وكما نلحظ هنا أن الله جل جلاله ذكر في القرآن تعبيرات "يتيماً"، و"مسكيناً" ومن قبلهما "رقبة"، من دون استخدام أي أدوات تعريف مثل استخدام "ال" قبل الكلمة، حتى يعمم المعنى على الجميع، أياً كان دينهم أو عقيدتهم؛ فلم يقل عز وجل: يطعمون اليتيم المسلم، أو المسكين المسلم بل قال بصيغة النكرة: {{ "أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ… يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ… أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ"}} كي يسري المعنى على أي يتيم، أو أي مسكين!! وليس هذا الأمر بمستغرب في القرآن، وذكر أيضاً: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا". (سورة الإنسان). ثم يصف لنا القرآن بعد ذلك كيفية اقتحام العقبة الأخيرة، لدخول جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب، فكان ذلك بالتحلي بالصبر، وبأن يكون الإنسان في قلبه رحمة "وتواصوا بالمرحمة"!. وما أدراكم ما هي الرحمة!! فالرحمة لا تجعل إنساناً يعتدي على آخرين، والرحمة لا تجعله يظلم زوجته، ولا الزوجه تظلم زوجها، والرحمة لا تسمح له أن يأكل حق غيره في الميراث، والرحمة لا تعطيه مجالاً أن يتعصب ضد جاره لأنه مختلف عنه في العقيدة، بل إن الرحمة تدعو إلى العدل والإنسانية، ومد اليد بلا تردد لكل من يحتاجها.
فإن العدوان الغاشم على بلادنا منذ أكثر من ثلاثة أعوام وإلى هذه اللحظة قد أهلك الحرث والنسل ودمر كل شيء وأصبح الناس مشردين ونازحين إلى المحافظات الخالية من المرتزقة وأكثرهم في صنعاء والكثير منهم لا مأوى وبعضهم لا يجدون ما يأكلون وما يلبسون، فهؤلاء أحوج من غيرهم إلى المساعدة ومد يد العون، لاسيما في هذا الشهر الفضيل. فكل جار عليه أن يتفقد جيرانه من النازحين الفقراء، ويقوم بالتحرك الجاد لمساعدتهم عن طريق الجمعيات التي تدعم النازحين ولو لم يكن إلا أن يُعلم المنظمات أو الجمعيات بوجود حالات فقيرة في منطقته، لأن الكثير من الحالات لم تصلها يد العون. وإذا لم يحرص الناس على فعل الخير وبذل الصدقات في هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الأجور والحسنات فمتى سيفعلون الخير؟! إن الله يقول ( مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ) إن حقيقة الدين ليس في العبادات الصورية والشكلية بل هو خلق وصفا وكرم ووفاء ومساعدة الفقراء، والإنفاق على المساكين والأسرى، ومداواة الجرحى والمرضى ، ومواساة أُسر الشهداء وغيرها من صفات الخير التي نادى بها الفلاسفة والحكماء وجاء بها الأنبياء العظماء، إذاً حقيقة الدين ولبّه وأساسه هي المعاملة الحسنة بينك وبين الناس والسعي في مساعدتهم وإسعادهم وإدخال السرور على قلوبهم.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ". اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد. وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كُن لهم ناصرًا ومُعينا، وحافظًا ومؤيِّدا. التفريغ النصي - تفسير سورة النساء _ (67) - للشيخ أبوبكر الجزائري. اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
فتأمل -رعاك الله- هذا التعوذ من مصدري الشر ومآليه؛ أما مصدراه: فالنفس الأمارة بالسوء والشيطان أعاذنا الله منه، وأما المآل والنتيجة: فالإضرار بالنفس بإيقاعها في الإثم والحرام أو الإضرار بالآخرين.
وصف الكتاب بحث علمي محَكَّم مجلة الجامعة الإسلامية العدد (188) وخلص البحث إلى جملة من النتائج من أهمها: 1-أن لعن "الواصلة، والواشمة، والواشرة، والنامصة" ثبت مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود. 2-أن جملة (المغيرات خلق الله) من قول عبد الله بن مسعود، ولم تثبت بسند صحيح مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم. 3-ورد النهي عن الوصل والوشم مرفوعاً من طريق تسعة من الصحابة، وليس في أي رواية منها الإشارة لعلة تغيير خلق الله. 4-أن جملة (والمغيرات خلق الله) بإضافة الواو، رواية شاذة لا تثبت. 5-زيادة (إلا من داء) شاذة في حديث ابن مسعود، لمخالفتها سائر روايات الثقات. 6- جمهور المفسرين على أن قوله تعالى: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) يراد به تغيير الدين والفطرة، لا التغيير الظاهري في الجسد. 7-"تغيير الخلقة" ليس علة للتحريم؛ لأن الشريعة أجازت صوراً كثيرة من صور تغيير الخلقة، كالختان، ونتف الإبط، وصبغ الشعر، والخضاب، وثقب أذن الصغيرة للزينة... الخ. 8-التغييرُ المحرَّم هو الذي يتضمن شركاً، أو تدليساً وغشاً وخداعاً، أو ضرراً، أو تشويهاً للبدن، أو تشبهاً بأهل الفسق والفجور. تفسير سورة النساء الآية 119 تفسير السعدي - القران للجميع. 9-صح عن عائشة رضي الله عنها الترخيص للمرأة بنتف شعر وجهها تزيناً للزوج، وهو مذهب جمهور العلماء.
أحاديث أخري متعلقة من كتاب الجدعيات لأبي القاسم البغوي المعـاني الشـروح التراجم التخـريج الرواة الطرف " فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ قَالَ: مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ الْإِخْصَاءُ لا تتوفر ترجمة لهذا الحديث لا توجد ألفاظ غريبة بهذا الحديث نعتذر غير متوفر شروح لهذا الحديث رواة الحديث تعرف هنا على رواة هذا الحديث الشريف وسيرتهم وطبقاتهم ورتبة كل منهم
ومن يستجب للشيطان ويتخذه ناصرًا له من دون الله القوي العزيز، فقد هلك هلاكًا بيِّنًا. ان تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم، والوشر والنمص والتفلج للحسن، ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن. يتضمن ذلك:- التسخط من خلقته. والقدح في حكمته. واعتقاد أن ما يصنعون بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن. وعدم الرضا بتقديره وتدبيره. ويتناول أيضًا تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق وإيثاره، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشر والشرك والكفر والفسوق والعصيان. ولآمرنهم فليغيرن خلق الله. فإن كل مولود يولد على الفطرة ولكن أبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه، ونحو ذلك مما يغيرون به ما فطر الله عليه العباد من توحيده وحبه ومعرفته. فافترستهم الشياطين في هذا الموضع افتراس السبع والذئاب للغنم المنفردة. لولا لطف الله وكرمه بعباده المخلصين لجرى عليهم ما جرى على هؤلاء المفتونين، وهذا الذي جرى عليهم من توليهم عن ربهم وفاطرهم وتوليهم لعدوهم المريد لهم الشر من كل وجه، فخسروا الدنيا والآخرة، ورجعوا بالخيبة والصفقة الخاسرة، ولهذا قال: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه وأوبقته معاصيه وخطاياه؟!
ومن يستجب للشيطان ويتخذه ناصرًا له من دون الله القوي العزيز، فقد هلك هلاكًا بيِّنًا.