ونحن نتفيأ ظلال شهر رمضان الخير.. شهر الفتوحات والتضحيات ، تتزاحم علينا الافكار وهي كثر.. من أين نبدأ؟؟.. وماذا نقول وقد اصبح الكلام بلا طعم؟؟. وفي ظني فان ما يستحق ان نبدأ به.. ويفرض نفسه علينا وعلى كل المنتمين للامة هو: الاشادة بالمرابطين في الاقصى والقدس،وكل فلسطين من رفح وحتى الناقورة.. وقد استطاعوا حتى الان افشال المشروع الصهيوني.. الذي بات محاصرا في برج دبابة.. او في مستعمرة مسيجة باسلاك شائكة ، والاف الجنود المدججين بالسلاح لحماية لصوص الارض. اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض. ان سر عظمة الشعب الفلسطيني علاوة على صموده الاسطوري، وعشقه للاستشهاد هو: انه دائما يفاجىء اعداءه، ويحيل مشاريعهم وخططهم الجهنمية الى رماد تذروه الرياح، فالعمليات الفدائية الاخيرة.. والتي استهدفت العمق الاسرائيلي، في النقب والخضيرة وتل ابيب، وادت الى مقتل «11» مستعمرا صهيونيا حاقدا.. بينهم اثنان من يهود اوكرانيا.. هي رسالة للعدو بان لا يتفاءل كثيرا ، ولا يسرف في الاوهام ، والتي ثبت انها كثبان رملية متحركة،كما هي كثبان النقب العربي المحتل.. والذي جاءت منه اول الرصاصات لتحبط المؤامرة. الكيان الصهيوني اوهى من بيت العنكبوت، بدليل هروب المستعمرين بمجرد ان تبدأ صواريخ المقاومة بدك اوكارهم، لتجد مستعمرات غلاف غزة،وقد أصبحت خاوية تصفر فيها رياح النقب ، بعد ان هرب المستعمرون الى تل ابيب، يطلبون الحماية ممن لا يملك ان يحمي نفسه..!!
أخيرا تجد فيرونيكا نفسها مضطرة الى الزواج من ابن عم زوجها، ولكنها مع ذلك تظل على انتظار دائم لبوريس. جاء الفيلم مناسبا للأجواء التي كانت سائدة في روسيا وفي جميع الدول التي تضررت مباشرة بأهوال الحرب العالمية الثانية ومآسيها، وذلك بعد سنوات قليلة من انتهاء هذه الحرب الشرسة التي بقيت ذكراها حاضرة في أذهان الكثيرين. جريدة الرياض | الفن ضد ملايين هوليود؟. ولم يكن الهدف من هذا الفيلم استعادة هذه المآسي او تكرار عرضها بل يبدو أنه جاء ليخفف من حالة الاحتقان والكبت السينمائيين اللذين صاحبا فترة الحرب التي حدثت ابان الحكم الستاليني، وليمسح بيد حانية على قلوب ابناء الشعب الروسي المكلومة، إذ جاء في فترة خففت فيها القيود نوعا ما على جميع مجالات الحياة بما فيها السينما وهكذا اصبح بامكان من تضرروا أن يعلنوا ألمهم وحزنهم الذي كان محظورا في فترات سابقة وكان قمعها يصل حتى الى مشاعر المواطن الروسي ليخنقها وليحجر دموعه في مآقيه وليجبر هذا المواطن على ان يرسم ابتسامة رضى وسعادة شاء أم أبى!! وبحسب مقاييس فترة الخمسينات والتطور الفني والتقني في مجال صناعة الأفلام يبدو هذا الفيلم متألقا جدا ومميزا وجديرا بلقب أفضل الأفلام وبجائزة السعفة الذهبية، وكذلك يبدو مخرجه متميزا ايضا في عرضه للقصة وحوداثها ولكن ليس بحسب مقاييس ما قبل 40 عاما بل والى حد كبير حتى بمقاييس اليوم، لكن ما يظل متميزا حتى هذا الوقت بشكل كبير هو أداء ممثليه وعلى رأسهم الكسي باتالوف الذي قدم شخصية بوريس الحبيب الذي يترك حبيبته ويتطوع للقتال من أجل روسيا، والذي كان ممثلا محبوبا من قبل النظام ومن قبل الروس أنفسهم، بل انه كان يطلق عليه ممثل الروس المفضل.
وهناك أيضا تاتيانا ساميولوفا التي أدت دور فيرونيكا، الحبيبة المغرمة التي تفقد جميع أحبتها وتخسر حياتها وسعادتها بسبب الحرب، وتظهر لنا في المشهد الأخير بوجه حزين شاحب وبعينين ذابلتين وهو الأمر المختلف تمام الاختلاف عن الهيئة التي بدت عليها في المشاهد الأولى من الفيلم فهي الحبيبة الفاتنة الشقية التي يشبهها حبيبها دائما بالسنجاب «سكويرل» لامتلائها الدائم بالسعادة والفرح التي تعبر عنها بشقاوة طفولية الى حد بعيد. وما يظل متميزا أيضا هو قصة الفيلم التي يقول عنها المخرج سيرجي سولوفويوف أحد معاصري مخرج الفيلم ميخائيل كالتوزوف، انها قصة أنشأت جيل الخمسينات وأثرت فيهم بشكل كبير لم تستطع اية قصة أخرى تم تقديمها على الشاشة ان تحققه. الفيلم الذي حقق نجاحات ساحقة عند عرضه في دور السينما السوفياتية كان حدثا بارزا في تاريخ السينما العالمية، فهو الفيلم الذي حقق أكبر عدد مبيعات على القائمة الفرنسية لأفضل الأفلام، وهو الفيلم الذي لم يحصد جائزة مهرجان «كان» فقط بل حصل على جوائز أخرى من مهرجانات عالمية مختلفة أهمها جوائز مهرجانات الأفلام العالمية في لوكارنو وفانكوفر والمكسيك. نجاح ساحق قد يعود سببه الى ظروف القمع السياسية التي تسود العالم بأسره وروسيا (الاتحاد السوفياتي سابقا) بشكل خاص، إذ تمكن هذا المخرج الجريء في ظل هذه الظروف من المجاهرة بما لم يستطع معاصروه أن يفعلوه بشكل واضح ومعلن في ظل حالة القمع والارهاب اللذين كانت تمارسهما السلطة على الشعب الروسي عامة وعلى المبدعين والمثقفين بشكل خاص، وهذه ليست المرة الأولى التي تتجلى فيها جرأة هذا المخرج وشجاعته بل انه قام بمحاولتين سابقتين كانتا أشد جرأة وشجاعة ولكنهما قمعتا بقسوة.
الخميس 27 ذي الحجة 1429هـ - 25 ديسمبر2008م - العدد 14794 لورا ليني.. "تركيزي على المشاركة في الأفلام ذات الإنتاج المنخفض لا يعني أنني فقيرة، فالسينما المستقلة توفر دخلاً ممتازاً يجعل الممثل يعيش حياة مرفهة، كما تمنحه بقاءً أطول في الذاكرة السينمائية، لأنها سينما فنية أصيلة، ثم ما الذي يعنيه حصول الممثل على عشرين مليون دولار عن الفيلم الواحد، إن هذه المبالغ زائدة عن الحاجة، وما يحتاجه الفنان من المال لكي يعيش ويمارس نشاطه الفني براحة وتركيز أقل من ذلك بكثير، وبالنسبة لي تكفيني أموال السينما المستقلة". هذا الكلام للممثلة الأمريكية "لورا ليني" وقد قالته في لقاء تلفزيوني تساءل فيه المذيع عن سبب تفضيلها للسينما المستقلة على هوليود رغم أن كبريات شركات الإنتاج تطمع في التعاون معها. وجواب كهذا يعطي تفسيراً منطقياً للمكانة العالية التي تحتلها اليوم "لورا ليني" في عالم السينما الأمريكية بشقيها التجاري والفني. ولدت "لورا" في مدينة نيويورك عام 1964ونشأت وسط عائلة متعلمة، فوالدتها "آن بيرسي" تعمل ممرضة في مركز الأمراض السرطانية في نيويورك، وأبوها هو البروفيسور والكاتب المسرحي المعروف "رومولوس ليني" صاحب الإنجاز الأكاديمي والإبداعي في مجال المسرح، ومؤلف منهج الكتابة المسرحية لجامعة كولومبيا، وأحد أهم المدرسين في مدرسة "أستوديو الممثل" للدراما والتي يديرها السينمائي الأمريكي "جيمس ليبتون".