وفي موضع آخر يعترف القرآن الكريم بما قد يعتري النبي(ص) من هم وحزن وهو يتعايش مع تلك الإساءات، ومع ذلك يخبره بأن لا أمامه إلا الصبر والمجالدة والدفع بالتي هي أحسن:" ولقد نعلم أنك يضيق صدرك مما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".
القرطبى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ أي قلبك; لأن الصدر محل القلب. بِمَا يَقُولُونَ أي بما تسمعه من تكذيبك ورد قولك, وتناله. ويناله أصحابك من أعدائك. الطبرى: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولقد نعلم يا محمد أنك يضيق صدرك بما يقول هؤلاء المشركون من قومك من تكذيبهم إياك واستهزائهم بك وبما جئتهم به، وأن ذلك يُحْرِجك. ابن عاشور: لما كان الوعيد مؤذناً بإمهالهم قليلاً كما قال تعالى: { ومهّلهم قليلا} [ سورة المزمل: 11] كما دلّ عليه حرف التنفيس في قوله تعالى: { فسوف يعلمون} [ سورة الحجر: 96] طمأن الله نبيه بأنه مطّلع على تحرّجه من أذاهم وبهتانهم من أقوال الشرك وأقوال الاستهزاء فأمره بالثبات والتفويض إلى ربّه لأن الحكمة في إمهالهم ، ولذلك افتتحت الجملة بلام القسم وحرف التحقيق. وليس المخاطب ممن يداخله الشكّ في خبر الله تعالى ولكن التحقيق كناية عن الاهتمام بالمخبر وأنه بمحل العناية من الله؛ فالجملة معطوفة على جملة { إنا كفيناك المستهزئين} [ سورة الحجر: 95] أو حال. وضيق الصدر: مجاز عن كدر النفس. وقد تقدّم في قوله تعالى: { وضائق به صدرك} في سورة هود ( 12). إعراب القرآن: «وَلَقَدْ» الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق «نَعْلَمُ» مضارع فاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب القسم المقدر والكلام مستأنف «أَنَّكَ» أن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي نعلم «يَضِيقُ» مضارع مرفوع «صَدْرُكَ» فاعل والكاف مضاف إليه «بِما» متعلقان بيضيق وجملة يضيق خبر «يَقُولُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة English - Sahih International: And We already know that your breast is constrained by what they say English - Tafheem -Maududi: (15:97) We know that your heart is distressed at the things they say against you.
آخر عُضو مُسجل هو ibrahim00079 فمرحباً به. أعضاؤنا قدموا 2771 مساهمة في هذا المنتدى في 1799 موضوع
استعرض الداعية شريف شحاتة، قصة «السجدة»، وذلك في برنامجه «قصة كل يوم»، المذاع على شاشة «الوطن»، اليوم الاثنين، إذ ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يشتد عليه أمر كان يسجد لله تعالى ويتكلم معه. أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد وأشار « شحاتة » إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: «أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد»، مؤكدا أنه ما من أحد وضع مشاكله في سجدة إلا وجبره الله واستجاب له وعوضه، مستشهدا بقوله تعالى «فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ». السجدة الطويلة هي الحل لجبر الخواطر وأوضح الداعية شريف شحاتة ، أن السجود وقت الهموم والمشكلات مهم جدا ويقول الله سبحانه وتعالى: «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ»، (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ».
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقولُون... } -تفكُّرٌ، وتدبُّرٌ-... { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقولُون... } -تفكُّرٌ، وتدبُّرٌ-...... كثيرةٌ هي آياتُ القُرآنِ العظيمِ التي يجبُ على المُسلمِ -زيادةً على تلاوتِها- دراستُها، وتأمُّلُها، وتدبُّرُ معانيها، والتفكُّر بما فيها. سواءٌ مِن ذلك ما كان في بابِ العقائد، أو الأحكام، أو القَصَص، أو التربية والسلوك -إلى غيرِ ذلك مِن مقاصدِ القُرآنِ الكريم-الكثيرةِ-... ولعلَّ مِن أَجَلِّ ذلك قولَ الله -تعالى-: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين.
- عزة نفسه وثباته على الحق: كان عزيز النفس ثابتا على الحق لا يخاف في الله لومة لائم، يقول عمران بن عبد الله: "كان ل سعيد بن المسيب في بيت المال بضعة وثلاثون ألفا عطاؤه، وكان يُدعى إليها فيأبى ويقول: لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله بيني وبين بني مروان".
[٢] المراجع ↑ عصام القيسي (12-6-2016)، "علماء الدين.. مفهوم يحتاج إلى تحرير" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2018. بتصرّف. ↑ "سعيد بن المسيب" ، ، 8-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2018. بتصرّف.
سعيد بن المسيب (15 هـ - 93 هـ) شريف من أشراف بني مخزوم من قريش رهط خالد بن الوليد، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة. ولد في المدينة المنورة في السنة الثانية لخلافة عمر بن الخطاب، وكان أبوه وجدُّه من أصحاب رسول الله، أسلما عام فتح مكة. وهو: سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي. كان مثال النباهة والاستقامة من طفولته، لزم وهو صغير مجالس عمر أمير المؤمنين، وسمع منه ومن عثمان وعلى وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر وكثير من الصحابة. وهو الحجة في الأحاديث التي رواها أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن سعيد بن المسيب كان صهره زوج ابنته. عاش حريصًا على فهم أحكام القرآن وتبين مقاصده، كما كان يفهمها الصحابة. وعلى تلقى أحاديث الرسول وسماعها من أفواه الذين سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان يسافر الأيام والليالي ليسمع حديثًا واحدًا من فم صحابي لا يحفظ غيرُه ذلك الحديث. وبذلك صار رأس أهل المدينة المقدَّم عليهم في الفتوى وعلوم الشريعة. ويعد من تلاميذه أمثال عطاء بن أبي رباح، ومحمد الباقر بن على زين العابدين، وعمرو بن دينار، وابن شهاب الزهري.
وكان له عطاء سنوي من بيت المال مثل الذي يعطى لمن هم في طبقته من أبناء الصحابة، ولم يكن يتناوله قط، ويعيش من تجارة له في الزيت يستعمل فيها نقودًا له تبلغ أربعمائه دينار. وعُرِض عليه مرَّة عطاءً من بيت المال يبلغ نيفًا وثلاثين ألفًا فقال: لا حاجة لي فيها! وقال تلميذه أبو وداعة: كنت أجالس سعيد بن المسيب في مسجد المدينة، ففقدني أيَّامًا، ثم جئته فقال لي: أين كنت؟ قلت: توفيت أهلي فاشتغلتُ بها. فقال: هلا أخبرتنا فشهدناها؟ قال أبو وداعة: ثم أردت أن أقوم، فقال لي: هل أحدثت امرأة غيرها؟ فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني؟ وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة! فقال: إن أنا فعلت تفعل؟ قلت: نعم. فحمد الله، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجني بنته على درهمين - أو قال: ثلاثة - وهي البنت التي أبى سعيد بن المسيب أن يزوجها لولي عهد الخلافة. قال أبو وداعة: فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح. فصرت إلى منزلي، وجعلت أتفكر ممن آخذ وأستدين، وصليت المغرب وكنت صائمًا، فقدمت عشاي لأفطر - وكان خبزًا وزيتًا - وإذا بالباب يقرع، فقلت: من هذا؟ قال: سعيد! ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير منذ أربعين سنة إلا ما بين بيته ومسجد رسول الله.