وهذا في الموقف. وأما في الجنة: فالأمر أعظم وأجل. روى مسلم (181) عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ). قال ابن قدامة رحمه الله: " والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه، ويكلمهم ويكلمونه" انتهى من "لمعة الاعتقاد"، ص10. فالمتقون يحشرون إلى الله تعالى، فيلقونه في الموقف ويرونه، ويلقونه في الجنة ويرونه، وذلك أعظم نعيم يحصل لهم. إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ. نسأل الله أن ينعمنا بالوفد إليه ، والنظر إلى وجهه الكريم. والله أعلم.
واعلم أنه لما انقضت هذه الواقعة قال إبراهيم: ( إني ذاهب إلى ربي) ونظير هذه الآية قوله تعالى: ( وقال إني مهاجر إلى ربي) [ العنكبوت: 26] وفيه مسائل: المسألة الأولى: دلت هذه الآية على أن الموضع الذي تكثر فيه الأعداء تجب مهاجرته ، وذلك لأن إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه ، مع أن الله سبحانه خصه بأعظم أنواع النصرة ، لما أحس منهم بالعداوة الشديدة هاجر من تلك الديار ، فلأن يجب ذلك على الغير كان أولى. المسألة الثانية: في قوله ( وقال إني ذاهب إلى ربي) قولان: الأول: المراد منه مفارقة تلك الديار ، والمعنى إني ذاهب إلى مواضع دين ربي. قال إني ذاهب الى ربي سيهدينِ - YouTube. والقول الثاني: قال الكلبي: ذاهب بعبادتي إلى ربي ، فعلى القول الأول المراد بالذهاب إلى الرب هو الهجرة من الديار ، وبه اقتدى موسى حيث قال: ( كلا إن معي ربي سيهدين) [ الشعراء: 62]. وعلى القول الثاني: المراد رعاية أحوال القلوب ، وهو أن لا يأتي بشيء من الأعمال إلا لله تعالى ، كما قال: ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) [ الأنعام: 79] قيل: إن القول الأول أولى ؛ لأن المقصود من هذه الآية بيان مهاجرته إلى أرض الشأم ، وأيضا يبعد حمله على الهداية في الدين ؛ لأنه كان على الدين في ذلك الوقت إلا أن يحمل ذلك على الثبات عليه ، أو يحمل ذلك على الاهتداء إلى الدرجات العالية والمراتب الرفيعة في أمر الدين.
قال إني ذاهب الى ربي سيهدينِ - YouTube
وفي قوله: سيهدين على هذا القول تأويلان: أحدهما سيهدين إلى الخلاص منها. الثاني: إلى الجنة. وقال سليمان بن صرد وهو ممن أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -: لما أرادوا إلقاء إبراهيم في النار جعلوا يجمعون له الحطب ، فجعلت المرأة العجوز تحمل على ظهرها وتقول: أذهب به إلى هذا الذي يذكر آلهتنا ، فلما ذهب به ليطرح في النار قال إني ذاهب إلى ربي. فلما طرح في النار قال: حسبي الله ونعم الوكيل فقال الله تعالى: يا نار كوني بردا وسلاما فقال أبو لوط وكان ابن عمه: إن النار لم تحرقه من أجل قرابته مني. فأرسل الله عنقا من النار فأحرقه. الثانية: قوله تعالى: رب هب لي من الصالحين لما عرفه الله أنه مخلصه دعا الله ليعضده بولد يأنس به في غربته. وقد مضى في [ آل عمران] القول في هذا. إني ذاهب إلى ربي سيهدين - مجلة هافن. وفي الكلام حذف ، أي: هب لي ولدا صالحا من الصالحين ، وحذف مثل هذا كثير. فبشرناه بغلام حليم أي إنه يكون حليما في كبره ، فكأنه بشر ببقاء ذلك الولد; لأن الصغير لا يوصف بذلك ، فكانت البشرى على ألسنة الملائكة كما تقدم في [ هود]. ويأتي أيضا في [ الذاريات].
فيا من ترى تقلب وجهي في السماء، ولّني قبلة أرضاها كما ولّيت حبيبك قبلةً يرضاها، فقد جئتك ببضاعة مزجاةٍ فأوف لي الكيل وتصدق عليّ فإنما الصدقات للفقراء والمساكين، وأنا فقيرة أطمع في غناك أن تيسّر عليّ هجرتي. فاللهم ثبت خطاي، وهب لي قبس من نورك أرى به وجهتي، فلا أضل عنها ما حييت. واربت على قلبي الخائف بحنانٍ من لدنك، حتى يكتسي بأمانٍ لا خوف بعده أبدًا. أقرأ التالي 18/03/2022 أسطورة خيالية 16/03/2022 الحقيقة والوهم 13/03/2022 القول في تلاقي الأرواح
نال دبلوم الدراسات العليا في المعهد العالي للفنون المسرحية تخصص إخراج عام 1990، وحصل على الدكتوراه في فلسفة الفنون من جامعة الفن المسرحي والسينما ببوخارست في رومانيا، وكان موضوعها «تقنيات إخراج الكوميديا في المسرح المصري المعاصر» عام 1994، وقام بتدريس المسرح بكلية الآداب بجامعة حلوان، وقدم للسينما والمسرح والتليفزيون أكثر من 230 عملا فنيا.
لأنها نقلت العبادة من المظاهر والمراسم إلى الحقائق الأبدية، أو نقلتها من عالم الحس إلى عالم الضمير. ولم يشهد التاريخ قبل السيد المسيح رسولا رفع الضمير الإنساني كما رفعته، ورد إليه العقيدة كلها كما ردها إليه. فقد جعله كفوءاً للعالم بأسره بل يزيد عليه. لأن من ربح العالم وخسر ضميره فهو الخاسر في هذه الصفقة الخاسرة. وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ وماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟... إن الطهر كل الطهر في نقاء الضمير. فمناط الخير كله فيه، ومرجع اليقين كله إليه. فليس شيء من خارج الإنسان يدنسه. بل ما يخرج من الإنسان هو الذي يدنس الإنسان. صلاح عبدالله ينعى أحمد حلاوة: «ستبقى بيننا بسيرتك العطرة». وهناك حياته وبقاؤه، فليس حياته من أمواله) الخ الخ ص 147 أقول هذا تفهيماً وتأديباً، ولا أقوله لملاطفة أو استرضاء. فإن الفتاة التي تسرع إلى الشتم والبغاء تستوجب التفهيم والتأديب، بل تستوجب الزجر الشديد، ولكنها لا تستحق الملاطفة ولا الاسترضاء. وقد كان السؤال عن الفن الجميل أسئلة كثيرة، ويدور بعضها على التصوير ومنها على التمثيل. ولا يتسع المقام هنا للكلام على التصوير لأنه يحتاج إلى أمثلة من الصور المختلفة لا يتيسر عرضها في هذا المقام. فنكتفي بالسؤال عن التمثيل، وهو كما جاء في خطاب الأديبين صاحبي الإمضاء.