليس هنالك فرقًا كبيرًا بين الشعر الجاهلي والشعر المخضرم حيث الإيجاز وقوة التعبير، وطريقة النظم، فالشعر المخضرم جاهلي في أصله لكنه يمتاز بتلك النفحة الدينية التي نفحه بها الإسلام بعد ظهوره. شعراء صدر الإسلام (630 ~ 662 ميلادية) هو العصر ما بين حكم الرسول والخلفاء الراشدين و بني أمية ،أحدث ظهور الإسلام تحولاً جذرياً في حياة الأمة العربية فكان لابد لهذا الحدث العظيم من أن يعكس صداه القوي في الحياة الأدبية. شعراء العصر الأموي (662 ~ 750 ميلادية) أتاح هذا العصر للشعر والأدب الازدهار والتطور بسبب وجود تغيرات كثيرة سياسية واجتماعية ودينية و نقل الأمويون حاضرة ملكهم إلى بيئة جديدة تغاير بيئة الحجاز هي الشام. شعراء العصر العباسي (750 ~ 1517 ميلادية) يعد أزهى العصور العربية حضارة ورقياً، كما أنه أطولها زمناً ، تأثر فيه الأدب بعوامل مختلفة سياسية وبيئية كان في مقدمة ما تطلع إليه بنو العباس التمركز في حاضرة جديدة بعيداً عن دمشق موطن الأمويين.
أفي كُلِّ يومٍ أنت رامٍ بِلادها بعينينِ إنساناهُما غرقانِ ؟ ألا فاحملاني ، بارك الله فيكما إلي حاضر الروحاء ثم دعاني ألِما على عفراءَ إنكما غداً بشحط النوى والبين مُعترفانِ أغركما مني قميصٌ _ لبسته _ جديدٌ وبُردا يمنةِ زهيانِ!