ﵟ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﰤ ﵞ سورة الدخان أهؤلاء المشركون المكذبون بك - أيها الرسول - خير في القوة والمنعة، أم قوم تُبَّع والذين من قبلهم مثل عاد وثمود، أهلكناهم جميعًا، إنهم كانوا مجرمين. المزيد ﵟ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﰍ ﵞ سورة ق وكذب قوم شعيب أصحاب الأيكة وقوم تُبَّعٍ ملك اليمن، فثبت عليهم ما وعدهم الله من العذاب. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الدخان - قوله تعالى أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم - الجزء رقم27. ضرب المثل بقومه ﵟ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﰋ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﰌ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﰍ ﵞ كذبت قبل هؤلاء المكذبين بك - أيها الرسول - أقوام بأنبيائهم، فكذبت قوم نوح وأصحاب البئر، وكذبت ثمود. المزيد
{ إِنَّ هَذَا} العذاب العظيم { مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} أي: تشكون فالآن صار عندكم حق اليقين.
وقوله - سبحانه -: ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ... ) تهديد لهم على جهالاتهم وإصرارهم على كفرهم. والمراد بتبع: أبو كريب بن مليك ، ويسمى بتبع الحميرى. وهو أحد ملوك حمير. وكان مؤمنا ، وقومه كانوا كافرين فأهلكهم الله. وإليه ينسب الأنصار ، ولفظ ( تُبَّعٍ) يعد لقبا لكل ملك من ملوك اليمن ، كما أن لقب فرون يعد لقبا لمن ملك مصر كافرا.. أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ | تفسير القرطبي | الدخان 37. أى: إن هؤلاء الكافرين المعاصرين لك - أيها الرسول الكريم - ليسوا خيرا من قوم تبع ، الذين كانوا أشد منهم قوة وأكثر جمعا ، فلما لجوا فى طغيانهم أهلكهم الله - تعالى - وإن مصير هؤلاء المشركين - إذا ما استمروا فى عنادهم - سيكون كمصير قوم تبع.. فالمقصود من الآية الكريمة تحذير الكافرين من التمادى فى الضلال ، لأن هذا التمادى سيؤدى بهم إلى الخسران ، كما هو حال قوم تبع الذين لا يخفى أمرهم عليهم. والمراد بمن قبلهم فى قوله - تعالى -: ( والذين مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ): الأقوام السابقون على قوم تبع ، كقوم عاد وثمود وغيرهم. أو على هؤلاء الكافرين المعاصرين للنبى - صلى الله عليه وسلم -. أى: والذين من قبل قوم تبع أو من قبل قومك من الظالمين ، أهلكناهم لأنهم كانوا قوما مجرمين.
والظاهر من الآيات: أن الله سبحانه إنما أراد واحدا من هؤلاء، وكانت العرب تعرفه بهذا الاسم أشد من معرفة غيره؛ ولذلك قال عليه السلام: (ولا أدري أتبع لعين أم لا). ثم قد روي عنه أنه قال: (لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا) فهذا يدلك على أنه كان واحدا بعينه؛ وهو - والله أعلم - أبو كرب الذي كسا البيت بعد ما أراد غزوه، وبعد ما غزا المدينة وأراد خرابها، ثم انصرف عنها لما أخبر أنها مهاجر نبي اسمه أحمد. وقال شعرا أودعه عند أهلها؛ فكانوا يتوارثونه كابرا عن كابر إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فأدوه إليه. ويقال: كان الكتاب والشعر عند أبي أيوب خالد بن زيد. وفيه: شهدت على أحمد أنــه ** رسول مـن الله باري النسم فلو مد عمري إلى عمره ** لــكنت وزيرا له وابن عم وذكر الزجاج وابن أبي الدنيا والزمخشري وغيرهم أنه حفر قبر له بصنعاء - ويقال بناحية حمير - في الإسلام، فوجد فيه امرأتان صحيحتان، وعند رءوسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب {هذا قبر حُبَّى ولميس} ويروى أيضا {حبي وتماضر} ويروى أيضا {هذا قبر رضوى وقبر حب ابنتا تبع، ماتتا وهما يشهدان أن لا إله إلا الله ولا يشركان به شيئا؛ وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما}. قلت: و""روى ابن إسحاق وغيره"" أنه كان في الكتاب الذي كتبه: (أما بعد، فإني آمنت بك وبكتابك الذي أنزل عليك، وأنا على دينك وسنتك، وآمنت بربك ورب كل شيء، وآمنت بكل ما جاء من ربك من شرائع الإسلام؛ فإن أدركتك فبها ونعمت، وإن لم أدركك فاشفع لي ولا تنسني يوم القيامة، فإني من أمتك الأولين وبايعتك قبل مجيئك، وأنا على ملتك وملة أبيك إبراهيم عليه السلام}.