أيها المُوحِّدُون: من العجيب أنَّ الكفار أصبحوا يتكلمون بلسان أمة الإسلام، فنصبوا أنفسهم وكلاء على المسلمين، وكأنَّ المسلمين لم يبلغوا سن الحُلُم، أو ما أشبه ذلك، فلقد أصبحوا يفاوضون, بل ويحكمون بأن على الفلسطينيين أن يكفوا عن عملياتهم كما يصفونها بالإرهابية، وعليهم.. وعليهم..!. - ولا حول ولا قوة إلا بالله-. فأصبح الكفار هم العقلاء والمسلمون ليسو كذلك!.
ت + ت - الحجم الطبيعي كلمة الرويبضة اسم مصغر مؤنث اللفظ، وهو تصغير الرابضة. وأصل معنى الرابضة: الذي يرعى الغنم. والكلمة من مادة (ر ب ض) يقال: ربضت الغنم، وبركت الإبل، وجثمت الطير. وقال الجوهري في الصحاح: ربوض البقر والغنم والفرس والكلب مثل بروك الابل وجثوم الطير، تقول منه: ربضت الغنم تربض ربوضا. والمرابض للغنم كالمعاطن للإبل: واحدها: مربض على وزن مجلس، والربيض: الغنم برعاتها المجتمعة في مربضها. وقال في اللسان: الربيض والربضة: شاء برعاتها (مع رعاتها) اجتمعت في مربض واحد. وربض الغنم: مأواها الذي يؤويها وتستريح فيه وتبات فيه. الرويبضة والرابضة. وفي الحديث: مثل المنافق مثل الشاة بين الربضين اذا اتت هذه نطحتها. ورواه بعضهم بين الربيضين. فـ (بين الربضين) اي بين مربضي غنمين اذا اتت مربض هذا الغنم نطحها غنمه، و (بين الربيضين)، الربيض الغنم نفسها. والربض الموضع الذي تربض فيه. اراد ان ذلك المنافق كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم او بين مربضيهما. والحديث موصول بقوله تعالى: (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا الى هؤلاء). وفي حديث الفتن: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر من اشراط الساعة ان تنطق الرويبضة في امر العامة.
أن «المشائخ» كانوا وراء كل القيود التي عانوا منها عشرات السنين، وأنهم - أي المشائخ - حاربوا أهواءهم وبشدة. ولم يكن ثمة فرصة أفضل من هذه, ليكيلوا التهم لعلماء البلاد ومن ينصح لولاة أمرها, عن طريق إسقاط المشائخ وفتاواهم التي تغيظهم، وفي سبيل هذا فلا مانع من القول بأن هذا الشيخ أو ذاك يعمل ضد أهداف البلاد!
الرويبضة هو الرجل التافه الذي يتكلم بأمور العامة، أو الفاسق الذي يسخّر الدين لخدمة شهواته وأهوائه، والزمن الذي يكثر فيه الرويبضة زمن تكثر فيه الفتن، وهو من العلامات المرتبطة بقيام الساعة، وخروج الدجال، فعلى المسلم أن يداوم على التعوذ من الفتن في صلاته وقيامه. يتناول المقال المواضيع التالية: التعريف بلفظ الرويبضة لغةً واصطلاحًا. ذكر زمن الرويبضة وحال الناس فيه. الصفات التي يُعرف بها الرويبضة.
المسلمة الثانية: إذا كان فكر الغلو خطراً على المجتمع, فإن الفكر العلماني لا يقل خطورة بل هو أشد, إذ هو أطول مدة ولا يظهر بخلاف صاحب الفكر الغالي, بل إن من أسباب نشوء الغلو الذي لا يقرّ وجود مثل هذه الطروحات التي تريد أن تقصي الدين وتجعله في أضيق الحدود, ولئن كانت البلاد وولاة أمرنا سعوا للقضاء على فكر الغلو والإفراط فإن المؤمل من ولاة أمرنا -حفظهم الله- أن يتصدوا لأصحاب فكر التفريط والفساد, الذين يريدون لأمة الإسلام أن تكون تابعة للغرب, الذين يريدون أن تكون بلاد الحرمين كضاحية من ضواحي أوربا كما نطقوا بذلك, الذين يريدون أن يقضوا على مظاهر التمسك بالدين والتي هي مصدر عز البلاد ورفعتها. المسلمة الثالثة: إن من سمات أصحاب الفكر العلماني إن صحت التسمية أنه ينتهز الفرص لهز الثوابت, وما قضية الهجمة على الهيئات لأجل حدث واحد وعلى تعليم البنات لأجل حدث عابر إلا نموذج, إننا نعتقد أن فتوى شيخ أو عضو من هيئة كبار العلماء ليست هي السبب في كل هذه المعركة ضده، بل هي الوسيلة لحرب أكبر لا علاقة له فيها البتة غير انتمائه لتيار يكرهه أولئك بصورة لا مثيل لها. فكل علماء المملكة يقولون بحرمة الاختلاط، وكل من تولى الإفتاء في هذه البلاد يقول بحرمة الاختلاط، وهم يعرفون أن مثل هذه الآراء ليست بجديدة ولا شاذة، وإنما هذه الحملة التي رفعت لوائها الصحف هي لأجل!
الخطبة الأولى: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمداً عبده ورسوله اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. ونطق الرويبضة. أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). روى ابن ماجه وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " سيأتي على الناس سنوات خداعات, يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق, ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين, وينطق فيها الرويبضة " قيل: وما الرويبضة ؟. قال: " الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " وفي لفظ عند أحمد " الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ". معشر الكرام: ومن تأمل زماننا ونظر في كثير من صحفنا واستمع لبعض منابر إعلامنا علم أنه ربما لم تنطق الرويبضة كما نطقت اليوم, فالصحف من أوسع أبوابها تفتح للرويبضة الذين لا يعرفون من الدين إلا رسوماً وأطلالاً, فيتكلمون في أعضل مسائله ويخوضون في صميمه ليخبطوا في الدين خبطا.