قال النبيء - صلى الله عليه وسلم - أجيبوه: الله مولانا ولا مولى لكم ووجه الاهتمام بهذه الدعوة أنها دعوة جامعة لخيري الدنيا والآخرة ، لأنهم إذا نصروا على العدو ، فقد طاب عيشهم وظهر دينهم ، وسلموا من الفتنة ، ودخل الناس فيه أفواجا. في الصحيح ، عن أبي مسعود الأنصاري البدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه وهما من قوله تعالى: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه إلى آخر السورة ، قيل: معناه كفتاه عن قيام الليل ، فيكون معنى من قرأ من صلى بهما ، وقيل: معناه كفتاه بركة وتعوذا من الشياطين والمضار ، ولعل كلا الاحتمالين مراد.
بما فيه من شواظ يلفح قلبه, ورفرفة تحوم حول آفاق نفسه, يطلب الرجوع إلى الأصل الثابت, والمنهج القويم!!!... إلى الله العفو الحليم ويطلب منه المغفرة والرضا!!!... إنها معركة لازالت قائمة تحوم بين الجدل والصواب, بين الباطل والحق, بين الهزل والجد, بين المعصية والمغفرة!!!... ترى ما يفعل!! ؟؟؟؟.. إلى أين!! ؟؟؟.. وهل له من الأمر شيء!! ؟؟.. ولو كان لمَ هذا!! ؟؟؟.. في كل الأحوال الأمر كله لله الواحد القهار!!!... إنها حكمة من العزيز القوي القادر على فعل كل شيء!!!... ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأ. حكمة الله لا لبس فيها ولا غشاوة, وفوق كلّ شيء, وليس ليد بشر فيها صنعة!!!... شأن الحكمة والقدر هو شأن الله تعالى سبحانه مستندة إلى مشيئة مطلقة لا مرد فيها أبدا!!!... المعركة التي تجري في أعماق النفس, ومحيط الحياة ليست سوى معركة ابتلاء حقيقي خالص لهذا المخلوق البشري, حتى يميز الله الخبيث من الطيب!!!... ندعوك يا الله أن تستجيب لنفحات دعائنا, وتغفر لنا ذنوبنا, ومن يغفر الذنوب إلاّ الله!!!... يا أرحم الراحمين ومستجير المستضعفين ارحم ضعف عبادك الحيارى!!!... يا رب كن عونا لميدان النفس, وما يجري في مطاويها!!!... ندعوك وندعوك يا الله, ولا نملّ الدعاء حتى نتحرر من داخلنا, وتظهر شفافية الإيمان, ورفرفة النور, وضياء الحق فوق صدورنا!!!....
﴿ ربَّنا لا تُؤاخذنا إنْ نَسِينا ﴾ الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ: فخَلَقَ اللهُ الناسَ، وجعلَ في طبعِهم النِّسيان، فصحَّ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما؛ أنه قال: (إِنَّمَا سُمِيَّ الْإِنْسَانُ إِنْسَانًا؛ لِأَنَّهُ عُهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ). فالنِّسيان: ضِدُّ الذِّكْر والحِفْظ. وهو سهوٌ حادِثٌ بعد حصول العلم. قال ابن عاشور رحمه الله: (النِّسْيَانُ: عَدَمُ خُطُورِ الْمَعْلُومِ السَّابِقِ فِي حَافِظَةِ الْإِنْسَانِ بُرْهَةً أَوْ زَمَانًا طَوِيلًا). ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو اخطأنا❤️ - YouTube. واللهُ تعالى نزَّه نفسَه عن النِّسيان؛ لأنه صِفَةُ نقصٍ، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64]؛ وقال موسى عليه السلام: ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ﴾ [طه: 52]. وأمَّا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيَعْتَرِيه ما يعْتَرِي البَشَرَ من النِّسيان وعدمِ التَّذَكُّر؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ» رواه البخاري. وقد زعم بعضُ الصُّوفية: أنه لا يَقع منه صلى الله عليه وسلم نِسيانٌ أصلًا، وإنما يقع منه صُورتُه لِيَسُنَّ للناس أمْرَ دينهم!
وفي رواية: «مَنْ نَسِيَ صَلاَةً؛ فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا, لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ» رواه البخاري ومسلم. ومَنْ صَلَّى - وفي ثوبه نجاسةٌ - ثُمَّ عَلِمَ بعد الصلاة؛ هل تلزمه الإعادةُ؟ الراجح أنَّه لا إِعادةَ عليه؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ؛ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ, فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ, فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ, فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ, قَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَائِكُمْ نِعَالَكُمْ؟» قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ, فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا» صحيح – رواه أبو داود. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا 2/286. فالحمدُ لله الذي رَفَع عَنَّا الإِثمَ والحَرَجَ في حال النِّسانِ والخَطَأِ.
والله أعلم.
وثَبَتَ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نَسِيَ بعضَ آياتٍ من القرآن, وهو في الصلاة. وصَلَّى الظُّهرَ -مَرَّةً- خَمْسَ رَكعات. ونَسِيَ في صلاة العصر فَسَلَّمَ من ركعتين. ونَسِيَ في صلاة المغربِ فسَلَّمَ من ركعتين. وكذلك نَسِيَ التَّشهُّدَ الأوَّلَ في صلاة الظُّهر. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او. ونَسِيَ -مَرَّةً- الاغْتِسالَ من الجَنابة, ثُمَّ تَذَكَّرَ قبل الدخول في الصلاة. وفِعْلُه -صلى الله عليه وسلم- تَشْرِيعٌ لأُمَّته, ويدلُّ أيضاً على أنَّ الدِّينَ يُسْرٌ, وأنَّ الناسَ مُعَرَّضون للنِّسيان أثناء أداء العِبادات, ويشهدُ لذلك: قوله -صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ "(رواه البخاري). فأين المُوَسْوَسُون من هدي النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في أداء العبادات؟؛ لِيَرْفُقُوا بأنفسِهم, ولْيَعْلَموا أنَّ الشيطانَ يُريد أنْ يُلَبِّسَ عليهم العبادات بكثرة الوسوسة فيها. الخطبة الثانية: الحمد لله... عباد الله: من رحمةِ الله -تعالى- أنَّ النِّسيانَ والخطأَ مَعْفُوٌّ عنهما في الشريعة, فلا إثمَ على المُخْطِئِ فيما أخطأَ فيه, ولا إِثمَ على النَّاسي فِيما نَسِيَه.
قال ابنُ حجرٍ -رحمه الله-: " وَفِي الْحَدِيثِ حُجَّةٌ لِمَنْ أَجَازَ النِّسْيَانَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-, فِيمَا ليس طَرِيقُهُ الْبَلَاغَ مُطْلَقًا, وَكَذَا فِيمَا طَرِيقُهُ الْبَلَاغُ, لَكِنْ بِشَرْطَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ بَعْدَ مَا يَقَعُ مِنْهُ تَبْلِيغُهُ, وَالْآخَرُ: أَنَّهُ لَا يَسْتَمِرُّ عَلَى نِسْيَانِهِ؛ بَلْ يَحْصُلُ لَهُ تَذَكُّرُهُ: إِمَّا بِنَفْسِهِ, وَإِمَّا بِغَيْرِهِ ". وقال ابن حزم -رحمه الله-: " ولا سبيلَ إلى أنْ يَنْسَى -عليه السلام- شيئاً من القرآن قبلَ أنْ يُبَلِّغُه, فإذا بَلَّغَهُ وحَفِظَه للناس, فَلَسْنا نُنْكِرُ أنْ يَنْسَاه -عليه السلام-؛ لأنه مَحْفوظٌ, مُثْبَت ". ومن فوائد الحديث: أنَّ مَنْ نَسِيَ شيئاً من القرآن؛ يقول: " أُنسِيتُ كذا وكذا ", ولا يقول: " نَسِيتُ ". ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو اخطائنا (القارئ عبدالمعطي جميل ) - YouTube. ويدلُّ عليه: قوله -صلى الله عليه وسلم-: " بِئْسَ مَا لأَحَدِهِمْ يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ, بَلْ هُوَ نُسِّيَ, اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ؛ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًّا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ, مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهَا "(رواه البخاري). قال ابن كثير -رحمه الله-: "إِنَّ النِّسْيَانَ لَيْسَ مِنْ فِعْلِ الْعَبْدِ، وَقَدْ يَصْدُرُ عَنْهُ أَسْبَابُهُ مِنَ التَّنَاسِي وَالتَّغَافُلِ وَالتَّهَاوُنِ الْمُفْضِي إِلَى ذَلِكَ، فَأَمَّا النِّسْيَانُ نَفْسُهُ فَلَيْسَ بِفِعْلِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: " بَلْ هُوَ نُسِّيَ"، مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ".
[ وترى الجبال تَحۡسَبُهَا جامدة.. ] تلاوة ابداعية مؤثرة للشيخ #ثامر_الزير تراويح ليلة 20 رمضان 1443 - YouTube
صدق الله العظيم
فتاوى ذات صلة