5- الدعوة إلى الصلاة كما تحمل أيضًا السورة بعض الآيات الموجودة بها، والتي تبين للعباد أهمية التمسك بالصلاة، وذلك عند قول الله عز وجل: "الذين هم على صلاتهم دائمون"، وفي تلك الآية القرآنية العظيمة تذكير للمسلمين بأهمية الصلاة، وضرورة التمسك بها بشكل دائم والمحافظة عليها في أوقاتها، وعدم الانشغال عنها بأي أمر من أمور الدنيا الزائلة، فالصلاة هي أهم شيء للعباد، والتي تعود على بالنفع في حياته الدنيا وفي الآخرة، فالصلاة هي المنجية للعباد من كل عذاب يمكنه أن يلاقيه يوم القيامة فهي طوق النجاة، لذلك يجب على العبد التمسك بها. 6- الحث على الزكاة كما تحث أيضًا تلك السورة القرآنية على ضرورة التمسك بالزكاة، وهي واحدة من ضمن العبادات التي لها مكانة كبيرة جدًا في الإسلام، وذلك لأنها تعود على المسلم بالكثير من الحسنات، وتدعو السورة الإنسان إلى التبرع للسائلين والمحرومين، وبالتالي نيل رضا الله عز وجل. 7- السكن في الجنة بجوار النبي كما تعد أيضًا سورة المعارج من السور التي تحمل الكثير من الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وذلك للفوز بالجنة بإذن الله تعالى، وليس ذلك فقط، بل يقال أيضًا أنه في حالة المداومة على قراءة تلك السورة بشكل يومي، فإنها تجعل المسلم يسكن بجانب الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة في الحياة الآخرة، ويا لها من شيء عظيم، يتمنى كل إنسان أن يحصل عليه، لذلك يجب التمسك بقراءة تلك السورة الهامة والعظيمة بشكل يومي، والتمسك أيضًا بالكثير من المعاني والعبادات التي تحملها، والتي تكون من صفات المتقين، والذين سوف يفوزون بالجنة.
فوائد تعلّقت سورة نوح بالسورة التي قبلها؛ وهي سورة المعارج، من جهتَين، بيانهما فيما يأتي: الوجه الأوّل: تشابه مطلعهما في ذكر العذاب؛ فقد استُهِلّت سورة المعارج بقصّة نبيّ الله محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- مع مَن لم يؤمن بدعوته من قومه، وتروي سورة نوح قصّة نوح -عليه السلام- مع قومه أيضاً. الوجه الثاني: مناسبة خاتمة سورة المعارج في قول الله -تعالى-: (إِنَّا لَقادِرُونَ*عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ)، لبداية سورة نوح، فجاءت سورة نوح موضع دليلٍ على قدرة الله -عزّ وجلّ- على إبدال قوم بقومٍ خيرٍ منهم. ترتبط سورة نوح بالسورة التي تليها؛ وهي سورة الجنّ، من وجهَين، هما: الوجه الأوّل: يتمثّل بقصّة سورة نوح بشكلٍ كاملٍ، مع قصّة محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فنبيّ الله نوح -عليه السلام- كان أوّل مُرسَلٍ إلى قومٍ مخالفين على وجه الأرض، فدعاهم إلى توحيد الله -تعالى-، إلّا أنّهم ضلّوا، وأضلّوا، وعبدوا من دونه الأوثان، فدعا ربّه بهلاكهم في نهاية السورة، وكذا جاءت مناسبة الانتهاء في سورة نوح للابتداء في سورة الجنّ؛ إذ إنّ قوم محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- خاتم الأنبياء والمرسلين كان كحال قوم نوح -عليهما السلام-؛ فكِلا القومين عبدوا الأصنام من دون الله -تعالى-.
سورة المعارج من سور المُفصّل المكيَّة، وتقع في الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وفي الحزب السابع والخمسين، نزلت سورة المعارج قبل سورة النبأ وبعد سورة الحاقة، وترتيبها من حيث نزولها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الثامنة والسبعون، ويُقدم لكم في هذا المقال فوائد من سورة المعارج.
ثانيا- ما روي عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه ذكر أشراط الساعة، وذكر أشياء، منها: أن يتخذ القرآن مزامير، وقال: «يقدّمون أحدهم، ليس بأقرئهم ولا أفضلهم ليغنيهم غناء». ثالثا- أخرج الدارقطني عن ابن عباس قال: كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم مؤذن يطرب، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن الأذان سهل سمح، فإن كان أذانك سهلا سمحا، وإلا فلا تؤذن» فقد كره النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يطرب المؤذن في أذانه، مما يدل على كراهة التطريب في القراءة بالأولى. رابعا- أنكر أنس بن مالك على زياد النميري حينما قرأ ورفع صوته وطرب، وقال: يا هذا ما هكذا كانوا يفعلون. خامسا- إن التغني والتطريب يؤدي إلى أن يزاد على القرآن ما ليس منه لأنه يقتضي مد ما ليس بممدود، وهمز ما ليس بمهموز، وجعل الحرف الواحد حروفا كثيرة، وهو لا يجوز. كما أن التلحين يلهي النفس بنغمات الصوت، ويصرفها عن تدبر معاني القرآن. فوائد تلاوة سورة المعارج - موسوعة عين. والحق التوسط في الأمر، فإذا كان التلحين والتطريب يغير من ألفاظ القرآن، ويخل بطرق الأداء، أو كان تكلّفا وتصنعا يشبه توقيعات الموسيقى، فهو ممنوع وحرام. أما إذا كان تحبيرا وترقيقا وتحزينا يؤدي إلى اتعاظ القارئ، وكمال تأثره بمعاني القرآن، فلا دليل على المنع، بل الأدلة تجيزه 3- ثقل القرآن والوحي: القرآن ثقيل شديد بما اشتمل عليه من تكاليف شاقة على النفس، وفرائض وحدود صعبة على الإنسان.
إنه جمال القرآن، ووحدة موضوعات سوره، وانسكاب عِطرها على صفحات القلوب، ينبت الإجلال والإكبار لهذا النَّظْم البديع الذي لا يستطيع جِنٌّ أن يجاريه، ولا بشر أن يحاكيه، ﴿ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].
تأتي خاتمة السورة لتبين باختصار واضح ما سيحصل يوم القيامة؛ قال تعالى: { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج: 43-44]، والفرق كبير بين الكافر الذي يخرج مسرعًا لِيَلقى مَصيرهُ الذي كان يسأل عنه ويَسْتَعجِلَه. الدروس المستفادة من سورة المعارج تُوجد العديد من الدروس والعبر المُستفادة من قراءة سورة المعارج، ومنها ما يلي [٥]: تَعَرُّضْ الرسول -صلى الله عليه وسلم- للإيذاء والسُخْرية والتَكذيب من المُشركين، وصَبرِه على أذاهم في سبيل إكمال الدعوة إلى الله تعالى، مما يعطي درسًا في وجوب الصبر على أعداء الدين. ذِكر طبيعة الإنسان التي خلق عليها وأنَّه يفزع ويخاف عندما يتعرَّض للألم، ويُصبح بَخيلا متكبرًا متعاليًا عندما يملك المال الكثير أو الصحة القويَّة ويَنسى أن يَشكر صاحب الفضل في ذلك وهو الله تعالى، إذ إنّ من واجب العبد المسلم أن يُقاوم هذه الفطرة ويعمل كما أمرته التعاليم الإسلامية ويشكر الله. يَختلف المؤمن عن غيره في أنه لا يجزع ولا يخاف عند الشدائد بل يصبر على ما أصابه، ولا يَتَكبَّر على الناس إذا ما أصبح عنده من المال أو القوة، ويَكون لله شكورًا وينفق مِمَّا أعطاه الله تعالى.
- لو يرفع المسلمون راية القرآن! فيكون مصير النفقات والإعدادات الاقتصادية الضخمة التي يحشدونها؛ لإبادة الشعوب المسلمة المستضعفة، والتي تعد بملايين المليارات؛ إلى خسار محتوم! واقرأ هذه الآية الصريحة القاطعة: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ! )(الأنفال:36). إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا. المراجع قال صلى الله عليه وسلم: (أهل القرآن هم أهل الله، وخاصته). رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير:2165. رواه البخاري.
عجبا! ومتى كان شيء أمضى من حد القرآن؟ نعم! فيا من تلعن الظلام في الظلام! إنما كان يكفيك أن تشعل زر النور فقط! أشعله من حرارة قلبك ووجدانك، ومن تباريح إيمانك! أدْخِلِ القرآنَ إلى البيت بقوة تَرَ بنفسك غطرسة الإعلام – هذا الغول الذي أفزع العالم وثبط عزائمه - تتحطم بين يديك، كما تحطمت من قَبْلُ أوهام سحرة فرعون تحت عصا موسى! وتَرَ كيف أن نور القرآن يبتلع حبالهم وعصيهم! وتَرَ بعينك أنهم: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى! )(طه:69) أدْخِلِ القرآنَ نصّاً يُتْلَى، وآياتٍ تُتَدَارَسُ، وحركةً حيةً تملأ كيان الأسرة كلها، وتعمر وجدانَها، رجالا ونساءً وأطفالا! اِصْنَعْ ذلك تَرَ عَجَباً!.. تَرَ كيف أن الأطفال الصغار - من أسرة القرآن - يتولون هم أنفسهم السخرية من فضائيات الطاغوت الإعلامي، ويركلون خبره وصورته! إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ليرفعوا راَيَةَ القرآن عاليةً، عاليةً في السماء! وإن ذلك لعمري هو عين التحدي الذي جاء به هذا القرآن، لمن كان يؤمن حقا بالقرآن! وما يزال اليقين الذي يعرض به القرآن خطابه الغلاب يرفع التحدي منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، بل إلى يوم القيامة! إنه يقول لك: أعطني - فقط - فرصة لأخاطب الناس!
وثانيها: قالوا: المراد بالقول الثقيل ، القرآن وما فيه من الأوامر والنواهي التي هي تكاليف شاقة ثقيلة على المكلفين عامة ، وعلى رسول الله خاصة ؛ لأنه يتحملها بنفسه ويبلغها إلى أمته ، وحاصله أن ثقله راجع إلى ثقل العمل به ، فإنه لا معنى للتكليف إلا إلزام ما في فعله كلفة ومشقة. وثالثها: روي عن الحسن: أنه ثقيل في الميزان يوم القيامة ، وهو إشارة إلى كثرة منافعه ، وكثرة الثواب في العمل به. ورابعها: المراد أنه عليه الصلاة والسلام كان يثقل عند نزول الوحي إليه ، روي أن الوحي نزل عليه وهو على ناقته فثقل عليها ، حتى وضعت جراءها ، فلم تستطع أن تتحرك. وعن ابن عباس: كان إذا نزل عليه الوحي ثقل عليه وتربد وجهه ، وعن عائشة رضي الله عنها: " رأيته ينزل عليه الوحي ، في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه ، وإن جبينه ليرفض عرقا ". وخامسها: قال الفراء: قولا ثقيلا ، أي ليس بالخفيف ولا بالسفساف ؛ لأنه كلام ربنا تبارك وتعالى. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المزمل - الآية 5. وسادسها: قال الزجاج: معناه أنه قول متين في صحته وبيانه ونفعه ، كما تقول: هذا كلام رزين ، وهذا قول له وزن إذا كنت تستجيده ، وتعلم أنه وقع موقع الحكمة والبيان. وسابعها: قال أبو علي الفارسي: إنه ثقيل على المنافقين ، من حيث إنه يهتك أسرارهم ، ومن حيث إنه يبطل أديانهم وأقوالهم.
[7] مصنف ابن أبي شيبة: من كره أن يفسر القرآن، الحديث رقم 30103. [8] الموافقات، 329/5. [9] القاضي عياض: "ترتيب المدارك وتقريب المسالك"، مطبعة فضالة المحمدية المغرب سنة 1983 م، 184/1. [10] سنن الترمذي، باب (ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه)؛ حديث رقم 2950؛ ضعَّفه الألباني. [11] ابن كثير: "تفسير القرآن العظيم"، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1999م، 3/ 237. [12] أخرجه البخاري، باب قوله تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ ﴾ [النساء: 95]، حديث رقم 2832. [13] أخرجه البخاري، باب: (كيف كان الوحي إلى رسول الله)، حديث رقم 2. [14] محمد بن جرير الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن، مؤسسة الرسالة، الطبعة الاولى2000 م، 18/ 421. [15] سنن الترمذي، أبواب (فضائل القرآن عن رسول الله)، حديث رقم 2910. [16] سنن الترمذي، باب (ما جاء فيمن قرأ القرآن؛ ما له من أجر؟)، حديث رقم 2914.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه; أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته ، وضعت جرانها ، فما تستطيع أن تحرك حتى يسرى عنه. وهذا مرسل. الجران: هو باطن العنق. واختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين معا ، كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين.
ويُقال لقارئ هذا القول الثَّقيل يوم القيامة: ((اقرأ، وارْتَقِ، ورتِّل كما كنتَ ترتِّل في الدنيا؛ فإنَّ منزلتك عند آخر آية تقرأ بها)) [16]. الثقل من حيث رفع التحدِّي على الإتيان بمثله: ونختم القول عن ثقل القرآن الكريم بالإشارة إلى أنَّ من دلالات الثقل تحدِّيَ اللهِ عزَّ وجل بكلامه الإنسَ والجنَّ على أن يَأتوا بمثله ولو تعاونوا وكان بعضهم لبعض ظَهيرًا؛ ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23]، كان وما زال هذا التحدِّي قائمًا إلى أن يَرِث الله الأرضَ ومَن عليها. [1] الهذُّ: سرعة القراءة، يقال: يهذُّ القرآن هذًّا: إذا أسرع؛ تاج العروس للمرتضى الزَّبيدي، مادة (هذذ) ج9. [2] تفسير الطبري، 16/1. [3] رواه أبو داود، الحديث رقم 1522، وصححه الألباني. [4] راجع: ابن القيم: مدارج السالكين، دار الكتاب العربي بيروت، الطبعة الثالثة 1996 م، (1/75 - 77). [5] جلال الدين السيوطي: الإتقان في علوم القرآن، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1974 م، 2/350. [6] الإمام الشاطبي: الموافقات، دار ابن عفان، 1997 م، 127/ 2.