[4] كذلك فقد أغار السليك على بكر بن وائل فقتل منهم يزيد بن رويم الشيياني وأخذ جميع إبله. [5] وأغار السليك بن سلكة على قبيلة تغلب وأخذ رجل منهم يقال له النعمان بن عقفان التغلبي ثم فكه. وكانت أكثر غزواته في جنوب الجزيرة العربية على قبائل اليمن من خثعم ومذحج وبجيلة وغيرها. مصادر ^ ابن دريد – الإشتقاق، ص 246. ^ أبو الفرج الأصفهاني – الأغاني، المجلد العشرون ص 345. السلكة ترثي ابنها السّليك – مدونة مدوحم الفيفي. ^ أبو الفضل الميداني - مجمع الأمثال، المجلد الثاني ص 9-10. ^ أبو الفرج الأصفهاني - الأغاني، المجلد العشرين ص 352. ^ ديوان السليك بن سلكة، ص 15. السليك بن السلكة - من موقع الضويحي الأدبي. الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني. أخبار السليك بن السلكة ونسبه. وصلات خارجية أشعار السليك بن السلكة - من موقع الضويحي الأدبي.
السليك بن عمير بن يثربي بن سنان السعدي التميمي (17 ق. هـ/ 606م) أحد شعراء العصر الجاهلي الصعاليك. اختلف في اسم أبيه، فذكر ابن حبيب في (المحبَّر) أن أباه (يثربي)، وذكر في كتاب (فيمن نُسب إلى غير أبيه) أن أباه (سنان). السليك بن السلكة - أرابيكا. أما أمه فلم يختلف الناس في اسمها، وإليها نُسب وهي: (السُّلكة) وكانت أَمَة سوداء زنجية، ورث منها قبح الوجه وضآلة الجسم والسواد، حتى عُدَّ من أَغربة العرب. نشأ في كنف أمّه، التي أكسبته العبودية والهُجْنة، فرأى الذل والفقر والصَّغار على الرغم من أن أباه حُرُّ، وإن انتمى إلى فرع ضعيف كثر فيه الفقراء من بني سَعْد، ولم تذكر المصادر شيئاً عن أسرته، بيد أن شعره يشي بأن له ولداً يسمّى حرباً وبه يكنى. ولقب السُّليك بالرِّئبال ـ وهو الأسد الهصور، أو الذِّئب الجريء ـ لأنه اتصف بالجرأة والفتك، كما لُقّب بسُليك المَقَانب، لأنه كان يطمح إلى أن يصبح ذا خيل كثيرة، إذ كان يغزو على رجليه، وغالباً ما يسبق الخيل. كان السليك فاتكاً شديد البطش بخصومه، حتى عُدَّ من شياطين الجاهلية، وكان خبيراً بالفلوات والمسالك حتى قيل: كان من أدلّ الناس بالأرض وأعرفهم بمسالكها. وتعددت الأخبار حول هذا كما تعددت في وصف سرعته وضرب به المثل فيها، فقيل: أَعْدى من السُّليك.
ولأبي العشائر: [البسيط] سطا علينا ومن حاز الجمال سطا... ظبي من الجنة الفردوس قد هبطا له عذاران قد خطّا بوجنته... فاستوقفا فوق خدّيه وما انبسطا وظلّ يخطو فكلّ قال من شغف:... يا ليته في سواد الناظرين خطا! ومع هذا الميل، كان نزيه النفس، رفيع الهمة، سليم الناحية، وكان في الجود غاية، وفي الشجاعة نهاية، وفي الشعر آية. وإذا كان المتنبي الذي هو أشعر الناس عند الأكثرية، يقول حين عوتب في آخر أيامه على فتور شعره: قد تجوّزت في شعري، وأعفيت طبعي، واغتنمت الراحة، مذ فارقت آل حمدان، ومنهم الذي يقول- يعني أبا العشائر: أأخا الفوارس لو رأيت مواقفي... والخيل من تحت الأسنة تنحط لقرأت منها ما تخطّ يد الوغى... والبيض تشكل والأسنة تنقط فهكذا تستعار المعاني البديعة في الألفاظ الرفيعة؛ فما ظنك بمن يثني عليه المتنبي هذا الثناء! *** وممّن وصف غلاما فأحسن، الأمير تميم بن المعزّ صاحب مصر، حيث يقول: [الطويل] وبات ضجيعي منه أهيف ناعم... وأدعج وسنان وألعس أشنب كأنّ الدجى من لون صدغيه طالع... وشمس الضّحى في صحن خدّيه نغرب وقال أيضا: [البسيط] يا ليلة بات فيها البدر معتنقي... وكانت الشمس فيها بعض جلّاسي وبتّ مستغنيا بالثّغر عن قدحي... وبالخدود عن التّفاح والآس وقال أيضا: [مجزوء الكامل] ورد الخدود أرقّ من... من هو السليك بن السلكة - بيت DZ. ورد الرياض وأنعم هذا تنشّقه الأنو... ف وذا يقبّله الفم فإذا عدلت فأفضل ال... وردين ورد يلثم قوله: «ندوته» ، أي مجلسه.
هنا قرر السليك أن ينطلق ليجمع أخبار الحي، وذلك بعد اتفاقه مع رفيقيه على عزمه العودة إن كان هناك فرسان في الجوار، إما إن لم يكن هناك أي منهم؛ فإنهُ سيبعث لهما بإشارةٍ تفيد بذلك. فجاء السليك الرعاء فلم يزل بهم يتسقَّطهم حتى أخبروه خبر الحيّ، فإذا هو بعيد. فقال السليك: ألا أُغنيكم؟ قالوا: بلى، فَرَفَع عقيرته يتغنِّى: يَا صَاحِــــبَيَّ أَلَا لاَ حَــيَّ بِالوَادِي.. إِلَّا عَبِيــدٌ وَأمٌ بَيـنَ أَذوَادِ أَتَنظـــرانِ قَليـــلاً رَيثَ غَفلَتِهِم.. أَم تَعــدُوَانِ فإنَّ الرِّيــحَ لِلعَادِي فلمَّا سمعا ذلك؛ أطردا الإبل فذهبا بها! مع بني شيبان:- قيل: إن السليك خرج يريد أن يُغير في ناسٍ من أصحابه، فمرَّ ببني شيبان، والناس مُخصبون في عشية ربيع فيها ضبابٍ ومطر، فإذا هو ببيت قد انفرد عن البيوت عظيم، وقد أمسى. فقال لمرافقيه: كونوا في الموقع الفلاني ريثما آتي هذا البيت، فلعلي أصيبُ خيراً، أو آتيكم بطعام، فامتثلوا لرأيه. فانطلق إليه بعد أن جنَّ الليل، فإذا البيت ليزيد الشيباني، وكان الشيخ وزوجه بفناء المنزل، فاحتال السليك ودخل البيت من الخلف، فلم يلبث أن أراح ابن الشيخ بإبله في الليل، فلمَّا شاهده أباه غضب منه، وقال: "هلَّا كُنتَ عشيتها ساعة من الليل!