منتديات ستار تايمز
فقد أثبت الله تعالى حبَّ النبي صلى الله عليه وسلم لعمِّه أبي طالب مع كفره ، قال تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت) القصص/56. ، وقد كانت تلك المحبة محبة طبيعية لقرابته. وأجاز الله نكاح الكتابية ، مع أن النكاح ينبت المحبة بين الزوجين ؛ كما قال تعالى ( خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) الروم/ 21. وهذه المحبة هي المحبة الطبيعية الغريزية ، كمحبة الطعام والشراب والملبس ونحوه ، ولا يمتنع أن تجتمع العداوة الدينية ، مع المحبة الطبيعية ؛ لأن مورد الأمرين مختلف. أنواع الكفر باعتباراته المختلفة: الشروط الواجب توفرها في الإمام (رئيس الدولة). ومثل ذلك الدواء ، فإن الدواء يجتمع فيه الحب والبغض، فهو محبوب من وجه مبغوض من وجه آخر. وكذلك القتال في سبيل الله يجتمع فيه كره طبيعي لما فيه من إيذاء النفوس، وحب شرعي لما فيه من الثواب العظيم ، فقد قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) البقرة / 216. قال الشيخ ابن عثيمين: " لا حرج على الإنسان إذا كره ما كُتب عليه؛ لا كراهته من حيث أمَر الشارع به؛ ولكن كراهته من حيث الطبيعة؛ أما من حيث أمر الشارع به ، فالواجب الرضا، وانشراح الصدر به " انتهى من "تفسير الفاتحة والبقرة" (3/50).
إعراب الآية 8 من سورة الغاشية - إعراب القرآن الكريم - سورة الغاشية: عدد الآيات 26 - - الصفحة 592 - الجزء 30. سبق إعراب مثيلها. وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) يتبادر في بادىء الرأي أن حق هذه الجملة أن تعطف على جملة { وجوه يومئذٍ خاشعة} [ الغاشية: 2] بالواو لأنها مشاركة لها في حكم البيان لحديث الغاشية كما عطفت جملة: { ووجوه يومئذ عليها غبرة} [ عبس: 40] على جملة: { وجوه يومئذ مسفرة} في سورة عبس ( 38). القران الكريم |وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ. فيتجهُ أن يُسأل عن وجه فصلها عن التي قبلها ، ووجه الفصل التنبيه على أن المقصود من الاستفهام في { هل أتاك حديث الغاشية} [ الغاشية: 1] الإِعلام بحال المعرَّض بتهديدهم وهم أصحاب الوجوه الخاشعة فلما حصل ذلك الإِعلام بجملة: { وجوه يومئذٍ خاشعة} [ الغاشية: 2] إلى آخرها تم المقصود ، فجاءت الجملة بعدها مفصولة لأنها جعلت استئنافاً بيانياً جواباً عن سؤال مقدر تثيره الجملة السابقة فيتساءل السامع: هل من حديث الغاشية ما هو مغاير لهذا الهول؟ أي ما هو أنس ونعيم لقوم آخرين. ولهذا النظم صارت هذه الجملة بمنزلة الاستطراد والتتميم ، لإظهار الفرق بين حالي الفريقين ولتعقيب النذارة بالبشارة فموقع هذه الجملة المستأنفة موقع الاعتراض ولا تنافي بين الاستئناف والاعتراض وذلك موجب لفصلها عما قبلها.
لأنها عملت لغير الله فهلكت أو لأنها ضلت الطريق فعبدت الله على غير هدى وعلم وخرجت عن شرعه •مجاهدة النفس على تحقيق شروط قبول العبادة ( الإخلاص والمتابعة) حتى تقبل أعمالنا ونكون من الفائزين برضوان الله وجنته. (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ )) [القيامة:22] (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ )) [الغاشية:8] (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ )) [عبس:38] ما أجمل الوجوه هناك، لقد طابت القلوب والأعمال هنا ، فطابت الوجوه هناك . | اللّهُمـَّ آرزُقنآ حُـسنَ الخَآتِمة. الحديث: • قال ابن عباس وقتادة وابن زيد الغاشية من أسماء يوم القيامة أخرجه الطبري بسند ثابت. • عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ب سبح والغاشية في صلاة العيد ويوم الجمعة وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) • تقرير عقيدة البعث والجزاء • من أراد الآخرة وسعى لهاسعيها وهو مؤمن ، فسيجازى بحسن العاقبة لأنه أرضى ربه ، فأرضاه الله عز وجل بالفوز بجنته. •نتفكر في تصرفاتنا ، وفي نياتنا ، فنصرفها لله عز وجل ، ونتزود بالتقوى ، ونجتهد في عمل الخير، ونصبر على ذلك ، حتى نسعد ونرضى في يوم الحساب. • قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: " ياأهل الجنة ،فيقولون: لبيك ربنا وسعديك ، فيقول: هل رضيتم ؟ فيقولون: ومالنا لانرضى وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من خلقك ، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك ،قالوا: يارب وأي شيئ أفضل من ذلك ؟ فيقول: أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا ".
ولو أن مقدار كأس منها مزجت في بحور الدنيا فشرب أهلها منها لأغنتهم عن الطعام والشراب من طيب طعمها ولذيذ شربها. أخرج سعيد بن منصور، والبيهقي عن ابن عباس قال: التسنيم، اشرف طعام شراب أهل الجنة، وهو صرف للمقربين، ويمزج منه لأصحاب اليمين. وتلون النعيم يوحي بكرم الضيافة كما يوحي برفعة وارتفاع التقدير: " فيها سرر مرفوعة " وهذا ما يشابه أفعال أهل الدنيا من اصحاب الكرم، فإذا ما حل بهم زائر كريم، فإنهم يختارون له المكان المشرف والمرتفع، واللائق من بيوتهم، ويضعون له الفراش فوق الفراش، والوسادة فوق الوسادة،... زيادة ومتعه له، ويحرصون على راحته كي تطيب له الجلسة وأنسها. وارتفاع السرر في الجنة فيه رفعة شأن لأهلها، لما في معنى الارتفاع من سمو وتنزيه وطهارة. وهذه السرر أيضاً مزينة بالحلي, والأنواع الفاخرة النفيسة من الزبرجد والدر والياقوت إضافة إلى أنها مشبكه بالذهب والفضة التي تعلوها فرش بطائنها من إستبرق، وهذه الفرش جاء وصفها بأنها مرفوعة كما في قوله تعالى " • " سورة الواقعة: الآية: 34، وهي بذلك تتناسب مع هذه السرر. قال ابن عباس: ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت. ومع ارتفاع هذه السرر يستطيع أهل الجنة أن ينظروا إلى أقصى حد من ملكهم ونعيمهم الذي أولاهم الله إياه مما يزيد في متعتهم الحسية والروحية، وهذه المتعة إذا ما أردنا المقاربة, فهي تشبه متعة اصحاب الأملاك والبساتين الواسعة وهم ينظرون إلى جمال, وخضرة, ونضرة, و سعة هذه الأملاك من خلال تله أو جبل يحاذي ملكهم, وقد تزيد متعتهم أكثر إذا ما نظروا إليها من خلال الطائرة.
ولما تعددت درجات الجنة من حيث السعة والرفعة والارتفاع، تعددت سعة ورفعة وارتفاع هذه السرر فظهرت كأنها سرر بعضها فوق بعض. ومع ارتفاع السرر تظهر متعة أخرى لها مزية خاصة، فهذه السرر تتواضع وتدنو من صاحبها إذا ما أراد الجلوس أو الاتكاء عليها، وبخلاف المصعد الكهربائي المعروف في الدنيا. ثم يمضي النعيم خطوة أبعد لنجد أن كل شيء في الجنة معدود وموضوع ومهيأ بما يأتي عليه الذوق والحس: " وأكواب موضوعة * ونمارق مصفوفة * وزرابي مبثوثة " الأكواب: آنية الشراب، أو الأقداح. نمارق: وسائد ومرافق يتكأ عليها ومفردها نمرقة. زرابي: البسط الفاخرة العريضة، وتشمل ما يعرف بالسجاجيد. وأكواب الشراب معدة ومملوءة، يشربون منها كيفما شاءوا، فهي كثيرة ومتوفرة وموضوعة في كل مكان، على ضفاف الأنهار المتنوعة, والعيون الجارية وبين أيدي الغلمان, ويطاف بها عليهم، وفي الأباريق التي تأتي إليهم دون أن يكدوا في الوصول إليها... أخرج ابن أبي الدنيا بسند جيد، عن أبي امامة، قال: أن الرجل من أهل الجنة ليشتهي من شراب الجنة، فيجيء الإبريق، فيقع في يده، فيشرب، ثم يعود إلى مكانه. ولا عجب في ذلك، فهم يعيشون في هناء ورغد العيش وحياتهم تسير بهم كما يشتهون، وكلها يسر وسهولة، ورتابة وجمال.