أُعْطِيْتُ جوامع الكلم: قال الهروي: يعني به القرآن، جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعانيَ الكثيرةَ، وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع قليل اللفظ، كثير المعاني. • عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يومًا فصلَّى على أهل أُحُد صلاتَه على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: « إني فَرَطٌ لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظرُ إلى حوضي الآن، وإني قد أُعْطِيتُ مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها » [3]. إني فَرَطٌ لكم: سابقكم؛ لأهيِّئ لكم طيب المنزل والمقام. ولسوف يعطيك ربك فترضي من مكة. أُعْطِيتُ مفاتيح خزائن الأرض: وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن معناه: الإخبار بأن أُمَّته تملك خزائن الأرض، وقد وقع ذلك، وأنها لا ترتدُّ جملة، وقد عصمها الله تعالى من ذلك. تتنافسوا فيها: أي تتنازعوا وتختصموا على الدنيا وما فيها من مُلكٍ وخزائنَ، من المنافسة: وهي الرغبة في الشيء، والانفراد به. • وعن أنس بن مالك قال: "بينما ذات يوم بين أظهرنا يريد النبي صلى الله عليه وسلم إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسِّمًا، فقلنا له: "ما أضحكك يا رسول الله؟"، قال: نزلت علي آنفًا سورة؛ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1 - 3]))، ثم قال: « هل تدرون: ما الكوثر »؟، قلنا: "الله ورسوله أعلم"، قال: « فإنه نهر وعَدَنِيه ربي في الجنة ، آنيتُه أكثرُ من عدد الكواكب، تَرِدُه عليَّ أمتي فيُخْتَلَج العبدُ منهم، فأقول: يا ربِّ إنه من أمتي، فيقول لي: إنك لا تدري ما أحدث بعدك » [4].
دخل قبل النبي -عليه الصلاة والسلام- في الغار ينظر ويدخل يده في الشقوق والحفر حتى لا يتأذى النبي -صلى الله عليه وسلمَ- بشيء. بذل نفسه وفارق أهله وأخذ ماله لخدمة صاحبه. كان رَضي الله عنه من أشجع الناس، حرس مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- يوم بدر عند العريش: لئلا يهوي إليه أحد من المشركين". ولسوف يعطيك ربك فترضى صور. سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- أصحابه يوما سؤالا، فقال: " من أصبح منكم اليوم صائما ؟" قال: أبو بكر أنا، قال: " فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ " قال أبو بكر: أنا، قال: " فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟" قال أبو بكر: أنا، قال: " فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟" قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: " ما اجتمعنا في امرئ إلا دخل الجنة ". كان من أشد الناس مسابقة في الإنفاق، لم يسبقه أحد منذ أسلم، كان عند عمر مرة مالا، فقال اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجاء بنصف ماله فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: " ما أبقيت لأهلك ؟" قلت: مثله، وآتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: " ما أبقيت لأهلك ؟" قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: والله لا أسابقك إلى شيء أبدا"، فرضي الله عن الصديق فقد أبلى بلاءً حسنا، وجاهد، وهنيئا له الصحبة والمصاحبة مع رسول الله.
الخطبة الأولى: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد: عباد الله: فإن مما يحرك القلوب، ويقربُ إلى علام الغيوب، ويزيد الإيمان، وفيه الاعتراف بالفضل والإحسان: الكلام عن مناقب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-، وبيان فضلهم وعظمتهم، حتى تتطلع النفوس إلى أولئك العظام، وتقتدي بما خطت من الآثار والفضائل العظام. أيها المسلمون: عبد الله أبو عثمان، وأمه سلمى، التيمي الصديق -رَضي الله عنه-، المولود بعد الفيل بسنتين وستةِ أشهر، ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على خير منه، إذا وزن إيمانه بإيمان الأمة من غير نبيها رجح إيمانه، سيد السادات، والغني من الموسرين، جمع أمواله فانطلق يشتري الأرقاء يعتقهم لوجه الله، ما كان يمد اليد بل يتاجر وينفق في سبيل الله، لما قالت له قريش: " إن صاحبك يزعم أنه أسري به؟ بادرهم بقوله: "إن كان قال ذلك فقد صدق، فقال الله له: ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر: 33].
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (46) ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5] إعجَازٌ في إيجَازٍ.. وبَلاغةٌ مُتناهِيةٌ.. وأسَالِيبُ بَيانِيةٌ مُذْهِلةٌ.. ودِلالاتٌ عَمِيقَةٌ مُتَنوعِةٌ.. هكذا هو أُسلُوبُ القُرآنِ العَجِيبِ. تأمَّل: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ ﴾.. إنَّهُ وعدٌ مؤكدٌ من أرحم الراحمين لنبيهِ الكريمِ بعطاءٍ عظِيمٍ، وقد أكَّدَ اللهُ وعدَهُ بالواوِ وباللامِ وبسوفَ وبكافِ الخِطابِ. تأمَّل: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ ﴾.. فيُعطِي جاءت بصيغةِ المضارعِ، لتُفِيدَ استمرَارَ العَطاءِ وعَدمَ انقِطاعهِ.. وأنَّهُ عَطاءٌ عامٌ يشمَلُ كلَّ أنواعِ العطاءِ. تأمَّل أكثر: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ ﴾.. فهو عَطاءٌ ربانيٌ كبيرٌ ومميزٌ.. والكافُ كافُ الخِطابِ والخصُوصِيةِ.. فهو عَطاءٌ رَبانيٌ خَاصٌ، اختصَ اللهُ بهِ أحبَّ خَلقهِ إليهِ، وأكرَمَهُم عليهِ.. واللهُ يختصُ برَحمَتهِ من يَشاءُ. تأمَّل: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾.. { ولسوف يعطيك ربك فترضى }. فالرِّضا هو أعلى دَرجَاتِ العَطاء.. ولن يبلغُ أحدٌ درجةَ الرِّضا إلا إذا أذنَ اللهُ وأعطَى، وفي الحديث القدسي الصحيح يقول اللهُ جلَّ وعلا لأهلِ الجنَّةِ: « أُحِلُّ عليكم رِضواني فلا اسخَطُ عليكم أبدًا ».
و الله أعلم. 05-04-2010, 06:12 PM لديوان المتنبي شروح كثيرة لعل من أفضلها شرح الواحدي طبعة برلين بألمانيا بتحقيق فريدرخ ديتريصي و قد صورتها دار صادر بيروت و هناك شرح الإفليلي بتحقيق محمد رضوان الداية و شرح العكبري المسمى التبيان في شرح ديوان المتنبي بتحقيق مصطفى السقا و زملائه و شرح ابن جني المسمى الفسر بتحقيق صفاء خلوصي و قد حققه الدكتور إبراهيم البطشان في أطروحته للدكتوراه و هناك شرح لفسر بن جني للزوزني اسمه قشر الفسر بتحقيق العلامة الأستاذ الدكتور عبد العزيز المانع. 08-10-2010, 03:49 PM هناك شرح العكبرى تحقيق كمال طالب طبعة دار الكتب العلمية
وفي هذه المقالات ذهب لويس في كلامه إلى تأثر أبو العلاء المعري باليونانيات. كذلك قام بالتلميح إلى أن الحديث النبوي قد تأثر بالأساطير النبوية. وقد دفع هذا الكلام الضال أبي فهر إلي العودة إلى الكتابة بعد عزلة كان قد فرضها على نفسه، وذلك لأنه قد أخذ على عاتقه عبء بيان خطأ وتهافت لويس عوض ومنهجه. فانتقل عن الكلام عن الفكر والثقافة في العالم العربي والإسلامي وما طرأ عليها من غزو فكري غربي. وقد جُمعت هذه المقالات التي رد فيها على لويس عوض ونشرت في كتابه المشهور أباطيل وأسمار. وقد انتهت هذه المعركة الأدبية باعتقال الشيخ محمود شاكر وذلك لربط أحد مسئولي الجهاز الأمني في مصر في ذلك الوقت بين ما يكتب وبين جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت محظورة وقتها. ولم يكن لأبي فهرأي انتماء سياسي، لكنه كان ضحية الظلم وقتها. محمود شاكر يرحل عن العالم وفي السابع من شهر أغسطس عام 1997م والموافق للثالث من شهر ربيع الآخر عام 1418هـ رحل الشيخ محمود شاكر عن العالم. وترك لنا إرثًا من أعماله ومقالاته وكتب من تحقيقه. رحل وترك مكانًا أدبيًا رفيعًا لم يقدر أحد على شغله حتى الآن. أهم كتب الشيخ محمود شاكر كتاب قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام.
وبعد صدور هذا الكتاب، ذاع صيط الشيخ محود شاكر لما حققه في الكتاب من تقدم وتفرد في الطرح والعرض، وكان عمره آنذاك لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره. ورأى شاكر أن كل ما وُجّه لكتابه "المتنبي" من نقدٍ أو دراسة لم يضيفوا إليه شيء إلا مقال أستاذه الرافعي ومقال الأستاذ الوديع تلحوم. فإنى إنما خلطتُ هزلاً بجِد، لأنى عرضت لآدمىٍّ هو هزل كله، ولكن المقادير وضعته بحيث يُحمل ما يقوله محمل الجد، فحدثنى كيف أستطيع أن أتقى ما لا مفر منه، من الهزل الناشب فى حلق الجد؟ محمود شاكر نبذة عن حياة العلامة الشيخ محمود شاكر مولده ولد محمود محمد شاكرأحمد عبد القادر في مدينة الأسكندرية في الأول من شهر فبراير عام 1909م لأسرة من أشراف مدينة جرجا في صعيد مصر. وامتد نسبه إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه، ولد بنت الرسول صلى الله عليه وسلم. نشأته نشأ شاكر في عائلة ملتزمة بالتعاليم الإسلامية، فكان والده شيخًا لعلماء الأسكندرية، وانتقل إلى القاهرة ليشغل منصب وكيل الجامع الأزهر، فكان لهذه البيئة أثرًا في نفسه وفي تكوينه وشخصيته. فقد نشأ أبو فهر نشأةً شرعية منضبطة وأدبية على أعلى مستوى. تعليمه وكان الطفل محمود هو أول من التحق بالتعليم المدني من إخوته، فلم يكن أحدًا منهم تعلم في المدارس.