حزن البائس الذي هلك في حربه ** الخلود وتحالفه مع البؤس والبؤس والصديق حار قاتل ** كأن ظلامه في القطران. لا يمنعه الناس إذا طلبوا منه خلعه ** ولا يراه كثيرًا في الليل. شرح قصيدة الخنساء رثاء أخيه صخر كما نرى أن الأسلوب البلاغي للقصيدة لا يوصف بسبب الطريقة التي سلكتها الخنساء لكتابة هذا الرثاء الخالد لعصرنا ، فما سر بكائها عندما تسمع اسم شقيقها صخر؟ تتجلى هذه الطريقة المستخدمة لتوضيح الخنساء وإخبار الناس بمأزقه من خلال أسلوب الاستفهام وليس التصريحي في السطور الافتتاحية للقصيدة. شعر الخنساء في صخر رسوبي. بل كانت الطريقة التي استخدمها الخنساء لقيت ترحيباً من معظم المستمعين والقراء لهذا الرثاء ، إذ أحزنت عينيه على الانفصال عن صخر. كما أننا نرى استخدام أسلوب المبالغة في كثير من آيات هذا الرثاء ، على سبيل المثال: كلمة (ذرف) ، وهذه الكلمة ، إذا كانت تعني شيئًا ، فإنها تدل على دموع كثيرة تذرف أثناء البكاء ، وهذه الكلمة هي شكل. من المبالغة في الفعل الأصلي ، لكنه لم يستخدم هذه الكلمة بسبب كثرة البكاء. إقرأ أيضاً: مقاصد الشعر الجاهلي ومزاياه الطرق المستخدمة في قصيدة الخنساء في رثاء صخر من الواضح أن الخنساء جلبت كل الخبرات والقدرات الشعرية التي تتمتع بها في مجال الشعر ، فقد استخدمت أساليب رائعة ، ووضعتها في مرثيتها لأخيها صخر لتدل على مدى ارتباطها به.
قصة الخنساء والرسول قد اعلنت الخنساء اسلامها في عام 630 ميلاديًا وهو العام الموافق الثامن هجريًا، وقد ذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم معه قوم بني سليم ومعها ابناءها وابناء عمها وقد اعلنت اسلامها وقد تراوح عمرها في هذا الوقت بين الخمسين والستين. وقد قيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد كان يحب شعرها ويستمع إليه وقد أنشدت حين ذهبت إليه مع قومها وقيل أن الرسول قال لها هيه يا خنساء. قد عرفت بالصبر وكثرة الابتلاءات فقد حفزت أبناءها على الالتحاق بالجهاد وقد ذهبوا إلى ساحة القتال واستشهدوا وقد قوي ايمانهم ولم تبين إلا الجزع، كذلك عندما نهاها عمر بن الخطاب عن الندب والرثاء والبكاء على اخيها صخر توقف عن هذه الأعمال. أشهر قصائد الخنساء قد اشتهرت الخنساء بالكثير من القصائد الشعرية المتميزة والتي تداولت منذ العصر الجاهلي حتى يومنا هذا ومن أشهر قصائدها ما يلي القصيدة التي جعلت ابن سلام يدخلها في تصنيف الشعراء الذين يكتبون شعر الرثاء. قصيدة وما يبكون مثل أخي ولكن. شعر الخنساء في أخيها صخر. قصيدة حمال ألوية هباط أودية. قصيدة إن الزمان، وما يفنى له عجب. قصيدة الخنساء في رثاء أخيها صخر قد حزنت الخنساء بوفاة اخيها صخر حزن شديد لا يوجد له مثيل وقد فقدت بصرها من شدة الحزن والبكاء وقد قامت بكتابة هذه الأبيات الشعرية: قذى بعينكِ أم بالعين عوار ….. أم ذرفت إذ خلت من أهلهَا الدار كأنّ عيني لذكراه إذا خطرت ….. فيضٌ يسيل على الخدين مدرار تبكي خناس فما تنفك ما عمرت ….. لها عليه رنين وهي مفتار تبكي خناس على صخر وحق لها …… إذ رابها الدهرُ أن الدهرَ ضرارُ لا بد من ميتة في صرفها عبر …… والدهر في صرفه أحوال وأطوارُ قدْ كان فيكم أبو عمرو يسودكم ….. نعم المعممُ للداعين نصار.
تاريخ الميلاد: 575 ميلادي. مكان الولادة: صفينة. الوفاة: توفيت في نجد سنة 645. مكان الإقامة: ديار بنو سليم. الديانة: عاشت فترة في الجاهلية، ثم أسلمت. شعر الخنساء في صخر الاوبسيديان. الزواج: تزوجت مرتين الأولى من رواحة بن عبد العزيز السلمي، والثانية من مرداس بن أبي عامر السلمي. في والختام تكون قد تمت معرفة لماذا سميت الخنساء بهذا الاسم ، بالإضافة إلى ذكر أبرز المعلومات والتفاصيل المتعلقة بحياة هذه الشاعرة المبدعة المخضرمة، مع تسليط الضوء على أبرز قصائدها. المراجع ^, al-Khansāʾ, 25/02/2022
( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) ثم قال تعالى: ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) تعليلا لما تقدم من الأمرين ، فقوله هو الرزاق تعليل لعدم طلب الرزق وقوله تعالى: ( ذو القوة) تعليل لعدم طلب العمل; لأن من يطلب رزقا يكون فقيرا محتاجا ومن يطلب عملا من غيره يكون عاجزا لا قوة له ، فصار كأنه يقول ما أريد منهم من رزق فإني أنا الرزاق ، ولا عمل فإني قوي وفيه مباحث. الأول: قال: ( ما أريد) ولم يقل إني رزاق بل قال على الحكاية عن الغائب ( إن الله) فما الحكمة فيه ؟ نقول قد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ" إني أنا الرزاق " على ما ذكرت وأما القراءة المشهورة ففيها وجوه. الأول: أن يكون المعنى قل يا محمد: ( إن الله هو الرزاق). الثاني: أن يكون ذلك من باب الالتفات والرجوع من التكلم عن النفس إلى التكلم عن الغائب ، وفيه ههنا فائدة وهي أن اسم الله يفيد كونه رزاقا وذلك لأن الإله بمعنى المعبود كما ذكرنا مرارا وتمسكنا بقوله تعالى: ( ويذرك وآلهتك) [ الأعراف: 127] أي معبوديك وإذا كان الله هو المعبود ورزق العبد استعمله من غير الكسب إذ رزقه على السيد وههنا لما قال: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فقد بين أنه استخلصهم لنفسه وعبادته وكان عليه رزقهم فقال تعالى: ( إن الله هو الرزاق) بلفظ الله الدال على كونه رزاقا ، ولو قال إني أنا الرزاق; لحصلت المناسبة التي ذكرت ولكن لا يحصل ما ذكرنا.
المتين قال تعالى: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "58" (سورة الذاريات) هو الله الرزاق ذو القوة المتين، وهو الذي لا تتناقص قوته. عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله تعالى "المتين" يقول "الشديد". وفي اللغة يقال: هو متين القوي، ومن المجاز يقال: رأي متين. واسمه تعالى "المتين" يدل على القوة والقدرة والله سبحانه متم قدره، وبالغ أمره. وقد ذكر "المتين" سبحانه، مرة واحدة في الكتاب المبين في قوله تعالى: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "58" (سورة الذاريات) وعندما تتجمع القوة مع القدرة ومع التقدير يكون التوازن العادل بإحسان، فكونه هو الخالق لكل شيء بقدر. وهو القادر على تنفيذ القدر مع تقدير للأمور فتكون القوة من شديد القوى المحكمة. التي لا تعرف التناقض، فقد تكون القوة وتنقصها حكمة التقدير، فيكون الإخلال في المسير، ولكن الله سبحانه وتعالى صاحب القوة ـ وهو شديد القوى حتى تعتدل الموازين في دنيا الأغيار، ويوم يقوم الأشهاد. [ عودة للقائمة الرئيسيّة]
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) إن الله هو الرزاق وقرأ ابن محيصن وغيره " الرازق ". ذو القوة المتين أي: الشديد القوي. وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب والنخعي " المتين " بالجر على النعت للقوة. الباقون بالرفع على النعت ل " الرزاق " أو " ذو " من قوله: ذو القوة أو يكون خبر ابتداء محذوف; أو يكون نعتا لاسم " إن " على الموضع ، أو خبرا بعد خبر. قال الفراء: كان حقه المتينة فذكره لأنه ذهب بها إلى الشيء المبرم المحكم الفتل; يقال: حبل متين. وأنشد الفراء: لكل دهر قد لبست أثوبا حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا من ريطة واليمنة المعصبا فذكر المعصب; لأن اليمنة صنف من الثياب; ومن هذا الباب قوله تعالى: فمن جاءه موعظة أي وعظ. وأخذت الذين ظلموا الصيحة أي: الصياح والصوت.
(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ). (اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ). (اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك). (اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ). (ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ، فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ، يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ).
الفرق بين الصفات الفعلية والذاتية هذه الآيات الكريمات فيها إثبات صفة فعلية من صفات الله عز وجل، وهي صفة المحبة، وهذا أول ما ذكره المؤلف رحمه الله مما يتعلق بالصفات الفعلية، وتقدم لنا فيما سبق أن الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات فعلية، وصفات ذاتية، والصفات الذاتية هي الصفات التي لم يزل ولا يزال الله جل وعلا متصفاً بها أزلاً وأبداً، وتقدم لنا منها: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، وسيأتي بقية ما يكون من صفات الله عز وجل الذاتية، وهي ليست محصورة بالسبع، لكن أشهرها السبع التي يثبتها مثبتة الصفات من الأشاعرة والكلابية والماتريدية. أما الصفات الفعلية: فهي الصفات التي تتعلق بالمشيئة. هذا ضابطها: كل صفة تعلقت بالمشيئة فإنها صفة فعلية، فكل ما تعلق بالمشيئة: إن شاء الله فعله، وإن شاء لم يفعله فإنها من الصفات الفعلية، هذا هو الحد المميز أو الفاصل بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية. الصفة الفعلية التي ذكرها المؤلف هنا هي صفة المحبة، والآيات التي ساقها رحمه الله كلها تدل على إثبات صفة المحبة لله سبحانه وتعالى، ومن حسن تصنيف المؤلف رحمه الله أنه أتى بهذه الصفة بعد ذكر المشيئة؛ لأن جماعة من المتكلمين المبتدعين جعلوا المشيئة هي المحبة، ففسروا المشيئة بالمحبة، والمحبة بالمشيئة، فقالوا: إن قوله تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195] هذه لا نثبت بها صفة المحبة بل هي المشيئة، فأولوا وعطلوا الرب جل وعلا عن هذه الصفة، فأتى رحمه الله بعد إثبات المشيئة ببيان هذه الصفة، والأدلة الدالة على ثبوتها.
إن مصطلح الرزق يطلق على الفعل كما يطلق على مجاله أو مواده، وبالمعنى الثاني فهو جماع العناصر اللازمة للكائن للحفاظ علي بقائه في عالمه، والرزق بالمعنى الأول هو عملية سوق هذه المواد إلى الكائن لتكون في متناوله وذلك بعد أن يتم تخصيصها له.