علوم - الصف الرابع - حل أسئلة درس الفصول الأربعة - YouTube
الفحولة في بيئة الشعراء بحث في بواكير المصلح إن من بين المصطلحات النقدية التي نجدها حاضرة وبقوة في بيئة الشعراء، والتي تفصح عن وعي نقدي واضح، مصطلح "الفحولة" ومقابلاته من نظير " الفحول " و" الفحل "، هذا المصطلح ارتبط بالأصمعي أكثر من ارتباطه بآخرين، إلا أننا نجده مستعملًا في بيئة الشعراء بقوة، فأحيانًا يوظف عن طريق المجاز، وأحيانا أخرى يوظف عن طريق الاستعارة، كما أشار إلى ذلك الدكتور الشاهد البوشيخي في كتابه: "مصطلحات النقد العربي لدى الشعراء الجاهليين والإسلاميين: قضايا ونماذج" [1]. إن نسبة مصطلح " الفحولة " ومقاييس الفحولة للأصمعي، لأمر محير يجب إعادة النظر فيه، وسيتضح الأمر عندما سنسوق لك نصوصًا من صدر الإسلام توضح وتبيِّن لك هذه المقاييس، ونصبو في هذه المداخلة إلى إعادة النظر في كل الأقوال التي نسَبت هذا المصطلح للأصمعي، وجعلت محاولته في كتاب "فحولة الشعراء" أول ما كتب في نقد الشعر عند العرب، إن لحظة التأسيس لم تكن مع الأصمعي ولا مع ابن سلام، ولا مع ابن قتيبة، بل كانت مع الشعراء وهم يحتكمون للنابغة، وهم ينشدون أبياتًا ويسألون: مَن أشعرهم؟ لحظة التأسيس تبدأ من هذه المرحلة التي لقيت إهمالًا من لدن الباحثين.
إنما توصف بالخفَر، وأنها مطلوبة ممنَّعة، وأنت يا أحوص، أخبرني عن قولك: فإن تصلي أصلكِ وإن تبيني بصَرمِكِ قبل وَصْلكِ لا أبالي وإني للمودة ذو حفاظٍ أواصِل من يَهشُّ إلى وصالي وأقطع حبل ذي ملقٍ كذوبٍ سريعٍ في الخُطُوبِ إلى انتقالِ ويلك أهكذا يقول الفحول؟! أما والله لو كنت فحلًا ما قلت هذا لها، وقال بعضهم: أما والله لو كنت من فحول الشعراء لباليت، هلَّا قلت كما قال هذا الأسود، وضرب بيده على جنب نُصَيب: بزينب ألمـم قبل أن يرحل الرَّكـب *** وقل إن تَمَلِّيــنا فما ملك القلـب" [14] نستشف من هذا النص أن كثير انتقد عمر بن أبي ربيعة والأحوص على طريقة وصفهم وتغزلهم بالمرأة؛ حيث إن المرأة لا توصف في أشعار العرب كما وصفوها، فخالفوا بذلك طريق الفحول وشرطًا من شروط الفحولة. 4- شرط الرواية: بمعنى أن الشعراء الفحول هم رواة الشعر؛ لأن بالرواية يكتسب الشاعر الدربة والممارسة، ونستحضر ها هنا الحطيئة باعتباره راوية لزهير بن أبي سلمى، فما اكتسبه من علم بالشعر من خلال الرواية جعله شاعرًا يقوى على القول، ولا يخشى ضروب الشعر، كما نستحضر هنا قول رؤبة: "الفحولة هم الرواة" [15] ، وقد شرح عبدالسلام هارون هذا النص بقوله في الإحالة: "يريد الذين يرون شعر غيرهم، فيكثر تصرفهم في الشعر، ويقوون على القول".
غير ان امعان النظر في كتب النقد يقودنا الى تصور آخر، وفهم آخر، والى دلالات ترتبط بأكثر من جانب من جوانب الشعر. أولى هذه الدلالات الاطالة لا الجزالة، وكثرة المطولات لا وفرة المقطعات. ونعني بالاطالة امتداد النفس في النظم حتى تغدو القصيدة كالمعلقة، ونعني بالكثرة ان ينظم الشاعر الفحل مجموعة من القصائد الطوال لا معلقة واحدة. والمحاورة بين الاصمعي وأحد سائليه توضح هذه الدلالة: «سألت الاصمعي عن عمرو بن كلثوم: أفحل هو؟ فقال: ليس بفحل. قلت: فعروة بن الورد؟ قال: شاعر كريم، وليس بفحل. قلت: فالحويدر؟ قال: لو كان قد قال خمس قصائد مثل قصيدته ـ يعني العينية ـ كان فحلا. قلت: فمعقر البارقي؟ قال: لو أتم خمسا أو ستا لكان فحلا». اذاً لم يكن عمرو بن كلثوم ـ وهو صاحب المعلقة المدوية الاصداء التي ألهت بني تغلب عن كل مكرمة ـ اقول: اذا لم يكن هذا الشاعر فحلا فمن الفحل؟ وما الفحولة؟ الفحل عند الاصمعي صاحب المطولات الجياد، أما عمرو فليس له كثير منها. والفحولة على هذا الاساس ليست سمة فنية من سمات الاسلوب، ولا خاصة من خصائص الشعر. وانما هي رقم وعدد، وأرقامها وأعدادها على وجهين: كثرة الابيات في القصيدة الواحدة، وكثرة الطوال لدى الشاعر الواحد.
اعتبر الإسلام طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، وعلى المستويين: المستوى العيني، والمستوى الكفائي. حيث اعتبر التعلم بمختلف فروعه، طريقاً الى إكمال إنسانية الإنسان، والإيمان بالرسالة الإلهية، ومعرفة الله تعالى، والاستقامة السلوكية، وبناء المجتمع، وتنظيم الحياة، جاء ذلك واضحاً في قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر/ 28). ويقول تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة/ 11). وأيضاً في قوله تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق/ 3-5). وكما أسس القرآن الدعوة الإسلامية على أساس العلم والمعرفة، ونادى بإقامة الإيمان على أساس العلم والدليل والبرهان، واصلَ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الدعوة إلى طلب العلم، والحثّ عليه، ومارس هو (صلى الله عليه وآله وسلم) نشر العلم والمعرفة، حيث طلب (صلى الله عليه وآله وسلم) من أسرى قريش في بدر، أن يعلّم كلّ واحد منهم عشرة صبيان من أبناء المسلمين، كفداء لهم من الأسر، ليوحي بأنّ الفك من أسر الحروب يعادله الفك من أسر الجهل.
طلب العلم فرضٌ على الكفاية: ويصدق ذلك على العلوم التي تكون الأمة الإسلامية بحاجةٍ لها ولا تستقيم أمور الحياة إلا بها، فإذا تعلمها فئة من الناس (حتى اكتفت الأمة بهم) سقط الحكم عن الباقين، وإن لم تكتفِ الأمة بمن تعلَّم تلك العلوم واحتاجت لغيرهم أُثِم الجميع حتى يصل الحد بالأمة في تلك العلوم إلى درجة الكفاية، وتلك العلوم مثل: علم الطب والصيدلة ومعرفة أحكام الإرث والوصايا، قال ابن عبد البر: (قد أجمع العلماء على أنّ من العلم ما هو فرض عين متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع). طلب العلم مندوبٌ شرعاً ويكون ذلك في باقي العلوم التي تعتبر مكملةً للعلوم المفروضة ؛ كعلم الفقه الذي من خلاله يتعلّم المسلم ما يتعلق بالشرائع وكيفية استخراج الأحكام من الأدلة النقليّة، أو علم الأصول والتفسير وغير ذلك من العلوم الشرعية. طلب العلم محرّمٌ شرعاً: ويصدق ذلك في حق بعض العلوم والمعارف التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالناس؛ كتعلُّم السحر والعرافة والدجل والكهانة وغير ذلك. المراجع ↑ "تعريف ومعنى علم" ، معجم المعاني الجامع ، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2017.
وكم نقرأ في الأحاديث والأوامر والإرشادات النبويّة الكريمة، الحث والالتزام بطلب العلم، منها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم». ومنها: «إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم». وأيضاً: «مَن سلك سبيلاً يطلب به علماً، سلك الله به سبيلاً إلى الجنّة». وفي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) الفكرية، شقّ الإمام الصادق (عليه السلام) العلوم بفكره الثاقب وبصره الدقيق، حتى ملأ الدنيا بعلومه، وهو القائل: «سلوني قبل أن تفقدوني فإنّه لا يحدّثكم أحد بعدي بمثل حديثي». ولم يقل أحد هذه الكلمة سوى جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). وأدلى (عليه السلام) بحديث أعرب فيه عن سعة علومه فقال: «والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنّه في كفي، فيه خبر السماء وخبر الأرض، وخبر ما كان، وخبر ما هو كائن، قال الله عزّ وجلّ: (فيه تبيان كلّ شيء)». وقد كان من مظاهر سعة علمه أنّه قد ارتوى من بحر علومه أربعة آلاف طالب وقد أشاعوا العلم والثقافة في جميع الحواضر الإسلامية ونشروا معالم الدين وأحكام الشريعة. من تلك وأمثالها من البيانات والممارسة، نكتشف أهمية العلم، وطلبه في الإسلام، ويتضح لنا الاهتمام بعلوم الحياة، كالطب والهندسة والفيزياء والزراعة والكيمياء، ومختلف المهن والصناعات، إذا عرفنا أنّ الشريعة الإسلامية اعتبرت تلك العلوم والصناعات والمهن، من الواجبات الكفائية، أي يجب توفيرها بقدر الكفاية، نعرف أهمية العلم، وهدف الإسلام العملي من تحصيل العلوم.
وقد سأل سليمان عليه السلام ربه عز وجل: أن من قصد هذا المسجد لايعنيه إلا الصلاة فيه أن لا تصرف نظرك عنه ما دام مقيماً فيه حتى يخرج منه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه فأعطاه اللّه ذلك.