يسألونك عن الساعة الرسل الكرام على الحديث عن يوم البعث، وقيام الناس لرب العالمين، للفصل بين العباد يسألونك عن الساعة والحساب ولا ريب أن ما من جاءها نذير إلا وكان السؤال عن هذا اليوم الرهيب حاضراً في أذهانهم. يسألونك عن الساعة المجتمع العربي ولم يكن المجتمع العربي في فجر الإسلام بمعزلٍ عن هذا السؤال، فقد حاول الصحابة أن يلتمسوا أي قبسٍ من مشكاة النبوّة تجلّي ما أحاط بهذا اليوم من الغموض، وتحدّد ميعاده لهم، بل -والعجب في ذلك إنكارهم للبعث أن كفار قريش وعلى الرغم من إنكارهم للبعث قد ورد ما يدلّ على شغفهم بمعرفة ذلك الميعاد، بغض النظر عن تصديقهم للخبر من عدمه، وهو ما يمكن التماسه من تفسير قول الله تعالى: {يسئلونك كأنك حفي عنها} (الأعراف:187). يسألونك عن الساعة أيان مرساها. فكيف كان التعامل العقدي تجاه هذا السؤال المعرفي، ولماذا أخفى الله عنا توقيتها، وما حكم من ادعى معرفتها؟. الحسم في عدم المعرفة لقد كانت النصوص القرآنية والأحاديث النبويّة واضحةً في بيان أن ميعاد ذلك اليوم هو من خفايا الغيب التي لم يُطلع الله تعالى عليها أحداً من خلقِه، ومن أوضح دلائل ذلك اعتبارها إحدى مفاتح الغيب التي استأثر الخالق سبحانه بعلمه، فقال: {إن الله عنده علم الساعة} (لقمان: 34).
"يسألونك عن الساعة.. ".. تلاوة خاشعة من صلاة فجر اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان - YouTube
تاريخ الإضافة: 30/8/2017 ميلادي - 8/12/1438 هجري الزيارات: 57715 ♦ الآية: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأعراف (187).
وقال عروة بن الزبير في قوله تعالى: فيم أنت من ذكراها ؟ لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الساعة ، حتى نزلت هذه الآية إلى ربك منتهاها. ومعنى مرساها أي قيامها. قال الفراء: رسوها: قيامها كرسو السفينة. وقال أبو عبيدة: أي منتهاها ، ومرسى السفينة حيث تنتهي. وهو قول ابن عباس. تفسير: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي). الربيع بن أنس: متى زمانها. والمعنى متقارب. وقد مضى في ( الأعراف) بيان ذلك. وعن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة إلا بغضبة يغضبها ربك ". الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42). يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يسألك يا محمد هؤلاء المكذّبون بالبعث عن الساعة التي تبعث فيها الموتى من قبورهم ( أَيَّانَ مُرْسَاهَا) ، متى قيامها وظهورها. وكان الفرّاء يقول: إن قال القائل: إنما الإرساء للسفينة، والجبال الراسية وما أشبههنّ، فكيف وصف الساعة بالإرساء؟ قلت: هي بمنـزلة السفينة إذا كانت جارية فرست، ورسوّها: قيامها؛ قال: وليس قيامها كقيام القائم، إنما هي كقولك: قد قام العدل، وقام الحقّ: أي ظهر وثبت. ابن عاشور: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) استئناف بياني منشؤه أن المشركين كانوا يسألون عن وقت حلول الساعة التي يتوعدهم بها النبي صلى الله عليه وسلم كما حكاه الله عنهم غير مرة في القرآن كقوله: { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} [ يونس: 48].
ولإمام ابن حزم في ذلك كلام نفيس إذ يقول: "وأما نحن (يعنى المسلمين)، فلا نقطع على علم عدد معروف عندنا، ومن ادّعى فى ذلك سبعة آلاف سنة، أو أكثر، أو أقل؛ فقد قال ما لم يأت قط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه لفظة تصح، بل صح عنه صلى الله عليه وسلم خلافه، بل نقطع على أن للدنيا أمدًا لا يعلمه إلا الله تعالى، قال الله عز وجل: {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم} (الكهف:51). الحكمة من إخفائها لا شك أن الله تعالى ما أخفى عن الناس هذا اليوم إلا لحكمةٍ عظيمة، وهي دفع الناس للعمل الصالح والاستعداد ليوم الرحيل، لأن خوفهم سيحملهم على مراقبة الله تعالى في أعمالهم؛ فيلتزموا فيها الحق، ويتحروا الخير، ويتقوا الشرور والمعاصي، ولا يجعلوا حظهم من أمر الساعة الجدال، والقيل والقال، وغير ذلك مما لا فائدة فيه، كما يقول العلماء.
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحمد لله. ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيَغ متعددة للأذان ، ويسن العمل بها جميعاً على وجوهها المتعددة الواردة إحياء للسنَّة وقطعاً للنزاع والخلاف الذي قد يُحدثه من لا علم عنده أو من يتعصب لمذهبه. قال الشيخ ابن عثيمين: كل ما جاءت به السنة من صفات الأذان فإنه جائز ، بل الذي ينبغي أن يُؤذَّن بهذا تارة وبهذا تارة إن لم يحصل تشويش وفتنة. فعند مالك: سبع عشر جملة بالتكبير مرتين في أوله مع الترجيع – وهو أن يقول الشهادتين سرّاً في نفسه ثم يقولها جهراً -. تعريف الآذان هو عدد. وعند الشافعي: تسع عشر جملة بالتكبير في أوله أربعاً مع الترجيع. وكل هذا مما جاءت به السنَّة ، فإذا أذَّنتَ بهذا مرة وبهذا مرة كان أولى ، والقاعدة: " أن العبادات الواردة على وجوه متنوعة ينبغي للإنسان أن يفعلها على هذه الوجوه ". " الشرع الممتع " ( 2 / 51 ، 52). ومذهب الإمام أحمد وأبي حنيفة: أن الأذان خمس عشر جملة وهو أذان بلال رضي الله عنه دليل مذهب مالك والشافعي: عن أبي محذورة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم علَّمه هذا الأذان: الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمَّداً رسول الله أشهد أن محمَّداً رسول الله ، ثم يعود فيقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمَّداً رسول الله أشهد أن محمَّداً رسول الله ، حي على الصلاة مرتين ، حي على الفلاح مرتين ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله.
أن يدعي المؤذن بعد الأذان، بدليل ما روي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة" الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان ، بدليل ما روي عن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا ينبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة". وفي النهاية نكون قد عرفنا أن تعريف الأذان هو الإعلام وهو صوت المؤذن للنداء على الصلاة بكلمات مأثورة، وكلمة أذان مشتقة من الفعل الماضي أذن أي أعلم الناس بالشيء، بينما الأذان شرعًا هو إعلام الناس بدخول وقت الصلاة بأقوال وألفاظ مخصوصة.
ب- حكمهما: ألاذان والإقامة مشروعان في حق الرجال للصلوات الخمس دون غيرها، وهما من فروض الكفايات إذا قام بهما من يكفي سقط الإثم عن الباقين؛ لأنهما من شعائر الإسلام الظاهرة، فلا يجوز تعطيلهما.. المسألة الثانية: شروط صحتهما: 1- الإسلام: فلا يصحان من الكافر. 2- العقل: فلا يصحان من المجنون والسكران وغير المميز، كسائر العبادات. 3- الذكورية: فلا يصحان من المرأة للفتنة بصوتها، ولا من الخنثى لعدم العلم بكونه ذكراً. 4- أن يكون الأذان في وقت الصلاة: فلا يصح قبل دخول وقتها، غير الأذان الأول للفجر والجمعة، فيجوز قبل الوقت، وأن تكون الإقامة عند إرادة القيام للصلاة. 5- أن يكون الأذان مرتباً متوالياً: كما وردت بذلك السنة، وكذا الإقامة، وسيأتي بيانه في الكلام على صفة الأذان والإقامة. 6- أن يكون الأذان، وكذا الإقامة، باللغة العربية وبالألفاظ التي وردت بها السنة.. المسألة الثالثة: في الصفات المستحبة في المؤذن: 1- أن يكون عدلاً أميناً؛ لأنه مؤتمن يُرجع إليه في الصلاة والصيام، فلا يؤمن أن يغرهم بأذانه إذا لم يكن كذلك. تعريف الصلاة وأهميتها. 2- أن يكون بالغاً عاقلا، ويصح أذان الصبيّ المميز. 3- أن يكون عالماً بالأوقات ليتحراها فيؤذن في أولها، لأنه إن لم يكن عالماً ربما غلط أو أخطأ.
• ومذهب الشافعي أن الأذان أفضل؛ لما ذكرنا من الآثار في فضيلته، ولما روَى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشِدِ الأئمة واغفِرْ للمؤذِّنين)) [4] ، قالوا: والأمانة أعلى من الضمانِ، والمغفرةُ أعلى من الإرشاد، ولم يتولَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا خلفاؤه لضيقِ وقتهم عنه؛ ولهذا قال عمر - ر ضي الله عنه -: "لولا الخلافة، لأذَّنت"، وهذا هو اختيار جماعة من الحنابلة. دليل مشروعية الأذان: شُرِع الأذان بالمدينة في السنة الأولى من الهجرة، ويدل على مشروعيته وسببها الأدلةُ التالية: 1- ما روي عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون، فيتحيَّنون الصلوات، وليس ينادي بها أحدٌ، فتكلموا يومًا في ذلك، فقال بعضهم: اتَّخِذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: قرنًا مثل قرن اليهود، فقال عمر: أوَلا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا بلال، قُمْ فنادِ بالصلاة)) [5]. 2- وعن عبدالله بن زيد بن عبدربه قال: لمَّا أمَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس ليضرب به الناس في الجَمْع للصلاة - وفي رواية وهو كارهٌ؛ لموافقته النصارى - طاف بي وأنا نائم رجلٌ يحمل ناقوسًا في يده، فقلت له: يا عبدالله، أتبيع الناقوس؟ قال: ماذا تصنع به؟ قال: فقلتُ: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلُّك على ما هو خير من ذلك؟ قال: فقلت له: بلى، قال تقول: الله أكبر الله أكبر.