الدعوة بالحكمة تكون للمعاند والمعارض للحق ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الشرع الحنيف حثَّ المسلمينَ على دعوةِ غيرهم إلى الإسلامِ، لكن كيفَ تكون دعوةُ المعاندِ والمعارضِ؟ وما هي مراتب الدعوةِ؟ ولمن تكونُ كلُّ مرتبةٍ؟ وما حكمُ الدعوةِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؟ وما هي فضائل الدعوةِ إلى الله؟ وما الدليل على كلِّ فضلٍ من هذه الفضائل؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال. الدعوة بالحكمة تكون للمعاند والمعارض للحق إنَّ الدعوةَ للمعاندِ والمعارضِ للحقِّ تكون بالجدال بالتي هي أحسن، وبناءً على ذلك فإنَّ العبارة المذكورة تعدُّ عبارةً خاطئةً ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. [1] [2] شاهد أيضًا: طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة قائمة على أصول مراتب الدعوة إلى الله تعالى إنَّ مراتبَ الدعوة إلى الله -عزَّ وجلَّ- تعدُّ ثلاث مراتب، وهي ورادة في قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، [3] وفيما يأتي بيان كلِّ مرتبة ولمن تكون: [4] مرتبة الحكمة: وتكون عن التعريف بالحقِّ، وهذه المرتبة تكون للمستجيبين الطالبين للحقِّ.
الدعوة بالحكمة تكون المعاند والمعارض للحق، يقول الله عز وجل في القرآن الكريم واصفاً نبيه الكريم محمد عليه الصلاة والسلام: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)، وهنا توضيح بأن الحكمة والتصرف الجيد هو أساس الحكم الذي وضعه الله عز وجل لرسوله الكريم في تعامله مع الصحابة رضوان الله عليهم. إن اللين والرحمة هي من صفات الحاكم العادل، إلا أن استخدام تلك الصفات لا يكون في محله في الكثير من الأحيان، وتحديداً عند التعامل مع العدو، فالعدو يرى تلك الصفات وتلك المعاملة ضعفاً من نده، وهنا يتوجب على الشخص التعامل بالشدة وعدم التهاون مع عدوه حتى يرضخ ويعدل عن رأية في العداء، فحينها يمكن أن نتعامل معه باللين والرحمة التي كان نبي الله عليه السلام يستخدمها في بعض المواقف مع عدوه من باب ترغيبهم في الإسلام. حل سؤال الدعوة بالحكمة تكون المعاند والمعارض للحق؟ الإجابة هي: خطأ.
تتحسن أخلاق الناس بالدعوة، حيث تقل الخلافات بينهم وينضبط سلوكهم، وتزيل من بينهم الأحقاد والضغائن، فيأمنوا ويطمئوا على أنفسهم وأبنائهم وأموالهم وأعراضهم. ينتشر الخير بالدعوة وينتهي الفساد، وتتحقق لكل من المدعوين والدعاة السعادة بالدنيا والآخرة. تواجه الدعوة جميع العقائد الفاسدة، وتنشر العقيدة الصحيحة السليمة وهي العقيدة الإسلامية، وعليها تتألف قلوب غير الملسمين فيسارعون بالدخول إلى دين الله، وبهم يزداد الإسلام رفعة، ويترسخ بالأرض منهج الخالق سبحانه. الدعوة بالحكمة تكون للمعاند والمعارض للحق – ابداع نت. الدعوة بالحكمة تكون للمعاند والمعارض للحق هي عبارة خاطئة والصحيح أن الدعوة للمعارض والمعاند تكون عن طريق المجادلة بالتي هي أحسن، وقد توصلنا من خلال مقالنا في مخزن إلى التعرف على مدى أهمية وفضل الدعوة إلى الله تعالى في الحياة الدنيا والآخرة، وأنها واجبة على جميع المسلمين. المراجع 1 ، 2 ، 3
مدح الله تعالى من يقوم من الأمم بأداء واجب الدعوة إليه، وجعلها أحد أهم أسباب بقاء الخير بها، والدليل على ذلك ما ورد في سورة آل عمران الآية 110 (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ). مدح الله تعالى الدعوة له واعتبرها أحسن ما يمكن قوله من كلام، ويستدل على ذلك من قوله سبحانه في سورة فصلت الآية 33 (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ). الدعوة لله تعالى من أسباب نيل الفلاح بالدنيا والآخرة، ويستدل على ذلك من قول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 104 (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). الدعوة لله تعالى من أسباب الحصول على عظيم الأجر، ويستدل على ذلك من قول الله تعالى في سورة النساء الآية 114 (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ). الدعوة لله تعالى من أسباب نجاة المسلمين من العذاب، ويستدل على ذلك من قول الله تعالى في سورة المائدة الآيات 78، 79 (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
وأوضح، وكذلك حكم الدعوة إلى الله، وفي ختام هذا المقال، تم بيان فضائل الدعوة إلى الله بالدليل الشرعي.
هذه مهمة العصا كما يراها موسى عليه السلام لكن للعصا مهمة أخرى لا يعلمها، فهي حُجّته وآية من الآيات التي أعطاه الله، فبها انتصر في معركة الحجة مع السَّحَرة، وبها انتصر في معركة السلاح حين ضرب بها البحر فانفلق. ومن العجيب في أمر العصا أن يضرب بها البحر، فيصر جبلاً، ويضرب بها الحجر فينفجر بالماء، وهذه آيات باهرات لا يقدر عليها إلا الله عز وجل. لذلك جعلوا عصا موسى حجة ودليلاً وعَلَماً على الانتصار في كل شيء، فلما كان الخصيب والياً على مصر، وتمرد عليه بعض قُطَّاع الطرق، وكانت لديه القوة التي قهرهم بها، لذلك قال: فَإِنْ يَكُ بَاقٍ إِفْكُ فِرْعوْنَ فيكُمْ *** فَإنَّ عَصَا مُوسَى بكَفِّ خَصِيبِ وفي هذا المعنى يقول شاعر آخر: إذَا جَاءَ مُوسَى وأَلْقَى العَصَا *** فَقَدْ بَطُلَ السِّحْرُ والسَّاحِرُ إذن: صارتْ عصا موسى عليه السلام مثَلاً وعَلَماً للغَلبة في أيِّ مجال من مجالات الحياة. الدرر السنية. {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ(65)} فقد حُسِمتْ هذه المعركة لصالح موسى ومَنْ معه دون إراقة دماء، ودون خسارة جندي واحد، في حين أن المعارك على فرض الانتصار فيها لابد أن تكون لها نسبة خسائر في الأرواح وفي العَتَاد، أما هذه فلا.
ونقول له: أنت تنظر إلى المعنى في إجماله، وليس لديك الملَكة العربية التي تستقبل بها كلام الله، ولو كانت عندك هذه الملَكة لما اتهمتَ القرآن، فكل آية مما تظنه تكراراً إنما هي تأسيس في مكانها لا تصلح إلا له. والآيتان محل الكلام عن الشفاعة في سورة البقرة، هما متفقتان في الصدر مختلفتان في العَجْز، أحدهما: {واتقوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} [البقرة: 48]. والأخرى: {واتقوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} [البقرة: 123]. إذن: فصدْر الآيتين متفق، أما عَجُز الأولى: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة: 48]. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشعراء - الآية 69. وعَجُز الأخرى: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ} [البقرة: 123] فهما مختلفتان. وحين تتأمل صَدْرَيْ الآيتين الذي تظنه واحداً في الآيتين تجد أنه مختلف أيضاً، نعم هو مُتحد في ظاهره، لكن حين تتأمله تجد أن الضمير فيهما: إما يعود على الشافع، وإما يعود على المشفوع له، فإنْ عاد الضمير على المشفوع له نقول له: لا نأخذ منك عدلاً، ولا تنفعك شفاعة، وإنْ عاد الضمير على الشافع نقول له: لا نقبل منك شفاعة ونُقدِّم الشفاعة أولاً ولا نأخذ منك عدلاً.