قال: والعرب إذا كلم أحدهم الآخر بما يكره قال حجرا, قال: سترا دون الذي تقول. قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في معنى قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) دون القول الذي قاله من قال معناه: إنه جعل بينهما حاجزا من الأرض أو من اليبس, لأن الله تعالى ذكره أخبر في أوّل الآية أنه مرج البحرين, والمرج: هو الخلط في كلام العرب على ما بيَّنت قبل, فلو كان البرزخ الذي بين العذب الفرات من البحرين, والملح الأجاج أرضا أو يبسا لم يكن هناك مرج للبحرين, وقد أخبر جلّ ثناؤه أنه مرجهما, وإنما عرفنا قدرته بحجزه هذا الملح الأجاج عن إفساد هذا العذب الفرات, مع اختلاط كلّ واحد منهما بصاحبه. بين معنى ( أجاج) - بصمة ذكاء. فأما إذا كان كلّ واحد منهما في حيز عن حيز صاحبه, فليس هناك مرج, ولا هناك من الأعجوبة ما ينبه عليه أهل الجهل به من الناس, ويذكرون به, وإن كان كلّ ما ابتدعه ربنا عجيبا, وفيه أعظم العبر والمواعظ والحجج البوالغ. ----------------------- الهوامش: (3) البيت من مشطور الرجز ، للعجاج الراجز ( ديوانه طبع ليبسك سنة 1093 ص 9) وهو البيت الثاني والثمانون من أرجوزته التي مطلعها * مـا هـاج أحزانا وشجوا قد شجا * وضبط ناشره لفظ ممرج ، بضم الميم الأول وكسر الراء ، والصواب ما في اللسان ، ونقلناه عنه ، وهو اسم مكان من مرج الدابة يمرجها ( من باب نصر) إذا أرسلها ترعى في المرج
فأما إذا كان كل واحد منهما في حيز عن حيز صاحبه ، فليس هناك مرج ، ولا هناك من الأعجوبة ما ينبه عليه أهل الجهل به من الناس ، ويذكرون به ، وإن كان كل ما ابتدعه ربنا عجيبا ، وفيه أعظم العبر والمواعظ والحجج البوالغ.
۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53) وقوله: ( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج) أي: خلق الماءين: الحلو والملح ، فالحلو كالأنهار والعيون والآبار ، وهذا هو البحر الحلو الفرات العذب الزلال. قاله ابن جريج ، واختاره ابن جرير ، وهذا الذي لا شك فيه ، فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات. وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج - YouTube. والله سبحانه إنما أخبر بالواقع لينبه العباد على نعمه عليهم ليشكروه ، فالبحر العذب هو هذا السارح بين الناس ، فرقه تعالى بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهارا وعيونا في كل أرض بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم. وقوله: ( وهذا ملح أجاج) أي: مالح مر زعاق لا يستساغ ، وذلك كالبحار المعروفة في المشارق والمغارب: البحر المحيط وما يتصل به من الزقاق وبحر القلزم ، وبحر اليمن ، وبحر البصرة ، وبحر فارس وبحر الصين والهند وبحر الروم وبحر الخزر ، وما شاكلها وشابهها من البحار الساكنة التي لا تجري ، ولكن تتموج وتضطرب وتغتلم في زمن الشتاء وشدة الرياح ، ومنها ما فيه مد وجزر ، ففي أول كل شهر يحصل منها مد وفيض ، فإذا شرع الشهر في النقصان جزرت ، حتى ترجع إلى غايتها الأولى ، فإذا استهل الهلال من الشهر الآخر شرعت في المد إلى الليلة الرابعة عشرة ثم تشرع في النقص ، فأجرى الله سبحانه وتعالى - وله القدرة التامة - العادة بذلك.
فكل هذه البحار الساكنة خلقها الله سبحانه وتعالى مالحة الماء ، لئلا يحصل بسببها نتن الهواء ، فيفسد الوجود بذلك ، ولئلا تجوى الأرض بما يموت فيها من الحيوان. معنى كلمة ملح اجاج. ولما كان ماؤها ملحا كان هواؤها صحيحا وميتتها طيبة; ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن ماء البحر: أنتوضأ به؟ فقال: " هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته ". رواه الأئمة: مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأهل السنن بإسناد جيد. وقوله: ( وجعل بينهما برزخا وحجرا) أي: بين العذب والمالح) برزخا) أي: حاجزا ، وهو اليبس من الأرض ، ( وحجرا محجورا) أي: مانعا أن يصل أحدهما إلى الآخر ، كما قال: ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان) [ الرحمن: 19 - 21] ، وقال تعالى: ( أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) [ النمل: 61].
ب – أورد القرآن الكريم لفظة "البحر" بالإطلاق (39) موضعاً، منها (33) بالإفراد و(3) بالتثنية و(3) أخرى بصيغة الجمع، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ ﴾ [ إبراهيم: 32]. وفي المقابل نلاحظ أن القرآن الكريم أورد لفظة "البحر" بالتقييد المحدد مرتين فقط بصيغة التثنية: يقول فيها الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53]. والآية الكريمة تشير إلى ثلاثة أنواع من المياه: – مياه الأنهار وهي شديدة العذوبة. – مياه البحار وهي شديدة الملوحة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فاطر - الآية 12. – مياه في منطقة المصب وهي مزيج من الملوحة والعذوبة، وهي منطقة فاصلة بين البحر والنهر. لا تختلط الكتل المائية الثلاثة (ماء النهر وماء البحر وماء المصب) في الملوحة والعذوبة، وقد شاهد الباحثون الذين قاموا بتصنيف الكائنات الحية بأن معظم الكائنات التي تعيش في البحر أو النهر أو المصب لا تستطيع أن تعيش في غير بيئتها وتموت إذا خرجت منها. ومنطقة المصب منطقة محجوزة على معظم الكائنات الحية التي تعيش في البحر أو النهر، لأن هذه الكائنات تموت إذا دخلتها بسبب اختلاف الضغط الأسموزي، وإذا كانت العين المجردة لا تستطيع أن ترى هذا الحاجز الذي يحفظ الله به منطقة المصب، فإن الأقمار الصناعية قد زودتنا بصورة باهرة تبين لنا حدود هذه الكتل المائية الثلاث، ولقد وصف القرآن الكريم منطقة اللقاء بين الكتل المائية الثلاثة بأدق وصف وأدل لفظ وأوجز عبارة تضمنت تحديد العلاقة بين الكتل المائية الثلاثة وكائناتها الحية التي تعيش فيها.
الرضا: فإن رَضِيَ الله عن عبده، أرضاه، وحَقّق له السعادة، وثبّتَ قلبه على الطريق المستقيم الحقّ، ووَفّقه إلى فَعْل الخير أينما توجَّه، فينال رضا الله في الدُّنيا والآخرة، وعند الموت، ويتحقّق ذلك بكمال الإيمان، كما أنّ الله يُحقّق لِمَن يُحبّه من العباد الرضا عند العباد؛ إذ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن التمَس رضا اللهِ بسخَطِ النَّاسِ رضِي اللهُ عنه وأرضى النَّاسَ عنه ومَن التمَس رضا النَّاسِ بسخَطِ اللهِ سخِط اللهُ عليه وأسخَط عليه النَّاسَ). المصدر:
التوكل على الله وسعة الرجاء: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: علم العبد بتفرد الرب تعالى بالضُّرّ والنفع, والعطاء والمنع, والخلق والرزق, والإحياء والإماتة يثمرُ له عبودية التوكل عليه باطناً, ولوازم التوكل وثمراته ظاهراً,... قال شيخنا رضي الله عنه: فكلُّ من كان بالله وصفاته أعلم وأعرف كان توكُّله أصحَّ وأقوى. ومعرفته بغناه وجوده, وكرمه وبره, وإحسانه ورحمته, توجب له سعة الرجاء. زيادة الإيمان وثباته: لزيادة الإيمان في قلب المسلم وثباته، أسباب متعددة، من أهمها: الإيمان بأسماء الله الحسنى، وصفاته العلا، وكلما ازداد العبد معرفةً بها ازداد إيمانًا، ولذا ينبغي أن يحرص المؤمن على بذل جهده في معرفته الله بأسمائه وصفاته وأفعاله على مذهب أهل السنة والجماعة، فهذه هي المعرفة النافعة التي تزيد من إيمانه، وتقوي صلته بالله عز وجل. قال الشيخ عبد الرزاق بن عبدالمحسن البدر: معرفة أسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة, والتي تدل على كمال الله المطلق من كافة الوجوه لمن أعظم أبواب العلم التي يحصل بها زيادة الإيمان. من اسباب محبة الله للمؤمن - موقع محتويات. عبادة الله جل جلاله على بصيرة: قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الإيمان بالله تعالى يُثمر للمؤمنين ثمرات جليلة، منها: تحقيق عبادته بفعل ما أُمر به، واجتناب ما نُهي عنه.
الوقاية من فتنة الدجال: قال الشيخ يوسف بن عبدالله الوابل: هذه بعض الإرشادات النبوية التي أرشد إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم أمَّته، لتنجو من هذه الفتنة العظيمة التي نسأل الله العظيم أن يعافينا ويعيذنا منها، معرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحدٌ، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الله تعالى منزه عن ذلك، وأن الدجال أعور، والله ليس بأعور، وأنه لأحد يرى ربه حتى يموت، والدجال يراه الناس عند خروجه، مؤمنهم وكافرهم. اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً. كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
من اسباب محبة الله للمؤمن ؟ هي أحد الأمور الهامة التي يجب على كل مسلم معرفتها، فمحبة الله -تعالى- لعباده توجب الرضى والسعادة للعبد، وتشعره بالرضى والطمأنينة، وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها نظر العاملون، وإلى عَلَمها شمر السابقون، وفي هذا المقال سنتحدث عن أسباب محبة الله للمؤمن، كما سنبين علامات محبة الله -تعالى- لعباده المؤمنين. من اسباب محبة الله للمؤمن إن أسباب محبة الله -عز وجل- لعباده تكمن في التقرب منه عز وجل بطاعته وإجتناب نواهيه، وفيما يلي بعض تلك الطاعات التي تجلب محبة الله -تعالى- للمؤمن: [1] قراءةُ كتاب الله عز وجل بتدبر، فلا يكتفي المسلم بالقراءة فقط بل عليه أن يفهم معاني الآيات ويتدبرها. القرب لله -تعالى- بأداء النوافل والسنن بعد صلاة الفريضة فقال -تعالى- في الحديث القدسي: " وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه ". [2] الذكر الدائم على كل حال في القلب واللسان والجوارح، بحيث يكون نصيبه من الحب بقدر نصيبه من الذكر. إيثار مايحبه الله -عز وجل- عند غلبة الشهوات في قلب العبد. فهم معانى أسماء الله -تعالى- وصفاته، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبَّه لا محالة.
فلا يمكن أحدًا أن يعبد الله على الوجه الأكمل، حتى يكون على علم بأسماء الله وتعالى وصفاته، ليعبده على بصيرة؛ قال الله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180]، وهذا يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة. فدعاء المسألة أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى ما يكون مناسبًا مثل أن تقول: يا غفور اغفِر لي، ويا رحيم ارحمني، ويا حفيظ احفظني، ونحو ذلك. ودعاء العبادة أن تتعبد الله تعالى بمقتضى هذه الأسماء، فتقوم بالتوبة إليه لأنه التواب، وتذكره بلسانك لأنه السميع، وتتعبد له بجوارحك لأنه البصير. الطاعة والبعد عن معصيته: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: علم العبد... بسمعه تعالى وبصره وعِلمه, وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرةٍ في السموات ولا في الأرض, وأنه يعلم السٍّرَّ وأخفى, ويعلم خائنة الأعينُ وما تخفي الصدور, يُثمرُ له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله, وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه, فيُثمرُ له ذلك الحياء باطناً, ويثمرُ له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح. قال العلامة ابن جبرين رحمه الله: متى عرَفت الله تعالى بأسمائه وصفاته، كانت النتيجة من ذلك أنك تطيعه، وأنك تعبده، ومتى رأيت من يعصي الله ويجاهر بذلك، فإن ذلك يدل على ضعف عقيدته، وأنه ما عرف من يعصي الله حقَّ معرفته بآياته ومخلوقاته، ما عرف عظمة من يعصيه، ما عرف الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وكماله وجلاله وكبريائه وعظمته، كيف يعصيه هذا الآدمي الضعيف، وكيف يخرج عن طواعيته، وكيف يبارزه بالمخالفة مع علمه بعظمة ربه وإلهه، فعلم العبد بعظمة الله، وتسميته بالأسماء الحسنى، واتِّصافه بالصفات العلى، يحجزه عن معصية خالقه.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: لا شك أن الله عز وجل إذا أراد أن يُكرم عبدًا شرح صدره لقبول ما وصف الله به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فتلقاها بالتسليم والفرح والسرور، وظهر أثر ذلك عليه، فتكون كل حركاته وسكناته مقرونة بصفات الله عز وجل. هذا، وقد ذكر أهل العلم أنَّ للإيمان بأسماء الله وصفاته، على منهج أهل السنة والجماعة آثارًا عظيمة وثمارًا مباركة، منها: محبة الله جل جلاله وتعظيمه: من عرف الله بأسمائه وصفاته نزهه عن كل نقص، وازداد له محبةً وتعظيمًا؛ قال العلامة ابن القيم رحمه الله: من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبَّه ولا محالة. وقال العلامة محمد العثيمين رحمه الله: الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته، يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه، فالإيمان بالله تعالى يثمر للمؤمنين ثمرات جليلة، منها: كمال محبة الله تعالى، وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وكلما ازدادت معرفة الإنسان بالله في صفاته وآياته، فلا شك أنه يزدادُ محبةً وتعظيمًا لربه. ومعرفة أسماء الله وصفاته هي قوت القلب وروحه، ولا يمكن للإنسان أن يُحبَّ الله غاية المحبة، ويُعظم الله غاية التعظيم إلا بمعرفة أسمائه وصفاته.
تترتّب عدّة ثمراتٍ على حُبّ الله للعبد، وفيما يأتي بيان البعض منها: نَيل التوفيق والسَّداد: فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ). حفظ الله له: فقد ورد عن الصحابيّ عبدالله بن عبّاس -رضي الله عنهما-: (كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا قال يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، (رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ)). استشعار مَحبّة ذِكْر الله: فإنّ أحبَّ الله عبدَه حَبَّب إليه ذِكْره؛ فالله يذكر عبده الذي يُحبّه، وإن ذَكَره الله، حُبِّب إليه ذِكْره، وذِكْر الله لعبده أكبر وأعظم من ذِكْر العبد له.